المشاركون يدعون إلى جمع كتابات ملهم الكُتاب الجزائريين
انطلقت أمس فعاليات الملتقى الوطني أحمد رضا حوحو تحت شعار “انكسار القدر .. صمود القلم”  بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، أين قدمت مجموعة من الباحثين والمختصين في أدب و تاريخ أحمد رضا حوحو مداخلات حول أدبه، واعتبره متدخلون ملهم الكتاب الجزائريين،هذا الملتقى من تنظيم مديرية الثقافة لولاية قسنطينة، في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة العربية.
رئيس دائرة الكتاب ياسر عرفات قانة افتتح الملتقى و اعتبر  اللقاء فرصة لمناقشة الأعمال الأدبية لأحد الأدباء المؤسسين للأدب الجزائري، داعيا الأدباء و النقاد لتقديم مداخلات، من شأنها تنوير الباحثين و الطلبة حول هذه الشخصية. الجلسة الأولى من فعاليات الملتقى ترأسها الدكتور محمد كعوان، من المدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة، و أكد في كلمته  بأن أحمد رضا حوحو، شهيد القصة و ملهم الكتاب الجزائريين و معظم الأدباء الجزائريين كتبوا تحت مظلته. الدكتور السعيد بوطاجين حث من جهته، الباحثين على جمع كتابات أحمد رضا حوحو، مشيرا إلى أن أكثر من 200 مقالة كتبها في الخارج خاصة في تونس و السعودية لم تنشر بعد، داعيا إلى ضرورة طبعها، كما  ركز على عملية تجنيس أعمال رضا حوحو، لأن فيها،حسبه، ظلم كبير للكاتب، فحين يقرأ القارئ العربي بعض الأعمال التي كتبها رضا حوحو ويجدها مجنسة ضمن صنف القصة، سيأخذ  صورة غير جيدة عن الكاتب الجزائري، وكأنه لا يفهم القصة و الأطر الأدبية، لذلك دعا سعيد بوطاجين، خاصة دور النشر  إلى عدم تجنيس بعض الأعمال الأدبية التي كتبها رضا حوحو، ضمن فن القصة.
 هذه الأخيرة التي تقوم على أسس و قواعد يشترط الالتزام بها، كما شدد بوطاجين، مشيرا  إلى مؤلف “نماذج بشرية” الذي وضع له عنوان قصص، بينما توجد فيه نصوص لا تنتمي لهذا النمط من الكتابة. الباحث مصطفى منصوري تطرق إلى النظام الزمني في قصص رضا حوحو، فهو لم يكن يعرف الزمن النقدي الذي يعرفه المتخصصون في الأدب، وإنما قدم زمنا خاصا بقصصه، حيث لم يربط الباحث ما بين النصوص التي كتبها رضا حوحو عن الزمن الداخلي، بل ركز على الزمن الداخلي الذي أعطى عينات عنه في مؤلفات رضا حوحو.أما المحاضرة التي قدمتها الدكتورة فاطمة الزهرة قشي، فقد تطرقت فيها إلى جريدة الشعلة من وجهة النقد السياسي، وتناولت مجموعة كثيرة من الصحف التي لم تعمر طويلا، و منها جريدة الشعلة التي نشر فيه رضا حوحو مجموعة من المقالات، فجريدة الشعلة كانت نموذجا لنشاط طلبة معهد ابن باديس و عكست الرغبة في التحرر.قدم المداخلة الأولى في الفترة المسائية من ملتقى أحمد رضا حوحو الدكتور مخلوف عامر و تطرق فيها إلى رواية “عام الحبل” للفقيد مصطفى نطور التي اعتبرها من أجمل النصوص الجزائرية ، إذ يعود من خلالها الكاتب إلى التاريخ الممزوج بعملية التخيل وتداخل الأزمنة من خلال دراسة المتن و العنوان، موضحا بأن قراءة هذا النص تعطي عدة دلالات اجتماعية وثقافية دون أن يفقد النص دلالته الأدبية والفنية، واعتبر مصطفى نطور كاتبا مميزا  في مجال القصة القصيرة و قد برع في  كتابة رواية “عام الحبل” و أعرب عن أسفه لعدم تسليط الضوء الإعلامي والنقدي عليها،داعيا من جهة أخرى  إلى الانفتاح على كتابات الشباب و التعامل معها بصفتها نصوص ناضجة.أما المداخلة الثانية فكانت للباحث قلولي بن ساعد، و قد تطرق فيها لثيمة الموت في المجموعة القصصية “الموت بالتقسيط” لحبيب السايح، حيث اعتبر بأن هذه المجموعة القصصية يظهر فيها الموت كدلالة ملاصقة لكتابات لحبيب السايح، و برهن الباحث تمظهر هذه الثيمة في دلالة النص،خاصة وانه أصدر الرواية في وهران و اعتبر الموت هو عامل المحنة و أرجعه لحبيب السايح لحماقات العقلية الإدارية في نسختها الجزائرية. المداخلة الثالثة كانت للكاتب عبد الوهاب بن منصور و حملت عنوان “الرواية الجزائرية والتصوف من رمزية الطقس إلى رمزية اللغة”  و أوضح من خلالها تطور التجربة الصوفية في كتابات الطاهر وطار، و  اعتبر هذا الأخير  متدرجا في استظهار التجربة الروائية، من خلال استلهامه من اللغة الصوفية في كتاباته الروائية الأولى، لكنه في رواية  “عرس بغل”، وصل إلى مرحلة متقدمة في الاستلهام من الصوفية، خاصة من ابن عربي لكن في رواية “الولي الطاهر”، ارتأى أن يسلك مسلك “النقشبندية” وهي طريقة غير معروفة في المغرب العربي، وكأنه حاول أن يطرح تصورا لأطروحات ابن عربي، من خلال توضيح الطريقة النقشبندية في روايته “عودة الولي”.وقد تبعت مداخلات الفترة المسائية من ملتقى أحمد رضا حوحو قراءات شعرية لكل من الشاعرين عبد الحميد شكيل و شوقي ريغي والشاعرتين نادية نواصر و كوثر سلاجقي.جدير بالذكر بأن الأعمال الكاملة للكتاب أحمد رضا حوحو طبعت  في إطار ملتقى رضا حوحو و وزعت على الأساتذة والمحاضرين، كما تم عرض شريط وثائقي من إخراج صورية عمور و إنتاج  التلفزيون الجزائري، تناول مسار و سيرة رضا حوحو، مع تقديم شهادات الكتاب ومن عاصروه.   حمزة.د

الرجوع إلى الأعلى