كشف الروائي عبد الرزاق طواهرية، أنه نشر رواية جديدة عنوانها « الوحَا العَجل السّاعة»، تتكون من 230 صفحة من الحجم المتوسط، وهي من نوع أدب الصحراء العجائبيّ، احتضنت وقائعها الصّحراء الكبرى، الطاسيلي، جانت، تادرارت الحمراء، تاظروك، لتضاف إلى أعمال الكاتب الصادرة في السنوات الأخيرة و هي « شَياطِين بَانكُوك»، «شيفَا مَخطوطة القَرن الصَّغير»،  «بيدوفيليا 6.66» و «مَا يفُوق حَواسَنَا الخَمسْ».
عنوان الرواية، حسب ابن تبسة، هي عبارة يقولها الساحر عند نهاية الاستحضار، فكلمة «الوحا» تعني الوحي، أي طلب الساحر للإعانة من طرف الجن، فيما تعني « العجل» السرعة في التنفيذ، بينما تعني «الساعة» التأكيد على تنفيذ الطلب بسرعة.
الرواية تطرَّقت إلى عالم السّحر من منظُور السّحرة و الرّوحانيّين، واستندَت في مراجعها إلى كتب سحر حقيقيّة ككتب «البلهان»، «شمس المعارف الكبرى»، و «الصولجان في الاستيلاء على بنات الجان»، و دُعِّم الكتاب بأسرارٍ وخبايا لَم يتناولها قط أي كتاب، قدَّمهَا شيخ عارِف بالصّحراء و معالمهَا للكاتب خلال لقاء جمعهمَا.
كشف الكاتبُ سرّ النّجمة الخماسيّة المتواجدة في ولاية تندوف، بعد بحثٍ عميقٍ جمعه مع أهل الاختصاص، كمَا عالج موضوع «سيفار» أكبر مدينة كهوف في العالم، و تطرّق لسرّهَا المكنون الذي لا يعرفه سوَى أقليّة من أهل المنطقة.
كما عالجت الرواية رسومات كهوف الطّاسيلي التي حيّرت العلماء، بطريقة تنفي نظرية الأطباق الطّائرَة، و تُحيِي أحد أهم الأسرار العجيبة التي خلَّفها الطوطميُّون الملقّبُون بالرّؤوس المستديرَة.
أسواق الجّن، إحدى أهم المعارِف التي يحتفظُ بها الرّوحانيُّون ولا يذكرونها أمام الجّميع، حيث كشفت الرّواية أبرز سوق للجّن في الصّحراء الجزائرية، حسب زعمهم ، و ما يُباعُ فيه وما يُميِّزُه عَن غيرِه من الأسواق. كما تناولت كيفية استخدام الإبل في السّحر، و طبعها الغريب الذي
يفسر مكَانتهَا لدَى السّحرَة عن غيرهَا من المخلوقات.الكاتب، عالج بدّقة و بالتّفصيل عالمَ الجّن من منظور الرّوحانيّين، من حيث أشكالهم و أصنافهم وصفاتهم وقبائلهم، وحتَّى دياناتهم، بطريقة فرِيدَة تضعنَا أمام أسئلَة لن نجدَ لها إجابة، ودُجِّجَت الرّواية بعزائم حقيقيّة باللّغة السيريانيّة لاستنزال الجّن واستحضارهم في الأذى و تمَّ اجتثاثُ النّصوص المؤذية.
و تم الكشف بالتّفصيل عن أسرار ملوكِ الجن والشياطين وما يحلُّ بالسّاحر من أذى وعبوديّة بعد استدعائهم، اعتمادًا على تجارب واقعية حقيقية نُقِلَت من روحانيّين وسحرة تائبين،  وغاصت الرّواية في إثنوغرافيا التواصل، ونقلت لنا حياة الطّوارق بعاداتهم وتقاليدهم وحتَّى لغتهم الأم، التي انتعشَت الرّواية بألفاظها من البداية حتَّى النّهاية.
وأكد الكاتب طواهرية في الأخير، أن الرواية لا تحمل أيّة أفكارٍ تنم عن الشرك، ولا تمسُّ بسوء أي قيمٍ دينيّة، الكثير من أحداثها حقيقيّة مُثبتٌة في كتب الباحثين والعلماء، والقليل من الأحداث خياليّة مُستوحَاة من كتب السّحر وأقوال الرّوحانيّين التي يمكن من خلالها إشباع الفضول، وفي الوقت نفسه لا يمكن تصديقها كلها.
 ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى