«طفل الحرب» .. مأساة أطفال عانوا ويلات الحروب
قدمت مساء أمس المخرجة المسرحية الشابة بثينة عريوة بالمسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني بقسنطينة ، عرضا مسرحيا حول معاناة الأطفال الجزائريين إبان الفترة الاستعمارية، لتختتمها بصور البراءة المعذبة في البلدان العربية التي تعاني ويلات الحرب.
المخرجة قدمت العرض في قالب مزج بين التراجيديا و  المونودراما،  فسردت خلاله معاناة الأطفال في الحروب، متقمصة في البداية شخصية  طفلة صغيرة ، هي أخت الفتى عمر الذي يعتبر نموذجا مميزا  للأطفال الذين لبسوا ثوب النضال و قاوموا المستعمر الفرنسي، فروت بتأثر كبير تفاصيل استشهاد والدها في ميدان الشرف، ثم استشهاد أخيها عمر .
و أضافت بأن فقدانها لأقرب الناس إليها،  دفعها للانضمام لصفوف النضال فاختارت التمريض ، و لم تلبث أن فقدت أيضا والدتها أمام عينيها، مبرزة بأن الآثار التي خلفها المستعمر في نفسيتها عاشت معها و لا تزال صور التعذيب و التنكيل و ممارسات المستعمر غير الأخلاقية راسخة في مخيلتها .
وفي الشق الثاني من العرض اختارت تصوير الحروب العربية و تأثيرها على نفسية الأطفال الذين عاشوا في ظروف صعبة و شاهدوا أبشع الجرائم، التي يستحيل أن تمحى من مخيلتهم و إن بلغوا من العمر عتيا .
مخرجة المسرحية فضلت أن ترافق العرض الذي دام ساعة من الزمن ، معزوفات موسيقية، قدمها العازف وليد كسوري ،  فيما قدم الركح الفنان التشكيلي كمال رحموني بلوحة تبرز مآسي جيل ولد من رحم الحرب.  بثينة عويرة أوضحت للنصر بعد تقديمها العرض، أن سبب اختيارها لموضوع معاناة الأطفال في الحروب، هو حبها لهذه الشريحة ، مؤكدة بأن صور اللاجئين في الشوارع و المخيمات تحز في نفسها ، و تتألم لرؤية حقوقهم الضائعة و حريتهم المسلوبة و مستقبلهم المجهول، مبررة اختيارها اللغتين العربية و الفرنسية في العرض، للإشارة إلى أنه و بالرغم من مرور 64 سنة عن الاستقلال،  إلا أن لغة المستعمر لا تزال مستعملة.للإشارة فإن بثينة عريوة مخرجة شابة و حكواتية تدرس في السنة الثالثة بكلية الفنون و الثقافة بجامعة صالح بوبنيدر ، سبق و أن قدمت في أفريل الماضي عرضا مسرحيا بعنوان « الباي و ريمة لريام».
أسماء ب

الرجوع إلى الأعلى