استهدف جيش الاحتلال الصهيوني بغارات جوية ومدفعية مئات المواطنين الراغبين في العودة إلى شمال قطاع غزة، وأطلق جيش الاحتلال النار عليهم على مستوى شارع صلاح الدين وسقط أول أمس 5 شهداء وأكثر من 20 جريحا وأجبرهم على العودة إلى الجنوب، وجدد جيش الاحتلال عملية الاستهداف أمس مما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى.
ورغم الحصار والدمار الذي حل بشمال القطاع وسلاح التجويع الذي يمارسه الكيان الصهيوني لدفعهم للتهجير القسري منذ بداية العدوان في السابع أكتوبر الماضي، إلا أن هجرة الفلسطينيين في غزة كانت بطريقة عكسية لم يكن ينتظرها الاحتلال، بحيث في الوقت الذي كان يريد فيه تفريغ الشمال من السكان ودفعهم إلى الجنوب ثم ترحيلهم إلى خارج قطاع غزة، أظهر الفلسطينيون صمودهم وتمسكهم بأرضهم ومساكنهم، محاولين العودة إلى شمال القطاع في ظل هذه الظروف الصعبة التي لم يتوقف فيها العدوان، ويستمر فيها الحصار على شمال القطاع.
ولا يزال الكيان الصهيوني يراهن على تهجير سكان شمال القطاع بكل الوسائل، خصوصا وأن من النقاط الخلافية في المفاوضات مع حركة حماس، حرص الكيان الصهيوني على أن تكون عودة النازحين إلى شمال القطاع محدودة وتتم عبر نقاط تفتيش تقيمها قواته، كما يشترط في العودة المحدودة للنازحين أن تكون
في مراكز إيواء وليس في منازلهم، في حين أن حركة حماس اشترطت في سياق المفاوضات للتهدئة وتبادل الأسرى أن تكون عودة النازحين للشمال غير مشروطة، ويعود المواطنون لمنازلهم، إلى جانب فك الحصار وإعادة الإعمار.
وعلى صعيد التطورات الميدانية في قطاع غزة كشف أمس التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الصهيوني المستمر لليوم 192 عن ارتكاب جيش الاحتلال 7 مجازر ضد العائلات وصل منها للمستشفيات 68 شهيدا و94 إصابة خلال 24 ساعة، كما ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بداية العدوان حسب نفس التقرير إلى 33797 شهيد و76465 إصابة، كما أعلنت وزارة الصحة أمس عن استشهاد حفيدة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية جراء إصابتها البالغة التي تعرضت لها يوم عيد الفطر، نتيجة استهداف صهيوني لعائلتها مما أدى إلى استشهاد في نفس اليوم 3 من أبناء إسماعيل هنية.
وفي نفس الإطار يواصل جيش الاحتلال الصهيوني عمليته العسكرية في المحافظة الوسطى بغزة، محاولا التوغل شمال مخيم النصيرات، مع استمرار القصف العنيف على المنطقة، مما أدى إلى تسوية أحياء سكنية بالأرض، كما يواصل الاحتلال عمليات القصف على مناطق مختلفة منها مخيم المغازي، واستهداف بيت حانون بحزام ناري، وقصف مدفعي وجوي على مناطق الميناء والشيخ عجلين ومحيط دوار النابلسي.
وفي سياق الوضع الصحي بشمال القطاع، ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة المؤسسات ذات العلاقة من أجل إنشاء مستشفيات ميدانية في مدينة غزة وشمالها، في محاولة لتوفير الخدمات الصحية، ولو بالحد الأدنى بعد خروج مستشفى الشفاء والعديد من المستشفيات عن الخدمة بشكل كامل جراء استهدافها من طرف جيش الاحتلال الصهيوني.
وفي السياق ذاته أعلن أمس الهلال الأحمر الفلسطيني عن عودة مستشفى الأمل في خانيونس للعمل بشكل جزئي، وأشار إلى أن العمل فيه اقتصر على قسم الاستقبال والطوارئ فقط، فيما يتعذر تشغيل باقي الأقسام نظرا لحجم الأضرار الجسيمة التي لحقت بها عقب اقتحام قوات الاحتلال للمستشفى، كما كشفت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن إفراج جيش الاحتلال أمس عن اثنين من طواقم إسعاف الجمعية بعد اعتقال دام 50 يوما، فيما يواصل الاحتلال اعتقال 6 من طواقمها، كما استقبل الدفاع المدني في غزة أمس دفعات من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون الاحتلال، والذين اقتادهم العدو الصهيوني من المدارس ومراكز النزوح في غزة، وتحدث المواطنون المفرج عنهم عن أوضاع صحية وإنسانية صعبة للغاية التي يواجهها الأسرى، كما تحدث معتقلون في تصريحات صحفية عن تعرضهم لشتى أنواع التعذيب والتنكيل واستشهاد عدد منهم.
وطالب في هذا الإطار المكتب الإعلامي الحكومي بغزة المؤسسات الدولية والأممية وعلى رأسها الصليب الأحمر بالضغط لكشف مصير الآلاف الذين اختطفهم جيش الاحتلال من غزة، ولا تملك عائلاتهم أية معلومات عنهم.
وفي نفس السياق عثر الدفاع المدني في غزة أمس على مقبرة جماعية في محيط مجمع الشفاء الطبي، حيث قام جنود الاحتلال بدفن الشهداء في مقابر جماعية بعد إعدامهم لإخفاء الجريمة، وكان المرصد الأورو متوسطي قد قدر عدد الشهداء في مجزرة مجمع الشفاء التي دامت 14 يوما بأكثر من 1500 شهيد.
نورالدين ع  

الرجوع إلى الأعلى