قال، يوم أمس، بوعبدالله غلام الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أن دور هذا الأخير لا يقتصر على الفتوى في الدين فقط، بل يتعداه إلى المساهمة في القضايا المجتمعية، وإبداء الرأي والمشورة في شتى الجوانب المتعلقة بالتسيير الاقتصادي والمجتمعي والصحي والأسري، بما في ذلك ظاهرة الهجرة غير الشرعية وغيرها.
و أضاف غلام الله، خلال إشرافه على افتتاح الملتقى الدولي الثالث  الشيخ العلامة محمد العربي ابن التباني والمدرسة الأشعرية في العقائد، المقام بجامعة محمد البشير الإبراهيمي بولاية برج بوعريريج، تحت شعار «الأشعرية طريقة حياة»، أن نشاط المجلس الإسلامي يشمل الفتوى في كل ما يحيط بالمجتمع، بما في ذلك إقامة ندوات على سبيل الذكر حول التغذية الصحية وقيمتها، وطلب الاستفسارات من المختصين المكلفين بها على مستوى الوزارات الوصية، للتحقق من نوعية السلع المعلبة المستوردة وإن كانت تتوافق مع المبادئ المجتمعية والدينية، والتحقق من مدى حرص المصالح المعنية للاستيراد على هذه المسائل، كما أشار إلى دور المجلس الإسلامي الأعلى في التأسيس للصيرفة الإسلامية في المجال الاقتصادي، و دعمها في البنوك من خلال المقترحات التي تبنتها، كما أضاف، الدولة والحكومة، مشيرا إلى أن المجلس لم يحصر نشاطه في الفتوى وأحكام الصلاة والوضوء وغيرها من الأمور الدينية، مشيرا، أنه يدعو لما يراه صوابا في الدين والمجتمع والعبادة.
وفي رده على سؤال خلال ندوة صحفية، أقيمت على هامش الملتقى، حول الأصوات الدخيلة التي أصبح لها وقع على عقيدة الجزائريين والشباب، اعترف غلام الله بوجود أصوات شاذة، ينبغي اعتراضها بالعودة إلى أسس المرجعية الدينية الجزائرية، و بالرجوع إلى السؤال الجوهري ( من نحن؟)، فلابد، حسبه، أن نجيب على هذا التساؤل لتحديد مرجعيتنا، «فما كان متوافقا ومتناسبا مع عقائدنا وأثرنا وفقا لما وصل إلينا من سلفنا الصالح نتمسك به ونحرص عليه، ومن يريد أن يشق العصا فهذا (لا ينبغي أن نتبعه وننصت إليه)»، حسب تأكيد بوعبد الله، الذي أوضح بأن «من يساعد على رد الادعاءات ومحاولات التشويه، هو الإعلام المتزن والعقلاني الذي بإمكانه أن يحمي بمحتوياته الهادفة المجتمع من التمزق وكل المحاولات لاختراق التواجد الثقافي الذي تكون في إطاره المجتمع الجزائري، بالرجوع إلى أثر القدماء و المحدثين، على غرار الأمير عبد القادر، سيدي عبد الرحمان الثعالبي والشيخ محمد بلكبير والشيخ محمد باي بلعالم و من الأحياء الشيخ محمد الطاهر أيت علجت وغيره من المشايخ الذين يحافظون على المرجعية الدينية، ويتصدون لكل من يريد أن يفصلنا عن هؤلاء المشايخ وعقيدتنا».
و لتحقيق هذا المسعى، أشار غلام الله، إلى إطلاق ملتقى بعين الدفلى حول المذهب المالكي، لرسم عقيدتنا، وإبراز شخصية الشيخ العربي ابن التباني في الملتقى المنظم باسمه بجامعة البرج، لأنه كان من المنشقين المدافعين عن الأشعرية كممثل لمذهب السنة، و «لدينا الإباضية بفكرهم الواضح، الذي لا يفرض على الآخرين رأيه، و كل منا يلقى القبول عند الله»، لكن الإشكال كما قال في «من يأتي من الخارج محاولا أن يرغمك على اعتناق مذهبه وعقيدته، أو يخرجك عن الملة و يكفرك».                                ع/ بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى