تأسف بعض تلاميذ الشيخ العالم أحمد ادريس عبدو، عن عدم تجسيد التوصيات التي خرج بها المشاركون في إحياء الذكرى الأولى لرحيل العلامة و التي احتضنتها ولاية ميلة السنة الماضية، حيث أكد الأستاذ محمد جبار أحد تلاميذ العلامة عشية الاحتفاء بذكرى رحيله الثانية، عدم تحقيق أي من التوصيات الموقع عليها، و على رأسها عقد ملتقى سنوي لتدارس علم الشرع و إعادة طبع و نشر مؤلفاته و إطلاق اسمه على معهد تكوين إطارات مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف ببلدية تلاغمة بميلة.تمر اليوم الذكرى الثانية عن رحيل الشيخ العالم أحمد ادريس عبدو، الذي اختار الجزائر أرض مقام وعلم و مثوى، نهل من علمه و فكره الطلبة طيلة46 عاما قضاها مدرسا و محاضرا.و سرد تلميذه محمد جبار، الذي اختار هو الآخر مجال التدريس مهنة له، بأن التاريخ المذكور عن مولد الشيخ أحمد إدريس عبدو في ديسمـبر 1940، غير دقيق، لأنه يخالف حقيقة البنية الجسدية للشيخ و علامات تقدمه في العمر الجلية في ملامحه، و فند الشيخ شخصيا ما ذكر حول تاريخ ميلاده يوم زاره ببيته عام 2013، و أطلعه بأن سنه بلغ 85 سنة.و قد ولد الشيخ بشمال أثيوبيا، و تحصل على الإجازة العالية، ليسانس، في 1963 من جامعة الأزهر الشريف، وكان على رأس دفعته مع زميل له من فلسطين، و كرم من قبل قائد القومية العربية الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، ولا تزال عائلة الشيخ تحتفظ بالميدالية الممنوحة له بمناسبة عيد العلم في طبعته التاسعة بمصر إلى اليوم، وكان الشيخ يوسف القرضاوي ضمن طلبة دفعته.         تحصل الشيخ على شهادة الماجستير في موضوع الفقه المقارن، أثناء السنة الجامعية: 1967-1968، دائما من جامع الأزهر الشريف،قبل دخوله أرض الجزائر في السنة الموالية 1969 و التي حضر خلالها شهادة في اللغة والأدب العربي وكان من بين أساتذته الشاعرة العراقية نازك صادق الملائكة. علما و أن الشيخ حفظ القرآن الكريم في سن 12من عمره بمسقط رأسه، على يد عمه الشيخ المحدث العارف بعلوم العقيدة، أحد علماء عصره و الذي اعتنى به بعد وفاة والده.و كان الشيخ محل إعجاب و دهشة أساتذته و زملائه، لسعة و سرعة حفظه و استيعابه لأمهات الكتب، و يعود الفضل حسب شهادة أحمد عبدو نفسه، إلى عمه العالم و الفقيه الذي شجعه على السفر لطلب العلم، حيث كانت مصر محطته الأولى، قبل الجزائر التي قال أنه تمنى زيارتها بسبب ثورتها المجيدة و الفريدة في العالم، و كان له ذلك بعد تفوقه في الدراسة حيث كرمه الأزهر، بمنحه حرية اختيار البلد الذي يرغب في السفر و العمل فيه، فأقام بقسنطينة و عمل في مجال التدريس بالمعهد الإسلامي، متوسطة فاطمة الزهراء حاليا، و كان ذلك في عهد العلامة المعاصر وزير الدولة المستشار برئاسة الجمهورية للشؤون الدينية والتعليم الأصلي مولود قاسم نايت بلقاسم. بقي الأستاذ أحمد ادريس عبدو ملحقا بالمعهد الإسلامي من سنة 1969 إلى سنة 1973 بساحة سي الحواس بقسنطينة، فثانوية التعليم الأصلي بقسنطينة ( ثانوية أحمد باي ) حاليا، قبل أن يتم تحويله إلى معهد تكوين الأئمة و إطارات الشؤون الدينية بمعهد تكوين الأئمة وإطارات الشؤون الدينية بتلاغمة – ولاية ميلة، إلى تاريخ تقاعده في سنة 2000.
وقد تخرج على يده الآلاف ممن يدينون له بالمحبة والوفاء بعد أن قدم لهم أصول العمل الدعوي والمعرفي، خاصة في فلسفة الفقه المقارن على مختلف المذاهب الفقهية، بعيدا عن المغالاة والغلـو.
علما أن الشيخ كان أستاذا متعاونا بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة من سنة 1989 إلى سنة 2012. حيث حظي بعديد التكريمات من طرف الكثير من الجمعيات الدينية والفكرية والثقافية في مقدمتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ومن جامعة الأمير عبد القادر إدارة ومعاهد، وتقديرات من الكثيرين كرئيس المجلس الإسلامي الأعلى الأستاذ الشيخ أبو عمران، تقديرا له عن إسهاماته في حلقات الذكر والفكر الأصيل.و ترك الراحل مؤلفات مهمة في» أصول الفقه» و «فقه المعاملات على مذهب الإمام مالك» و “الدرر الثمينة في فقه الصلاة”، “كتاب الطهارة”،”كتاب الصلاة”، الوافي في أحكام الزكاة”..و غيرها من المؤلفات المهمة.  
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى