الجزائر مستهدفة بمخطط يعتمد التقسيم الطائفي
حذَر أمس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى من الأفكار المتطرفة الموردة إلى الجزائر من المشرق والغرب، وقال بأن أبرز خطر تواجهه الجزائر هو العولمة التي تأتي تحت غطاء حركات عبدة الشيطان، والإباحية، وحركات بث الإحباط التي قال بأنها تمثل شكل الاستعمار الحديث، وأكد عيسى من باتنة على أن الجزائر سنية ومرجعيتها بمثابة جدار صد للأفكار المورّدة.
ودعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف المؤسسة الدينية، إلى تجديد نفسها والاضطلاع إلى لعب دورها في التصدي لأفكار التطرف وتأمين الجزائر فكريا والحفاظ على انسجامها الاجتماعي، وتطرق الوزير في كلمته بمناسبة إشرافه على افتتاح الملتقى الوطني الأول حول “دور المؤسسة الدينية في تعزيز الأمن الفكري والانسجام الاجتماعي” إلى رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة يوم العلم، والتي أكد بأنها تحمل من الأهمية ما يجعلها كفيلة للتفطن بالمخاطر المحدقة بالجزائر.
وفي رده على سؤال النصر حول ما توصلت إليه وزارة الشؤون الدينية من أدلة لتلك المخاطر فأكد محمد عيسى، بأن معلومات تصل دائرته الوزارية من خلال متابعة خزانات التفكير في العالم ومن خلال تقارير أمنية، تثبت بأن الجزائر مستهدفة ضمن مخطط يهدف لتغيير خارطة العالم الإسلامي بعنوان الفوضى الخلاقة من خلال تغيير الحدود ليس وفق الدولة الوطنية، وإنما وفق الأهواء والطوائف، مضيفا بأن وزارته تطبق إستراتيجية عمل ضمن مخطط الحكومة للتصدي لتلك المخاطر.
وقال الوزير في تصريح صحفي، على هامش زيارته لولاية باتنة، بأن المؤسسة الدينية بكل مكوناتها مدعوة لتأمين الجزائر فكريا ويجب عليها توفير شروط الانسجام الاجتماعي، لأن أكبر هجمة تتعرض لها الجزائر حسب الوزير هي الغزو الفكري، مشيرا إلى تحذير رئيس الجمهورية من ذلك في رسالته بمناسبة يوم العلم، مؤكدا بأن المرجعية الدينية وتراث الأجداد كفيلان بالتصدي لذلك الغزو.
وتساءل وزير الشؤون الدينية عن سبب يمكن أن يؤدي للإعراض عن المرجعية الدينية بالجزائر، مؤكدا بأن مخابر وجهات تصرف ملايين الدولارات ليس رغبة في اتقاء الجزائريين لنار جهنم وإنما لإشعال نار الفتنة، محذرا من الأفكار الخارجة عن المرجعية الجزائرية، وقال بأن الجزائر سنية وقد طوت صفحة الإرهاب بعد أن دفعت فاتورة غالية، وأكد بأن التحدي في الوقت الراهن هو مجابهة العولمة.
وحذَر عيسى من مخاطر التعصب على غرار ما حدث قبل أيام من مشاحنات بسبب مباراة كرة القدم، وقبلها ما حدث من إثارة النعرات حول الأمازيغية، مشيرا لفصل رئيس الجمهورية من خلال دسترته للأمازيغية، وقال بأنه سعيا للتصدي للأفكار التي تهدد الأمن الفكري للمجتمع وتشكك في مرجعيته، يجب الرجوع والتمسك الجماعي والمؤسسي بالمرجعية الوطنية ورفع مستوى تكوين الأئمة.
وكشف محمد عيسى بخصوص ما تعلق ببرنامج تكوين الأئمة المزمع الشروع فيه قبل الدخول الاجتماعي المقبل حسبه، فسيتضمن تأهيل الإمام ليرتاد وسائل التواصل الاجتماعي قصد تحويل المساجد إلى العالم الافتراضي منه الفايسبوك لبث الخطب وإبراز النشاطات التي تعزز المرجعية الوطنية وتوفر شروط الانسجام الاجتماعي استكمالا لمجهودات باقي المنظومات، على غرار المنظومة الصحية والتربوية والأمنية والعسكرية مضيفا في ذات السياق بأن على الفئات النخبوية أن تحمل هذا الهم.
وكشف أيضا وزير الشؤون الدينية، عن التحضير لإعداد ملتقى وطني آخر من المزمع تنظيمه قبل شهر رمضان لفائدة إعلاميين قصد بلورة ميثاق شرف أخلاقي يهدف للتصدي للأفكار الموردة التي تمس بالمرجعية الوطنية.
يـاسين عبوبو

الرجوع إلى الأعلى