الإنتقال لمرحلة التعامل مع المستثمرين في قطاع الثقافة ليست غدا
نشط فنانو وهران المنضوون تحت لواء النقابة الوطنية للفنان، أول أمس لقاء خاصا بتدارس إمكانية إشراك المستثمرين الخواص في إنتاج الأعمال الفنية، في إطار القرارات الأخيرة لوزير الثقافة الرامية لترقية الإنتاج الفني في جميع المجالات، حيث ناقش الحاضرون الوضع الحالي و المشاكل التي يتخبطون فيها وأحصوا مجموعة من الاقتراحات التي من شأنها مساعدتهم على جذب المستثمرين بأعمال ترقى للمستوى المطلوب، خاصة وأن الجميع يعلم أن الاستثمار في القطاع الثقافي لا يستقطب الكثير من أصحاب المال.
لقاء أول أمس كان تحضيريا لتسوية الصفوف وتحضير برنامج ومقترحات واضحة المعالم يمكن تقديمها للمستثمرين من أجل استقطابهم لدعم الأعمال الفنية مستقبلا. وقد أجمع المتدخلون على ضرورة تسوية الوضعية الإجتماعية للفنان والعمل على إزالة العراقيل التي تعيق الأعمال الفنية وكذا توفير الهياكل المناسبة التي من شأنها أن تكون فضاءات تسمح للفنان بالتدريب وتوّفر له مقرا للإبداع، ومن جهة أخرى تكون هذه الفضاءات أيضا، سوقا لبيع منتوجه للمجتمع المحلي والوطني وبعدها حسب الكثير منهم يأتي الحديث عن البحث عن المستثمرين الذين سيقتنعون بصفة آلية بالمنتوج المقدم. وعلى هامش اللقاء رصدنا بعض الآراء التي صبت في ذات السياق.
بوعلام عبد الحفيظ، كاتب سيناريو
تطرّق السيناريست بوعلام عبد الحفيظ، لمشكل الغموض المتضمن في قانون الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة «أوندا» حيث يكمن الغموض حسبه في الفنانين المصنفين في خانة «الحقوق المجاورة» التي لا توضح كما أشار السيد بوعلام تفاصيل حول التعويض المادي في حال عرض العمل عبر قنوات التلفزيون وكذا في حال تكرارها، وهنا اقترح المتحدث أن يتم إيجاد صيغ توافقية بين التلفزيون الجزائري والفنانين لضبط القيم المالية الخاصة بعرض الأعمال الفنية. و انتقد السيد بوعلام طرق تعويض الفنانين في الجزائر بقيم مالية تكون في بعض الأحيان ذر للرماد في العيون. و اقترح السيناريست عبد الحفيظ خلق مجلس فني خاص يشرف عليه «أوندا» للنظر في كل الانشغالات التي يرفعها الفنانون في أي مجال كان.
عمر بن شراب، ممثل و مغني
أوضح عمر بن شراب وهو ممثل ومطرب لأغاني شعبية وهرانية، أنه لا يمكن الانطلاق في مرحلة البحث عن مستثمرين والفنان يتخبط في مشاكل رغم بساطتها فهي معقدة عندنا، مشيرا أنه يجب أولا ترقية الفكر الفني والأخلاقيات كي يتمكن الفنان الجزائري من العمل في جو نظيف يضمن من خلاله حقوقه وفق القانون. حيث قال عمر أنه منذ 2007 وهو يتابع أحد المخرجين الذي لم يوف بالعقد المبرم بينهما أي لم يمنحه حقوقه رغم أن العمل السينمائي عرض في قاعات السينماتيك.  
الممثل بن بلال عبد المجيد المعروف بـ"باراكودا"
من جهته قال بن بلال عبد المجيد، أن الفنان في الجزائر يحتاج لمن يسمع انشغالاته  ويساعده في حل مشاكله اليومية، قبل أن يطلب منه تقديم منتوج يرتقي لمستوى البحث عن تسويق وطني أو دولي مشيرا في هذا السياق «نحن في وهران نعاني التهميش حتى خلال فعاليات مهرجان السينما العربية الذي يقام عندنا، فكيف لنا أن نحتك مع الخبرة الخارجية ونتبادل المعارف». و أضاف عبد المجيد أنه هو مثلا لا زال لم يتحصل على بطاقة الشفاء التي تساعده في الحصول على الدواء، وبالتالي فالجري وراء الحاجيات الضرورية مع قلة الأعمال، يجد الفنان نفسه قد قضى عاما كاملا دون مشاركته في منتوج فني، ومن هنا حسب عبد المجيد لا يمكن الحديث عن المنافسة التي تحفز على الرقي لمستوى البحث عن مستثمرين لدعم وتمويل الأعمال الفنية. فالمستثمر كما أضاف، يبحث دائما عن المردود المادي، و في ظل عدم وجود قاعات للسينما التي من شأنها احتضان المنتوج وكذا مع انعدام  ثقافة مشاهدة الأفلام في قاعات السينما، فلا يمكن للمستثمر أن يغامر.
وفي إطار مشاكل الفنان في الجزائر يؤكد بن بلال أنه هو شخصيا من بين الكثيرين الذين قاموا بأدوار مهمة في أعمال فنية منذ سنوات ولكن لم يتقاضوا أجورهم لأسباب مختلفة و لازالوا ينتظرون حقوقهم المادية، فكيف لهؤلاء أن يتدبروا أمورهم المعيشية ويرتقوا بالعمل الفني؟
هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى