جمعية مرايا تحاكي اللحظات الأخيرة من حياة يوغرطة
يتدرب أعضاء جمعية مرايا بالمسرح الجهوي بقسنطينة على مسرحية "مأدبة اللئام" التي ترصد اللحظات الأخيرة من حياة القائد التاريخي يوغرطة والتي من المنتظر أن تعرض في منتصف الشهر المقبل.  
وأثناء زيارتنا لجمعية مرايا أثناء التدريب ،لاحظنا جوا من الجدية غلب عليه الصمت والانتباه لتعليمات المخرج صلاح الدين ميلاط ،هذا الأخير الذي تحدث عن المسرحية بأن اللحظات الأخيرة من حياة يوغرطة هي لحظات يمكن أن تسقط على الحياة الإنسانية بشكل عام ،أين من الممكن التعرف على التناقضات التي يعيشها الفرد في حياته اليومية ،فبين الخيانة والحب والدولة ،تحدث الكثير من الأمور التي تبرزها المسرحية.
المخرج الشاب شرح بأن المسرحية تحمل التشويق ،عبر تناول المؤامرة التي خاط الرومان تفاصيلها ، مع الملك بوخوص ،من أجل الإطاحة بيوغرطة، فالمسرحية تلتزم بالنص الكلاسيكي المقدم في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية،  لكن المخرج صلاح ميلاط يعتمد على بعض الجوانب الحداثية من أجل إيصال رؤية مسرحية مغايرة عن شخصية يوغرطة ،وذلك من خلال الاستعانة بالفلسفة والتساؤلات الوجودية ،باستخدام  سينوغرافيا حداثية، أما نوعية الموسيقى فهي أمازيغية تراثية ،كما أن الاعتماد أكثر على حركة الصورة و الاستغناء عن الكلام ،يؤديان إلى  الخروج من الجو الكلاسيكي للمسرحيات التاريخية ، حسبه.
صلاح ميلاط شرح رؤيته للزعيم الأمازيغي  يوغرطة،  مشيرا إلى أنه يقوم بإسقاط تلك المرحلة على الوقت الراهن، فلن يكتفي بالتاريخ كمادة تصنع الموضوع، بل يعطي للأحداث التاريخية عبر ومعان، يمكن استنتاجها ،لتكون شخصية يوغرطة المقاومة حتى اللحظة الأخيرة ،بمثابة مؤشر على عديد القضايا التي يعيشها الوطن العربي حاليا، إذ أن نفس الأخطاء تكرر نفسها منذ نصف قرن.
  وتحكي المسرحية حالات الإنسان النفسية المختلفة والتي يمكن أن تظهر سماتها داخل المجتمعات  كعقدة الخوف من الأمة المسيطرة ،فيتم إسقاط الرومان على العالم الغربي ودوره في خراب الكثير من البلدان.
العمل المسرحي الجديد يراهن عليه جيل جديد من الشباب المسرحي، حيث يسعون إلى إثبات رؤية جديدة للأحداث التاريخية، تخرج عن المألوف فنجد ممثلين من مدينة قسنطينة على غرار  لبيض رمزي، بودربالة أيوب، نجاعي عبد الجليل، بودماغ محمد الصديق، قلقولة وليد ،بودشيش أسامة، ميلاط ميساء ومحمد عنيقي من ولاية ميلة، أما النص المسرحي فهو لمبارك الشمالي.
حمزة.د

الرجوع إلى الأعلى