ستشارك الأديبة الشابة و الصحفية خالدة بورجي في صالون الجزائر الدولي للكتاب سيلا 2019 ، بروايتها التاريخية «أحببت سيليني» التي تسلط الضوء على حياة  الملك النوميدي يوبا الثاني و زوجته الملكة المصرية كليوباترا سيليني،  و هي صادرة عن دار النشر المصرية الأقلام الهادفة.
أوضحت الكاتبة للنصر، أن  كتابة الرواية  تطلبت منها قرابة سنة من البحث والتدقيق، بسبب ندرة المصادر، باستثناء كتب المؤرخين الرومان، فلولاها لما تم التوصل إلى أية معلومات حول الملك و زوجته، رغم أنه كان مؤلفا لعدة كتب و اشتهر بأنه أكثر ملوك عصره ثقافة، فضلا عن كونه رحالة و مستكشفا قدم الكثير للجغرافيا وعلوم الموسيقى والمسرح والتاريخ ، لكن  ذكره سقط من التاريخ  بشكل شبه كلي.
الملكان العاشقان بين التحديات و الثورات
قالت خالدة بورجي أنها اختارت هذه القصة لتحولها إلى رواية لسببين ، الأول هو الغموض الذي لف حياة هذين الزوجين الملكين ولف تاريخهما و تاريخ الجزائر في تلك الفترة ، والثاني هو إعطاء سيليني مساحة من الوجود، فهي ابنة كليوباترا السابعة، ملكة مصر الشهيرة، ومع ذلك فسيليني مغمورة تماما و هذا ليس له تفسير تاريخي.
و أضافت المتحدثة أن ما لفت انتباهها أن كلا الشخصيتين عاشتا في مكان واحد وهو قصر الإمبراطور، و إذا بحثنا في تاريخ هذا القصر، فسنجد تفاصيل كثيرة جدا ومثيرة حول كل ساكنيه، حتى الجنود والقادة و الحرس و الخدم ، لكن لا أثر عن سيرة الزوجين، رغم أنهما من الأسرة الحاكمة، و يعتقد أن كل واحد منهما كتب سيرته الذاتية ، كما كان شائعا آنذاك عند الملوك لتسجيل أمجادهم، لكن الحروب التي عصفت بشمال إفريقيا، منعت وصول أي شيء عنهما، فقررت صاحبة الإصدار  النبش في  التاريخ و حياتهما ، و على ضوء المعلومات التاريخية القليلة التي جمعتها، أعادت كتابة سيرتهما الذاتية كعاشقين وملكين.
وتابعت الكاتبة أن حياتهما كانت مليئة بالكثير من التحديات، على رأسها رفض الشعب الأمازيغي حكمهما الذي كان باسم روما، واندلاع ثورات ضدهما.. وتفاصيل أخرى كثيرة يكتشفها القارئ خلال فصول الرواية الثلاثة بين حياتهما داخل القصر الإمبراطوري الروماني، ثم حياتهما في المغرب الأقصى، و أخيرا حياتهما في منطقة شرشال بالجزائر.
للإشارة فإن رواية «أحببت سيليني» هي الجزء الأول من الرواية ككل، وسيصدر الجزء الثاني السنة المقبلة عن نفس دار النشر المصرية.
الكتابة تسري في دمي والصحافة عشقي الجميل
تعتبر «أحببت سيليني» أول رواية تنشرها الكاتبة خالدة بورجي الذي نشرته، و لديها العديد من الأعمال الروائية غير المكتملة برفوف مكتبتها في البيت،  وصدرت لها مجموعة قصصية بعنوان «أب للمحبة كلها» خلال تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007، تضم 10 قصص في الحب والسياسة ، إلى جانب عدد من الروايات المخطوطة، بعضها موجه للفتيان، تتمنى نشرها عن قريب، كما تكتب نصوصا مسرحية.
 وقالت الكاتبة أن عملها في الصحافة والتكاسل أحيانا عن إتمام كتاباتها الأدبية، أخرا إخراج الكثير من إبداعاتها إلى النور، مؤكدة أن العمل الصحفي و طبيعة العيش في العاصمة ، يفرضان التضحية بالكثير من الوقت يوميا، لذلك فإن ما يتبقى للكتابة، تقتطعه من وقت نومها.
 و بين الصحافة و الكتابة، تقسم خالدة عشقها ، غير أن  الكتابة هي العالم الذي ترتاح فيه و تتخلص فيه من ثقل الواقع و الانتقال من الملموس إلى المجرد للتخفيف من ثقل التعامل اليومي مع الواقع.
صعب أن تكون كاتبا شابا في الجزائر
ذكرت خالدة بورجي أن صعوبات جمة تواجه الكتاب الشباب و المبتدئين، على رأسها مشكلة النشر، و أيضا غياب النقد الذي يضع الأدب في سكته الصحيحة ويرسم طريقا واضح المعالم لكل جنس أدبي أو عمل متفرد، كما ترى أن  العمل الأدبي في الجزائر لا يلقى الترويج اللائق به، وبعض الروائع الأدبية تغيب في طي النسيان، بينما قد يطفو على السطح ما هو متوسط أو رديء، و وحدها الأسماء الكبيرة تستطيع الحضور أدبيا دون مشكلة، أما الشباب فعليهم أن يبذلوا الكثير كي ينالوا المكانة التي يستحقها أدبهم.
أما عن مشاركتها في صالون  الجزائر الدولي للكتاب،  فتعتبرها فرصة  لتمثيل حضور الكتاب ولدار النشر،  ولقاء الأصدقاء الذين يرغبون في توقيعه ، بعيدا عن الترويج للإصدار،  فمنصات التواصل الاجتماعي ، حسبها، تقوم بتوفير أفق أكبر للكتاب الشباب و الجدد، للتعريف بأنفسهم و كتاباتهم، وهي تصل بفضل الإنترنت إلى عدد أكبر من القراء والمهتمين، وغير المهتمين أيضا، بشكل أكبر بكثير مما تقوم به الصالونات و وسائل الإعلام .
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى