تنطلق غدا بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالجزائر العاصمة أشغال الدورة الـ 17 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على مستوى اللجان، في حين بدأت وفود مجالس الدول المشاركة في التوافد على الجزائر استعدادا للمشاركة في  الدورة التي ستعقد يومي 29 و 30 جانفي الجاري.
و حسب برنامج عمل اللجان سيعقد غدا الاجتماع الـ 48 للجنة التنفيذية للاتحاد، و الاجتماع الـ  11 للجنة فلسطين الدائمة، والاجتماع الثاني للجنة المجتمعات والأقليات المسلمة والاجتماع التشاوري للمجموعة العربية.
 وقد بدأت وفود مجالس الاتحاد المشاركة في الدورة تصل الجزائر، فبعد الأمين العام للاتحاد السيد محمد قريشي نياس الذي وصل إلى الجزائر الأحد الماضي والذي استقبل من طرف رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، وصل أمس إلى بلادنا أيضا رئيس الجمعية الوطنية لجمهورية النيجر سيني عمرو والوفد المرافق له استعدادا للمشاركة في المؤتمر، كما حل ببلادنا أول أمس الاثنين وفد برلمان جمهورية بوركينافاسو، ووفد برلمان  جمهورية الموزمبيق كذلك.
وأكد إبراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني خلال استقباله الأمين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي استعداد البرلمان الجزائري احتضان هذه الدورة في ظروف جيدة، مضيفا بأن مشاركة المجالس التي أكدت حضورها يبعث على الاطمئنان بأن مخرجات هذه الدورة ستكون في مستوى الآمال التي يتطلع إليها الجميع خاصة في السياق العالمي الحالي الذي يفرض على العالم الإسلامي جملة من التحديات والرهانات على شعوبه مواجهتها.
من جهته عبر الأمين العام للاتحاد عن تفاؤله بأن تكون رئاسة الجزائر لهذا الاتحاد إضافة نوعية وفرصة لتفعيل العمل البرلماني الإسلامي المشترك وعبر عن ارتياحه للتحضيرات الجارية التي تقوم بها الجزائر.
وستعقد الدورة الـ 17 التي سيحتضنها البرلمان الجزائري بغرفتيه تحت شعار " العالم الإسلامي ورهانات العصرنة والتنمية" وهو موضوع كبير يطرح للنقاش في توقيت زمني حساس يعرف فيه العالم تحولات متسارعة وتحديات كبيرة، تفرض على شعوب و دول العالم الإسلامي المزيد من التنسيق والحوار والتعاون لرفع هذه التحديات والرهانات و احتلال مكانة لهم في هذا العالم.
كما ستناقش الدورة مسألة التعريف بسمو تعاليم الدين الإسلامي و بعده كل البعد عن التطرف والإرهاب الذي يلصق به ظلما وعن جهل، والتطرق أيضا لمسألة الحوار والتعاون المستمر بين الدول الإسلامية لمناقشة القضايا الهامة.
وخلال استقباله مسؤولي وسائل الإعلام الوطنية العمومية و الخاصة قبل أيام كان رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي قد شدد على ضرورة العمل على إبراز "المرجعية الدينية" للجزائر التي يعرفها الجميع، والمبنية على "الوسطية والاعتدال"، والبعيدة كل البعد عن التطرف والغلو التي تعتبر ظواهر دخيلة عن المجتمع الجزائري، وقال إن الجزائر كانت تعرف بالأمس بمهد الثوار وقلعة الأحرار، و هي اليوم تواصل نضالها بنفس العقيدة والعزيمة مستلهمة من مرجعيتها الدينية  الأصيلة.
وأضاف بوغالي بأن الدين الإسلامي هو دين التسامح والمحبة والسلام، لا تطرف ولا عصبية ولا إرهاب، وهذه الظواهر كلها دخيلة على المجتمع الجزائري، وكشف عن استدعاء كوكبة من العلماء المعروفين بالوسطية والاعتدال سواء من الجزائر أو من دول أخرى للمشاركة في الدورة وإثرائها.
أما بشأن شعار الدولة وهو "العالم الإسلامي ورهانات العصرنة والتنمية" فقد أوضح أنه موضوع كبير و قد جاء في وقت حساس يعرف فيه العالم الإسلامي تحديات كبيرة ورهانات كبرى، معربا عن أمله في أن تكون الصورة التي ستسوقها وسائل الإعلام الوطنية حول الحدث في المستوى وتعطي البعد الحقيقي للدين الإسلامي.
من ناحية التحضير المادي أكد أن كل الإمكانيات جاهزة لاستقبال ضيوف الجزائر من برلمانيي العالم الإسلامي ، وقال أنه يتطلع بأن تكون مخرجات هذه الدورة في مستوى تطلعات الشعوب الإسلامية ومستوى التحديات والرهانات التي يعرفها العالم الإسلامي.
ويضم اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي 54 مجلسا ، ويعتبر احتضان الجزائر لهذه الدورة حدثا سياسيا بارزا خاصة في هذا الظرف الحساس.
 إلياس -ب

الرجوع إلى الأعلى