البرلـماني أحمــد قيعـس لعب دورا تربويـــا فعـــالا لصالــح فئــة أبنـاء الشهــداء
التقى أول أمس، مجاهدون من قسنطينة و ولايات مجاورة، بدار الثقافة مالك حداد، لإحياء الذكرى العشرين لوفاة المجاهد والبرلماني أحمد قيعس، حيث عرفت المناسبة مشاركة شخصيات وطنية وعدد من رفاق و أصدقاء الفقيد الذين ذكروا بمآثره و خصاله، مطالبين بإنصاف الرجل احتراما لتاريخه و منحه حقه من التكريم، و لو من خلال إطلاق اسمه على مدرسة أو شارع ، عرفانا بما قدمه للوطن خلال الثورة و بعد الاستقلال.
المشاركون في اللقاء الذي جاء بطلب من صديق المرحوم المحامي  بوزيد كحول، تحدثوا مطولا عن شخصية أحمد قيعس و مساره النضالي كمجاهد ، و أحد أبرز وجوه المنطقة الثانية، كما دافعوا عن مساره كبرلماني، مؤكدين بأن هدفه الأسمى كان خدمة البلاد و العباد بنزاهة و شرف، وقد نشط الندوة التي تزامنت مع ذكرى وفاته إثر حادث سير في 28 سبتمبر 1997، عدد من أصدقاء و رفقاء المرحوم، في مقدمتهم المجاهد و السفير السابق أحمد رايس، و كذا المجاهدين حسن بوشويط و يوسف بوعندل ، بالإضافة إلى بوزيد كحول، الذي أعاد الحضور إلى يوم وفاة أحمد قيعس، ذاكرا تفاصيله.
 الفقيد شارك خلال صبيحة يوم 28 سبتمبر 1997 في حفل ذكرى تأسيس جريدة النصر، ثم غادر قسنطينة متجها نحو ميلة ، لحضور نشاط وزاري ترأسه آنذاك وزير الري عبد الرحمان بلعياط، حيث قدم مداخلة حول أهمية الإسراع في انجاز سد بني هارون ، باعتباره نائبا برلمانيا، قبل أن يقود سيارته عائدا إلى قسنطينة أين كان يفترض أن يلتقي بالمحامي كحول، لكنه تعرض لحادث مرور قاتل.
قدم بدوره صديق الراحل  نور الدين بلارة، بتقديم ملخص عن سيرة المجاهد، ابن منطقة أولاد عربي بميلة، حيث أشار إلى أنه قام بأول عملية فدائية رفقة الراحل اسماعيل بن عزوز سنة 1956، و التحق على إثرها بجيش التحرير و تحديدا بالمنطقة التاريخية الثانية، وفي سنة 1961 أصيب في معركة الرميلة ببن سالم دائرة العنصر، و بعد الاستقلال التحق بمركز محمد خميستي لرعاية  أبناء الشهداء، أين تميز بنشاطه وحبه لليتامى وهو ما خوله ليتقلد منصب مدير المركز سنة 1968، حيث اشتهر بكونه المربي الفاضل و الأب العطوف لأبناء الشهداء بقسنطينة، قبل أن  يعين كمدير للمجاهدين بولاية جيجل بين 1970 و 1974، وهي نفس الفترة التي عرفت التحاقه بالجامعة،  وفي سنة 1977 ترشح لنيابة البرلمان عن حزب جبهة التحرير الوطني لثلاث عهدات متتالية، و قد انتخب بعد سنة 1988 ، كعضو ضمن اللجنة القانونية و الإدارية في المجلس.
أما المجاهد و السفير السابق محمد رايس فقد تطرق خلال مداخلته، إلى أخلاق المرحوم و أشاد بخصاله و بمساهماته و نضاله إبان حرب التحرير، معلقا بأن الجهاد عمل و سلوك، قبل أن يحيل الكلمة إلى ممثل منظمة المجاهدين بقسنطينة حسن بوشريط الذي تحدث مطولا عن الفقيد، حيث قال بأن الندوة التي جاءت تكريما لروحه ، تندرج ضمن ثقافة محاربة النسيان التي باتت تمس الرموز الوطنية، مؤكدا بأن هناك أسماء كبيرة لفها الغبار، و لم تمنح حقها، كما يجب.و أكد بأن أحمد قيعس، كان مجاهدا فذا ، وقد عرف بنشاطه في أمانة المنطقة الثانية، مضيفا بأنه لم يكتف بالجهاد خلال حرب التحرير، بل ساهم في تربية أبناء الشهداء و جعل من الكثيرين منهم إطارات و مواطنين ناجحين، وهو أمر يحسب له و يستحق بفضله، أن يطلق اسمه على مدرسة أو شارع أو هيئة إدارية،  تخليدا لذكراه وهو نفس المطلب الذي تبناه المشاركون في الندوة .
هدى/ ط

الرجوع إلى الأعلى