تصدرت المرأة المكافحة واجهة الأعمال السينمائية المعروضة أمس بمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، بإيصال رسالة بنضالها المستميت، عنوانها قوة الدفاع عن مكتسباتها الفطرية والتاريخية، لحماية ابنها و إرث عائلتها، في عملين دراميين « شجرة الزيتون» و «3000 ليلة».

واليوم تروي لنا الممثلة القديرة باهية راشدي، في فيلم « أسف» قصة الأم التي تحاول الحفاظ على ابنيها من الضياع بشتى الطرق. و هي أعمال سينمائية استطاعت جذب اهتمام الجمهور من اليوم الأول.
تغطية : حسين دريدح

عروض اليوم الأول تروي كفاح امرأتين
احتضن المسرح الجهوي عز الذين مجوبي زوال أمس، ثلاثة أعمال سينمائية، العرض الأول تناول فيلم « شجرة الزيتون» للمخرج «إثير بويايين»، وهو عمل سينمائي مشترك بين اسبانيا وألمانيا، يروي قصة الفتاة الشابة «الما» التي ورثت مزرعة عن جدها،  واضطر هذا الأخير إلى بيعها لشركة متعددة الجنسيات، لكن «ألما» قررت الوقوف في وجه الأشخاص الذين يريدون شراء أرض عائلتها، واستطاعت أن تربح المعركة لصالحها في النهاية.   أما العرض الثاني يتعلق بالفيلم الفلسطيني «3000 ليلة» للمخرجة مي المصري، يروي قصة معلمة فلسطينية شابة، يتم اعتقالها باتهامات خاطئة في سجن إسرائيلي وتضع مولودها فيه. وعبر كفاحها بالسجن وعلاقتها بالسجينات الأخريات، تحارب من أجل حماية ابنها، ومن أجل النجاة والحفاظ على الأمل. فيما استعرض المخرج الجزائري جمال عزيزي فيلمه «اللوحة المتقوبة».  كما عرضت زوال أمس، أيضا ثلاثة أفلام وثائقية بقاعة السينماتيك.

إحياء الذكرى 400 لرحيل شكسبير
يحيي مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في طبعته الثانية الذكرى الـ 400 لرحيل الكاتب والأديب العالمي"ويليام شيكسبير"، وهذا بالتعاون مع القنصلية البريطانية في الجزائر،  عبر عرض كل من فيلم «بيل»، و «جعجعة بلا طحين»  فالفيلم البريطاني «بيل» المنتج سنة 2015 أخرجه ريشارد براسويل، وعرض لأول مرة عربيا بمدينة وهران، حيث يتطرق العمل إلى حياة شكسبير بأسلوب ساخر، يسلط الضوء فيه على جوانب أخرى من هذه الشخصية التي جابت أعمالها في كل أرجاء المعمورة، و هذا من منظور مختلف يخرج عن المألوف.
كما سيتم عرض فيلم «جعجعة بلا طحين»، للمخرج «كاناث برانا»، المقتبس من مسرحية لشكسبير بذات الإسم يعتقد أنها كتبت ما بين سنة 1598 و 1599، نص «جعجعة بلا طحين» هو عمل كوميدي ، ويعتبر من أحسن كتابات الأديب العالمي، لأنه يجمع بين عناصر من المرح القوي والتفكر الجدي في مسألة الشرف والعار والسياسة داخل البلاط، وتدور الأحداث حول الزوجين «بنديكت وبياتريس» «وكلوديو وهيرو».

بهية راشدي بطلة فيلم «آسف»
 قصة الأم المناضلة لأجل أبنائها كانت رائعة
يشارك المخرج الجزائري الشاب عبد الرحمان حراث المنحدر من مدينة عنابة، في المسابقة الرسمية لفئة الأفلام القصيرة بالطبعة الثانية لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، وكشف المخرج الشاب بأن فيلمه الجديد « آسف» سيدخل به المنافسة الرسمية و تدوره أحداثه كما قال، حول الإرهاب والجيش، الفيلم القصير مدته 15 دقيقة يتحدث عن أخوين يعيشان في بيت واحد، أحدهما عسكري والثاني متشدّد، العمل من بطولة الفنانة القديرة بهية راشدي والفنان رشيد بن علال، بالإضافة إلى مجموعة ممثلين من ولاية عنابة من بينهم عامر العكايشي، وأضاف المخرج عبد الرحمان حراث، الذي شارك في الطبعة الأولى للمهرجان المتوسطي السنة الفارطة عن فيلمه «حب الشيطان» أنّ فيلمه الجديد شارك في المهرجان الدولي للأفلام القصيرة بسطيف وحاز على الجائزة الثانية، كما حاز على جائزة أحسن إخراج في الأيام السينمائية للأفلام القصيرة بمستغانم، وأكد محدثنا أن فيلمه تم ترشيحه ضمن أفضل 10 أعمال جزائرية في المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران،وستكون الطبعة الثانية لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي هي المشاركة الرابعة لفيلم «آسف» في المنافسة الرسمية في فئة الأفلام القصيرة.
وعن الفيلم قالت باهية راشدي في حديث للنصر، المخرج عبد الرحمان كان مبدعا، وقصة الفيلم رائعة، تقمصتُ فيها دور الأم المناضلة، التي تسهر الليالي من أجل تربية أبنائها، وأكدت بأن الأهم في العمل، هو عرض الفيلم ضمن فئة الأعمال المتنافسة على جائزة العناب الذهبي، وأشارت إلى أن مهرجان عنابة، فرصة تجعلنا نرتقي ونبدع أكثر.

ميهوبي أعلن أنها ستكون الأكبر في حوض المتوسط
مصممو باب الحارة أنجزوا قرية سينمائية بالجزائر
أعلن وزير الثقافة عز الذين ميهوبي، أول أمس الخميس بعنابة، عن قرب افتتاح القرية السينمائية التي أنجزت بمنطقة العاشور في الجزائر العاصمة من قبل مصممي المسلسل السوري باب الحارة، مشيرا إلى الانتهاء من انجاز استوديوهات للإنتاج السينمائي والتليفزيوني، يمكن أن تصور فيه أعمال درامية، «ستكون مستقبلا أكبر مدينة سينمائية في حوض البحر الأبيض المتوسط»   وأضاف ميهوبي، لدى إشرافه على إعادة افتتاح قاعة السينماتيك بمناسبة انطلاق فعاليات مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، بأن القرية السينمائية أنجزت في ظرف قياسي بمناسبة تصوير فيلم العلامة عبد الحميد ابن باديس، قائلا «ستستفيد منه السينما الجزائرية كثيرا، لأنه أنجز فيها أحياء وشوارع وساحات ومحلات، كلها تراعي نمط  مدينة جزائرية تقليدية، يشرف عليه المركز الجزائري للتطوير السينمائي» وأكد وزير الثقافة بأنه ستنظم زيارة خاصة بمختلف وسائل الإعلام، لمعاينة هذا الصرح السينمائي المميز.
وقال ميهوبي في كلمته بمسرح عز الدين مجوبي الجهوي، وسط حضور جماهيري مكثف وعدد من الوجوه الفنية الجزائرية، و قناصلة دول عربية وأجنبية، بأن وزارة الثقافة سعت بالتنسيق مع مصالح ولاية عنابة، رغم الظروف المالية الصعبة التي تعرفها البلاد، « ليكون مهرجانا سنويا ويبقى متواصلا، للمحافظة على ديمومته، باعتباره مكسبا لولاية عنابة وللفن السابع، ويضع الجزائر على خارطة الأفلام المتوسطية».
 داعيا المؤسسات الاقتصادية والمتعاملين إلى ضرورة دعم المهرجان ماديا، وهو جانب كان له انعكاسا سلبيا على هذه الطبعة، التي انطلقت بأقل زخم عن الطبعة الأولى من حيث التحضير اللوجستيكي، وكذا العرض الافتتاحي، رغم هذا سُجل توافد كبير للجمهور، لحضور حفل الافتتاح سواء داخل أو خارج المسرح الجهوي عز الذين مجوبي. ومن الجانب الفني، أوضح ميهوبي بأن محافظ المهرجان السعيد ولد خليفة، بذل مجهودات كبيرة للاتصال بالمؤسسات السينمائية والحصول على آخر الأفلام التي أنتجت في دول البحر الأبيض المتوسط.
وكشف وزير الثقافة عن توقيع اتفاقيات مع مؤسسات إنتاج عالمية، لعرض أحدث الأفلام بمختلف قاعات السينما التي تم استرجاعها والبالغ عددها على المستوى الوطني 80 قاعة، مستها عملية التهيئة والترميم، لإعادة الحيوية لها بنقل الأعمال السينمائية التي لم تعرض حتى على التلفزيون والانترنت .

«ناهد» الإيراني في حفل الإفتتاح
استهل الحفل الذي نشطته الإعلامية منى ذوايبية وهي مذيعة بإذاعة مونتي كارلو، بعرض شريط المهرجان الثاني للفيلم المتوسطي الذي تحتضنه مدينة عنابة، وعرض الأفلام المشاركة التي تمثل 16 دولة، ثم صعد سعيد ولد خليفة محافظ المهرجان للمنصة ليدلي بكلمة تطرق فيها لأهمية السينما والثقافة عموما، ثم عرج للحديث عن عنابة التي أضحت قبلة للسينما المتوسطية، وأنها في دورتها الثانية تستقبل أعمالا متوسطية جيدة، وحيا المحافظ الدعم الكامل والمرافقة المستمرة لوزير الثقافة. وتخلل الحفل تقديم فرقة الداي العاصمية لأغنية «أنا جزائري» التي تفاعل معها الحاضرون، ويختتم الحفل بعرض الفيلم الإيراني «ناهد» كون السينما الإيرانية هي ضيفة الشرف هذه الدورة.

تسعة أفلام عربية تتنافس و محمد عساف في  « طير الطاير»  
تتسابق تسعة أفلام عربية في المنافسة الرسمية للطبعة الثانية من مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، ممثلة بتونس، المغرب، فلسطين، مصر وسوريا، وهذا إلى جانب الأفلام الجزائرية، وتلك الآتية من بلدان حوض المتوسط. حيث تتنافس تونس بثلاث أفلام، اثنان في فئة الوثائقي تحت عنوان «صفر» لنظال شطا، وفيلم  «حرق البحر» «لناتالي نامبوت ومكي برشاش»، إضافة إلى الفيلم الروائي  «أخر واحد فينا» للمخرج علاء الدين سليم. المغرب من جهتها، تشارك بالفيلم الروائي « ميلودي المورفين» لهشام أمل، أما فلسطين  فسجلت حضورها بالوثائقي «محاصر مثلي أنا» لهالة عبد الله، وفيلمين روائيين هما «في 3000 ليلة» للمخرجة مي المصري، وفيلم « طير الطاير»  بطولة نجم «عرب ايدول» محمد عساف، وإخراج هاني أبو أسد. مصر تشارك بالفيلم الروائي «هيبتا» إخراج هادي الباجوري، وسوريا بفيلم «سوريون»،  للمخرج باسل الخطيب.

ظاهرة اختطاف الأطفال موضوع نقاش على الهامش
 يفتح مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي نقاشا مع المجتمع المدني والجمعيات حول ظاهرة اختطاف الأطفال. تحاول المحافظة، أن يكون المهرجان ليس أفلاما فقط، بل يخوض أيضا في راهن واهتمامات مجتمعه ومحيطه، لذا النقاش سيتطرق لهذه الظاهرة عبر تشريحها من طرف مختصين، وسيتكفل بتنشيط هذه اللقاءات   الأستاذان أحمد بجاوي ومحمد بن صالح. وتأتي هذه المبادرة في إطار حرص مهرجان عنابة على أن يتماشى مع انشغالات المجتمع، المبدأ الذي تبنته التظاهرة منذ الطبعة الأولى حين نظمت ندوة فكرية حول «الهجرة غير الشرعية»، تم خلالها مناقشة أسباب هذه الظاهرة، الاقتصادية منها أو الاجتماعية وحتى السياسية، توجت بعدد من التوصيات، بناء على شهادات حية لأهالي «الحراقة»، و خلاصات بنيت على دراسات علمية وأكاديمية.

 

الرجوع إلى الأعلى