قدر جهاز الدفاع المدني بغزة عدد المفقودين تحت الأنقاض بـ 20 ألف شهيد، من بينهم 10 آلاف مفقود في محافظة الشمال فقط، ويواجه عناصر الدفاع المدني صعوبات كبيرة في انتشال جثامين الشهداء التي بقيت تحت الأنقاض لأسابيع طويلة والعديد منها تحللت، خصوصا في المناطق التي تتواجد فيها قوات جيش الاحتلال الصهيوني أو الشهداء الذين سقطوا في استهداف الاحتلال لأبراج سكنية ومباني متكونة من عدة طوابق، بحيث ضعف الإمكانيات ونقص وسائل الإنقاذ لدى جهاز الدفاع المدني عطل عميلة انتشال جثامين الشهداء.
وفي السياق ذاته يتواجد عدد كبير من الشهداء المفقودين في مقابر جماعية أنشأها جيش الاحتلال الصهيوني أثناء اقتحامه لعدد من المناطق في خانيونس ومحيط مجمع الشفاء بمدينة غزة وشمال القطاع، حيث نفذ جنود الاحتلال إعدامات ميدانية في حق العشرات من المدنيين من بينهم أطفال ونساء، ثم قاموا بدفنهم في مقابر جماعية دون أي احترام لكرامة الميت، وأظهرت تقارير إعلامية صور صادمة لعمليات دفن جماعي لجثامين شهداء من طرف جرافات جيش الاحتلال، وأغلب الجثامين تم العثور عليها وسط سواتر ترابية أقامها جنود الاحتلال، كما يعثر عناصر الدفاع المدني في غزة يوميا على المزيد من جثامين الشهداء في المناطق التي انسحبت منها قوات جيش الاحتلال الصهيوني وأغلبهم في مقابر جماعية، وكان من بينها العثور أول أمس على مقبرة جماعية في باحات مجمع الشفاء تعود لأفراد عائلة تقيم بمحيط المستشفى أعدمهم جنود الاحتلال ثم قاموا بدفنهم في مقبرة جماعية لإخفاء الجريمة، كما اكتشف عناصر الدفاع المدني أمس مقبرة جماعية أخرى في بيت لاهيا شمال القطاع، وسط سواتر ترابية أقامها جيش الاحتلال، وتؤكد هذه الممارسات لجيش الاحتلال الصهيوني على حجم الجرائم البشعة التي ينفذها جنوده ضد المدنيين الأبرياء والنساء والأطفال، ولم يكتف جنود الاحتلال بالتدمير والتقتيل، بل لم يحترموا حتى كرامة الموتى الذين نكلوا بهم ودفنوهم وسط سواتر ترابية.
وفي السياق ذاته نقل أمس معتقلون سابقون مفرج عنهم من سجون الاحتلال شهادات مروعة عن أساليب التعذيب التي تعرضوا لها من طرف جنود وضباط جيش الاحتلال، ومن بين الضحايا أطفال لم يتجاوزوا سن الثانية عشر تعرضوا لتعذيب وحشي، كما تحدث عدد من المعتقلين السابقين في تصريحات صحفية عن تعرضهم لسوء المعاملة والحرمان من الرعاية الصحية، ما سبب مضاعفات صحية للكثير منهم، وصلت إلى حد بتر أطرافهم.
وأكدت في هذا السياق حركة حماس أن الانتهاكات التي يقوم بها جيش الاحتلال في حق المعتقلين تؤكد على وحشية هذا الجيش المجرم الذي يقوم بحرب إبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وأشار بيان الحركة أمس إلى أن هذه الانتهاكات ستبقى وصمة عار تطارد هذا الكيان الذي لا يستقوي إلا على المدنيين العزل، وستبقى شاهدة حسب نفس البيان على سلوكه الفاشي البعيد عن القيم الإنسانية، وطالبت الحركة المؤسسات الحقوقية الدولية وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة التحرك وكشف مصير آلاف المعتقلين الفلسطينيين الذين اختطفهم جيش الاحتلال من غزة، وتوثيق ما رواه المفرج عنهم من شهادات حول ما تعرضوا له من تعذيب وممارسات وحشية خلال فترة اعتقالهم، ورفع هذه الشهادات إلى المحاكم الدولية المختصة لمحاسبة قادة هذا الكيان على جرائمهم.
وعلى صعيد التطورات الميدانية في قطاع غزة قام جيش الاحتلال الصهيوني أمس بشن عملية عسكرية في بيت حانون وشرق جباليا شمال القطاع، وتقدمت آليات عسكرية تجاه مراكز الإيواء في بيت حانون وتم محاصرة مدرسة تؤوي مئات النازحين ليلة أول أمس، وأنشأ جيش الاحتلال حسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مراكز تحقيق ميداني خلف المدرسة وطلب من النساء خلع الحجاب وأجبر كل العائلات المتواجدة في بيت حانون على النزوح منها واعتقل عدد من  الشبان، كما يحدث ذلك بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف وقصف من الطيران الحربي وإطلاق نار كثيف.
وفي السياق ذاته يواصل الكيان الصهيوني حربه ضد الصحفيين في قطاع غزة للتغطية على جرائمه البشعة التي يقترفها يوميا ضد المدنيين العزل، وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أمس عن ارتقاء 6 صحفيين شهداء خلال الأيام الأخيرة بنيران جيش الاحتلال، ليرتفع بذلك عدد الشهداء من الصحفيين منذ بداية العدوان إلى 133 شهيدا، كما كشف نفس المصدر عن رفع المحتل من وتيرة استهداف الصحفيين في مؤسساتهم ومنازلهم وفي ميدان العمل والتغطية الصحفية خلال الأسابيع الماضية.
وفي سياق الحصيلة اليومية لأعداد الشهداء والمصابين جراء العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة لليوم 193، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال 5 مجازر خلال 24 ساعة وصل منها للمستشفيات 46 شهيدا و110 إصابة، كما ارتفع العدد الإجمالي للشهداء إلى 33843 شهيد و76575 إصابة، وفي الإطار ذاته كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين « الأونروا» أمس عن ارتفاع عدد عمال الإغاثة الذين قتلهم جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع أكتوبر الماضي إلى 178 شهيدا، وأشار بيان «الأونروا» إلى أن هذا العدد من القتلى في صفوف عمال الإغاثة لم يسجل في أي صراع آخر.
نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى