غـلـق قـاعـات السيـنمـا و عـدم الاسـتـثـمـار وراء تـراجـع الإنـتـاج
أكد أمس الكاتب و الصحفي عبد الكريم تزاروت أن غلق قاعات السينما التي طالها النسيان، وراء تراجع الإنتاج و عدم الاستثمار في مجال السينما بالجزائر، و قال بأن هذه الأخيرة بلغت أوج ازدهارها خلال سبعينيات القرن الماضي، أين تم إنتاج الأفلام محليا و استغلال عائداتها لإنتاج أفلام أخرى، قبل أن تعرف تراجعا كبيرا في منتصف الثمانينيات و بعد الأزمة التي عصفت بالجزائر و التي أدت إلى غلق العديد من القاعات التي تحولت اليوم إلى مقاه و قاعات أفراح و غيرها، و أصبح الخواص يستوردون الأفلام من الخارج، بدل إنتاجها في الجزائر.  المتحدث أوضح خلال محاضرة بعنوان «الاستثمار في السينما الجزائرية» نشطها على هامش المهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو أن السينما الجزائرية عرفت عصرها الذهبي خلال السبعينيات و كان الإنتاج آنذاك في تطور مستمر، لكن السينما شهدت تراجعا ملحوظا خلال الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية الأولى التي عرفتها الجزائر في منتصف الثمانينات، مؤكدا أن القطاع تراجع بشكل رهيب في بداية العشرية السوداء، حيث عرفت السينما الجزائرية أسوأ أيامها، وأضاف  أن المواطن الجزائري كان مرغما آنذاك على العودة مبكرا إلى منزله و البقاء فيه بسبب حالة اللاأمن التي كانت تسود كل شبر من الوطن في تلك المرحلة الصعبة.
 كما تأسف عبد الكريم تزاروت لإسناد مهمة تسيير دور السينما إلى البلديات، بغية خلق مداخيل إضافية ، و قال أن عددها أصبح يتراجع من سنة لأخرى و بقيت هيكلا بلا روح، داعيا إلى تشخيص الأزمة من أجل إعادة إحياء السينما لتعود إلى سالف عهدها، عندما كانت القاعات مكتظة عن آخرها بالجمهور و غزو الشوارع الجزائرية بالقاعات، و لم يكن يخلو أي شارع أو حي من القاعات،  كما أن الإنتاج كان كثيفا و متنوعا.و يرى المتحدث من جهة أخرى، بأن إرادة المسؤولين على القطاع الثقافي لاسترجاع قاعات السينما و إعادة تهيئتها و بعثها لتنمية الإنتاج الوطني و خلق مصادر التمويل غائبة،  مشيرا إلى أن الدولة أصبحت اليوم تستورد الأفلام، بدلا من إنتاجها محليا و قال أن الإنتاج السينمائي تدحرج و تقهقر إلى نقطة الصفر، حتى نسي  المواطن معنى السينما، لافتا إلى أن الأفلام  كان يروج لها بشكل كبير سابقا، و هذا ما لا نجده الآن.
و دعا القائمون على قطاع الثقافة إلى ضرورة إعادة الاعتبار للسينما الجزائرية و العودة للإنتاج، كما شدد على ألا يمس التقشف هذا القطاع الذي اعتبره شريان الاقتصاد الوطني و يجب استغلاله بشكل جيد في الاستثمار، لأنه يمكن أن يساهم في تنويع مداخيل الاقتصاد الوطني.       
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى