ندد مثقفون من منطقة حمام النبائل الواقعة شرق قالمة، أول أمس الاثنين بما وصفوه بالصمت المطبق تجاه الذكرى الثلاثين لرحيل الأديب العالمي كاتب ياسين، متسائلين عن مرور هذه الذكرى دون احتفال أو نشاط فكري يحفظ ماء الوجه و يسترجع مآثر الأديب الذي ظل مرتبطا بأرض أجداده الذين عاشوا بمنطقة عين غرور و حمام النبائل و أسسوا للفكر و الأدب و العلوم، و قادوا معركة طويلة مع الغزاة الفرنسيين عندما احتلوا قالمة و شردوا قبيلة كبلوت و قتلوا خيرة أبنائها من حملة العلم و الثقافة و الأدب.
و قال علي عباسي رئيس الجمعية التي دأبت على تنظيم الملتقى الدولي كاتب ياسين للنصر، بأنه لا يوجد أي نشاط يذكر في ذكرى رحيل كاتب ياسين، مضيفا بأن الملتقى تأجل إلى شهر ماي القادم.  و تساءل ناصر حمايدية، أحد مثقفي مدينة حمام النبائل عن الأسباب التي حالت دون تنظيم نشاط أو ندوة فكرية حول حياة و مؤلفات الأديب. وقد تعرض الأديب الراحل لسيل من التهكم و الشيطنة على مواقع التواصل أول أمس الاثنين عندما تحدث مثقفون عن ذكرى رحيله و الصمت الذي لازمها.  و ذهب البعض إلى حد اتهامه بالكفر قائلا بأنه كان يناصب العداء للإسلام عندما ألف مسرحية “محمد خذ حقيبتك”، و أضاف آخر بأن كاتب ياسين كان يقدح و يذم دور العبادة، و كان يعيش حياة كلها تهكم و مساوئ. و أرجع بعض المثقفين المطلعين جيدا على حياة و مؤلفات صاحب روائع “نجمة”، “المضلع الكوكبي”، “الجثة المطوقة”، “الأجداد يزدادون ضراوة”، و “محمد خذ حقيبتك”، بأن الذين يمارسون الشيطنة و التكفير تجاه الأديب، ربما لم يقرأوا له كتابا واحدا، و لم يطلعوا على تفاصيل حياته، و كيف استطاع تطويع اللغة الفرنسة التي اعتبرها غنيمة حرب، و كيف كان التزامه تجاه قضية وطنه سنوات الاحتلال.
ويرى أحد المهتمين بفكر و إبداعات كاتب ياسين، بأن ربط الأفكار بالأشخاص قد يحرمنا من الفكرة الجيدة، و هو حال كاتب ياسين صاحب الفكر المبدع، لكنه سيء الحظ لدى الكثيرين الذين يناصبونه العداء بلا سبب.     
توفي كاتب ياسين بفرنسا يوم 28 أكتوبر 1989 عن 60 عاما، بعد صراع مع سرطان الدم، و كانت أخته فضيلة كاتب، آخر من زاره من عائلته، و تحدث إليه عندما كان ينهي ساعات حياته الأخيرة.   
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى