قصائدي شجعت على التصدي للمحتل المغربي
قال شاعر الثورة الصحراوية بشير ولد علي بأن قصائده الثورية  الحماسية ساهمت في رفع معنويات أبناء بلده و تشجيعهم على الصمود و التصدي للمحتل المغربي، و اعتبر قصيدة واحدة من هذا النوع أفضل من 100 خطاب سياسي لأنها تعتمد على لغة تفهمها جميع الشرائح و أسلوب جميل ، مؤكدا بأنه يناضل بالشعر و الفكر من أجل قضية بلده و يؤدي دورا كبيرا في التحسيس والتوعية ضد المحتل ، و قد أشرف على القسم الثقافي في الدولة الصحراوية وساهم منذ انطلاق الثورة الصحراوية في تكوين الشعراء والفنانين، وتحوّل إلى شخصية مرموقة على المستوى الوطني ومرجع نضالي لدى الشعب، و استطاع أن يكتب قصائد شعرية حول جيش التحرير الصحراوي بينما كان في جبهات القتال يقاوم الاحتلال المغربي في سنة 1979،
حاوره: نورالدين عراب
و في حواره مع النصر بمخيمات اللاجئين بولاية السمارة تحدث ولد علي عن حياته وقصائده الثورية ودورها في التعبئة ضد الاحتلال.
. النصر: من هو الشاعر بشير ولدعلي؟
ـ بشير ولد علي: أنا شاعر صحراوي ناضلت بقصائدي من أجل القضية الصحراوية، كنت في بداية مشواري أكتب قصائد شعرية عن المرأة والطبيعية، ثم دخلت النضال الوطني في بدايته منذ1970، وكتبت عدة أشعار حول القضية الوطنية، فكانت كل قصائدي حماسية توعي الشعب لحمل السلاح والقتال ضد الاحتلال المغربي، وأخرجت بهذا الشأن ديوانا شعريا أطلقت عليه عنوان» تاريخ ومعاني من ملتزم الشعر الحساني «، كما أملك ديوانا شعريا ثانيا يوجد حاليا قيد التحضير لإخراجه وطبعه.
. إلى أي مدى ساهمت هذه القصائد الشعرية في توعية الشعب الصحراوي للوقوف ضد المغرب المحتل ومقاومته؟
 ـ  التجربة التي خضتها أثبتت لي بأن قصيدة شعرية أفضل من 100 خطاب سياسي، فهي تخاطب المجتمع باللغة التي تفهمها كل فئاته، كما أن القصيدة هي عبارة عن خطاب، لكن في قالب فني جميل، وفي نفس الوقت يمكن حفظها  عكس الخطاب السياسي الذي لا يمكن حفظه، وبهذا فإن القصائد الشعرية التي ألقيتها حركت الشعب الصحراوي ، وإلى حد الساعة لا تزال تلعب دورا مهما في التحسيس بالقضية الوطنية.
. ما هي رسالتك إلى المثقفين في العالم فيما يتعلق بالقضية الصحراوية؟
ـ رسالتي هي أن القضية الصحراوية قضية عادلة، وبالتالي على كل شعوب العالم و المثقفين المحبين للسلام والعدالة، أن يدعموا هذه القضية و يساعدوا الشعب الصحراوي في الحصول على استقلاله وتحقيق مبتغاه، وعلى كل الشعوب الراغبة في السلام أن تساهم في ذلك، لأن كل مشاكل العالم مصدرها الظلم، و الحروب في العالم لن تزول إلا بزوال الظلم، أما الشعب الصحراوي فهو شعب كريم، شريف، طاهر، متفتح، مسلم، لا متطرف ولا مفرط، وبهذا فإن طموحه في الاستقلال حق مشروع وعلى شعوب العالم أن تدعمه في ذلك.
. بما أنك مسؤول عن القطاع الثقافي بالجمهورية الصحراوية وتساهم في تكوين الفنانين والشعراء، هل يمكن أن تحدثنا عن التراث الفني الصحراوي؟
ـ الفن الصحراوي عريق ومتنوع ويشمل عدة طبوع، منها الرقص الذي يشمل عدة إيقاعات، كما أن لكل رقصة طابع معين، ونذكر منها الفن القناعي الذي يضم التحية، الحماية، «المدحة»، «التمارة» و»التفراغ»، وكل نوع من هذه الأنواع له طابعه الخاص، فعلى سبيل المثال «الحمية» تحمل إيقاعات خفيفة، وسميت بهذا الاسم، لأنها تحمي الرقص وتنقسم إلى عدة أقسام و كل صنف له حميته، فمثلا حمية النساء تختلف عن حمية الرجال والفتيات، أما المدح، فيكون خاصا بمدح الرسول محمد صلى الله عليه و سلم، وفي  ما يخص الرقصات، فإن أكثرها انتشارا بين الصحراويين هي رقصة» أقصار» أو «الشرعة» وهذا النوع من الرقص هو الذي يقدم في الاستعراضات، وسميت ب»الشرعة»، لأنها تحمل معنى التعبير عن الحالة، وبهذا فإن الثقافة الصحراوية ثقافة عريقة و لها جذور طويلة.
ن ع 

الرجوع إلى الأعلى