صدرت في بداية الأسبوع، ترجمة الكاتب و المُترجم بوداود عميّر، لكِتاب الشاعر و الناشر و الصحفي السابق لزهاري لبتر، الموسوم "الملعقة و أشياء أخرى بسيطة".

 الكتاب من تقديم الأستاذ البشير بديار، وهو عبارة عن قصص و حكايات، اِستوحاها المؤلف من ذكريات طفولته و يومياته في الستينيات، سنوات قليلة قبل الاِستقلال و بعد الاِستقلال، بمدينة الأغواط. فيسرد لزهاري لبتر، بأسلوب مشوّق، حكاياته الطريفة و المُمتعة، وقد بقيت تفاصيلها الدقيقة و الكثيرة راسخة في ذهنه، وهو يعترف أنّ إسقاطات بعضها لا تزال تُصاحبه، بعد هذا العمر.
يتحدث لزهاري لبتر -مثلاً- عن دهشة المصباح الكهربائي، المُكتشف لأوّل مرّة، معوّضاً "الكانكي"، وعن "دكانة رمضان"، تلك العادة الجميلة التي انقرضت مع الأهزوجة المحلية "زق الطير"، و عن "موكب بوغنجة" و الشجرة التي تحمل نقودًا، عن "الجراد و السيرك"، وعن أشياء أخرى جميلة، اِختفت، ولم تعد موجودة الآن.
الكِتاب - حسب المُترجم بوداود عميّر - قرأه الروائي المعروف ياسمينة خضرا، و أبدى إعجابه به، من خلال مقدمة جاء في أحد مقاطعها "هذا الكِتاب لا يُقرأ فحسب، يُفرك كما تُفرك المسبحة، نتذوّقه مثلما نتذوّق عنقود عنب. تمتلكنا الرغبة في الجلوس تحت نخلة، تاركين أنفسنا على سجيّتها، تتقفّى أثر النصوص المُدرجة، كَقِطَعٍ مُنتقاة، نسترقُ السّمع لأزيز الذُباب الصغير، وحفيف الأشجار. لحظة صفاء وسط هذه الأشياء البسيطة، التي فتحت لنا أُفق روح طاهرة، لرجل لا ينسى من أين جاء، يُجيدُ حراسة كنوز يُضيئها الزهد والتواضع إنّه: الهناء في الفقر".
الكِتاب باللّغة الفرنسية و حقّقَ نجاحاً معتبراً، و قد تعدّدت طبعاته ونفدت جميع نسخه، كما أنّ بعض الحكايات التي ضمها، اُختيرت نصوصاً ضمن الكُتُب المدرسية باللّغة الفرنسية.
للإشارة، صاحب الكِتاب لزهاري لبتر، كاتب و شاعر و صحفي و ناشر، من مواليد 1952 بمدينة الأغواط، اشتغل كصفحي في العديد من الجرائد من 1986 إلى غاية 2001. ثم اِلتحق بمؤسسة النشر والتوزيع كمدير نشر، إلى غاية سنة 2005. و مدير نشر منشورات ألفا إلى غاية 2009. و حاليًا مدير نشر منشورات لزهاري لبتر للنشر، و أصدرت داره ، ما يُقارب 60 عنواناً باللغتين العربية و الفرنسية.
للكاتب لزهاري لبتر الكثير من الإصدارات الأدبية التي ألفها باللّغة الفرنسية، توزعت بين الشِّعر والنثر، بِمَا في ذلك أربعة كُتُب خصصها لمدينته الأغواط"العودة إلى الأغواط ألف سنة بعد بني هلال"، الجزائر 2002.
"الملعقة و أشياء أخرى بسيطة" (الطبعة الأولى الجزائر 2009. باريس 2010)، (الطبعة الثانية الجزائر 2011، و 2019)، "الأغواط المدينة المُغتالة أو وجهة نظر فرومونتان" الجزائر 2018. "الأغواط كما يراها الرحالة والكُتّاب والرسامون والمسافرون والمستكشفون والفاتحون" الجزائر 2021.
أمّا صاحب الترجمة، بوداود عميّر، فهو من مواليد مدينة عين الصفراء/ ولاية النعامة، قاصّ و مترجم، وباحث في الأدب الكولونيالي وكاتب مقالات في العديد من الصّحف والمجلات الجزائرية والعربية، و من بين ترجماته من الفرنسية إلى اللّغة العربية، مجموعة من الكُتب التاريخيّة و الأدبيّة، فمن الكُتب ذات الصلة بتاريخ الجنوب الغربي الجزائري، ترجمَ "لمحة تاريخية عن الجنوب الغربي الجزائري" عام 2008، "كتاب النسب الشريف" عام 2009، "سيدي الشيخ، الشخصية الخارقة" عام 2010.
 كما ترجم المجموعة القصصية "ياسمينة وقصص أخرى" لإيزابيل إيبرهارت، التي صدرت في طبعتها الأولى سنة 2011 عن دار القدس العربي في وهران، وعن كِتاب مجلة الدوحة القطرية في طبعة ثانية مزيدة و منقحة سنة 2015. و ديوان "صديقتي القيثارة" للراحلة صفية كتو، عام 2017. كما صدرت له مجموعة قصصية عن دار الكلمة للنشر والتوزيع بالجزائر، حملت عنوان "صوب البحر".
نوّارة لحرش

الرجوع إلى الأعلى