أحضر للغناء في الأولمبيا  و الساحة تعجّ بفنانين يجهلون قواعد الغناء
كشف حمدي بناني بأنه بصدد مواصلة التحضيرات و التدريبات، لإقامة حفل بقاعة الأولمبيا بباريس ،مشيرا إلى أن هذا الحفل كان مبرمجا في وقت سابق و تم تأجيله،حسبه، بسبب الأحداث الدامية التي شهدتها فرنسا، مؤكدا بأن الغناء في هذه القاعة الباريسية حلم لا يزال يراوده، رغم أنه غنى بالكثير من القاعات و المسارح العالمية خلال مساره الفني الطويل.
كما كشف صاحب الكمان الأبيض للنصر على هامش أيام الموسيقى الأندلسية بولاية برج بوعريريج، بأنه طرح أربعة ألبومات في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية و وصف المغنيين الذين يحاولون تسويق الأغنية الأندلسية من خلال إضفاء لمسات عصرية على الموسيقى و الألحان، بغير المطلعين على روح هذا الفن الأصيل، كما تطرق لأمورأخرى تتعلق بمستقبل الأغنية الأندلسية و مشاوره الفني و حفلاته القادمة في هذا الحوار.
. النصر : تواجدكم اليوم بولاية البرج لحضور أيام الموسيقى الأندلسية، يدل على انتشار هذا النوع من الموسيقى و توسع رقعته إلى ولايات لم تكن مهتمة بهذا الفن مقارنة بطبوع غنائية أخرى، كما نرى بأن انتشار الفن الأندلسي أخذ طابعا أكاديميا بعدد من ولايات الوطن من خلال تأسيس جمعيات تهتم بالأغنية الأندلسية، ما تعليقكم؟
ـ حمدي بناني: بطبيعة الحال تواجدي هنا دليل على تشجيعي لهذه المبادرات لم نكن نسمع بوجود الفن الأندلسي بولاية البرج من قبل، لكن الشيء الجميل أن تنتشر جمعيات تهتم بالفن الأندلسي. المبادرة تستحق التشجيع لأنها ستسمح بتوسيع رقعة هذا الفن الأصيل، كما أنها أفضل طريقة لتقديمه و جعل الجيل الجديد يتعرف أكثر على هذا النوع من الغناء و يحبه، و ذلك في سياق الجهود المبذولة لتهذيب الذوق و الحفاظ على موروث الأغنية الجزائرية الأصيلة.
. هل جئتنا بجديد ؟
ـ أنا هنا ضيف شرف، لكن لدي الجديد لقد قمت بتسجيل أسطوانات في أستوديو النوبة بمدينة عنابة، بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، لقد طلبوا مني تسجيل قصائد من التراث، فقمت بتسجيل 04 أسطوانات من المالوف و الحوزي و العروبي.
. ما هي القصائد التي أعدت تسجيلها بهذه المناسبة؟
ـ إنها مجموعة من القصائد، منها قصائد في المالوف  مثل “دمعي جرى “ و “يا عاشقين نار المحبة” و “نفر من هويت”، أما القصيدة الرابعة فهي من الطابع لعروبي  و عنوانها “قاضي السلام” و كذا قصيدة “البوغي”  لقد قمنا بإخراج هذه القصائد من الأرشيف و حاولنا توثيقها للجيل الجديد من الشباب بالنوطة و اللحن الأصيل في أسطوانات، و نطمح من خلال هذا العمل إلى الحفاظ على التراث و الفن الأندلسي الأصيل و حمايته من الزوال.
. غبتم عن الساحة الفنية مؤخرا، هل تحضرون  لحفلات؟
ـ لم يكن غيابا بل كنت في فرنسا، لا يخفى عليكم أنني قمت بجولات فنية عبر دول العالم و أحييت حفلات في كبرى القاعات، لكن يبقى حلم الغناء و إقامة حفل بقاعة الأولمبيا بباريس من بين اهتماماتي الحالية، و ذلك من أجل نقل تراثنا و الموسيقى الأندلسية إلى مختلف دول العالم، فأنا أهوى هذا الفن و أسعى دائما لإيصاله إلى أبعد بقعة في العالم، فما بالكم بفرنسا التي يتواجد بها عدد كبير من الجالية العربية.
. نفهم من حديثكم أنكم تحضرون لإقامة حفل بهذه القاعة...
ـ بالطبع لقد قمنا بجميع التحضيرات و الترتيبات لإقامة حفل بهذه القاعة الباريسية، لكن الأحداث الأخيرة التي شهدتها فرنسا لم تكن في صالحنا الأمر الذي تسبب في تأجيل موعد الحفل إلى وقت لاحق، كما قلت لقد عدت من فرنسا و لاحظت هناك تغيرا كبيرا في المعاملة مع الجالية العربية و الإسلامية هناك، ما يجعلنا نتريث أكثر قبل إقامة الحفل، و أستطيع القول أن حظوظ الغناء بقاعة الأولمبيا،رغم   هذه الأحداث لا تزال قائمة بنسبة 80 بالمائة.
. هل يبقى هذا الحلم شخصي، أم  أنه وليد اقتناع بضرورة إثراء الفن الأندلسي و تسويقه إلى الخارج رغم ما يعانيه في الجزائر، فهو يصارع من أجل البقاء أمام باقي الطبوع الغنائية التي استحوذت على السوق و الساحة الفنية الجزائرية ؟
ـ كل فنان يحلم بالغناء بقاعة الأولمبيا و كما قلت لك لقد، أقمت على امتداد مشواري الفني حفلات ببلدان عديدة لكن التقرب من الجالية العربية بفرنسا و نقل الفن الأندلسي إلى هذا البلد، من بين الأهداف التي أحاول تحقيقها، كلما أتيحت لي الفرصة.
. ما رأيك في توجه بعض المغنيين الشباب إلى إضفاء لمسات عصرية على الموسيقى الأندلسية، في محاولة لإيجاد مكانا لهم في السوق، كما أنكم تعرفون جيدا الصعوبات التي تعترض الفن الأندلسي في الانتشار و الاستحواذ على مكانة في الأسوق، أمام الانتشار الكبير للأغنية الرايوية ؟
ـ أنا أشجع الشباب على الإبداع الحقيقي و الهادف، لكن المساس بالأغاني الأصيلة غير مرغوب فيه، لأنه يمس بالتراث و الموروث الموسيقي الجزائري، ما استطيع قوله عن هؤلاء الشباب هو “ الله غالب عليهم”، لأنهم يجهلون بحق روح و تقنيات الأغنية الأندلسية الأصيلة، الآن هناك  فراغ كبير و نقص في الرقابة ما جعل الساحة الفنية تعج بفنانين يجهلون قواعد الغناء السليم و يبحثون عن الجانب المادي. جيلنا كان يستحي من الحديث عن المال في الوسط الفني، و كان همه منصبا حول الإبداع و الحفاظ على روح الأغنية الأندلسية الأصيلة و موروث الغناء الشعبي، في القديم كان الشباب يستمعون للموسيقى الأندلسية و يستمتعون بها ،أما الآن فقد تغيرت الأذواق و أصبح الشباب يميل  إلى الأغاني الراقصة . عثمان. ب

الرجوع إلى الأعلى