المفاوضات جارية لعقد اتفاقيات مع عدة وسائط اجتماعية مثل فايسبوك و سبوتيفاي
 • مداخيل ديوان حقوق المؤلف فاقت 500 مليار سنتيم في العام الماضي
أكد المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة سامي بن الشيخ الحسين، أن مصالح ديوانه تجري مفاوضات، مع بعض الوسائط الاجتماعية الحديثة، و كذا أشهر محطات بث الأفلام و الموسيقى، في سياق حماية المصنفات الجزائرية من القرصنة أو التقليد وتعويض أصحابها.
و توقع المسؤول على هامش اللقاء التحسيسي الذي نشطه لفائدة فناني ولاية تبسة و مبدعيها صبيحة أول أمس الخميس بدار الثقافة، تتويج مساعي  الديوان بالتوقيع على اتفاق بين الديوان وعدد من المؤسسات المذكورة قبل نهاية جوان المقبل ، حيث ستسمح هذه العملية بحماية المنتوج الأدبي والفني الجزائري من القرصنة، وتعويض أصحاب المنتجات الفنية بعد عرضها، ولا يستبعد مصدرنا، أن تتوسع الاتفاقية لتشمل مؤسسة فايسبوك، وكذا مؤسسة سبوتيفاي التي تعد من كبرى المحطات العالمية التي تبث الموسيقى، مثلما كان عليه الشأن مع مؤسسة يوتيوب التي تم الاتفاق معها سنة 2014، و الجزائر هي البلد العاشر عالميا الذي يوقع مثل هذه الاتفاقيات.
السيد بن الشيخ الحسين أوضح في مداخلته ، بأن الديوان شهد تطورات مهمة في السنوات الأخيرة، خاصة على مستوى الهيكل التنظيمي، كما تمكن خلال سنة 2017 من رفع نسبة مداخيله إلى حدود 510 ملايير سنتيم، أي بزيادة  08.57 بالمئة، عما كان عليه الأمر في سنة 2016، متوقعا أن تعرف المداخيل زيادة أخرى في السنة الجارية من خلال الإقبال على التسجيل بعدد من الولايات، وتكثيف الديوان لنشاطاته التعريفية ونزوله للميدان، ناهيك عن نشاطات 17 فرعا تابعا له عبر الوطن.
وذكر المتحدث بأن 89 بالمائة من مستحقات الديوان ، يتم توزيعها على مستحقيها والمنتسبين إليه، مضيفا بأن الإذاعة الجزائرية تسدد سنويا بين 20 و30 مليارا لهذه الهيئة،  لاستخدام المصنفات الفنية وبثها للأغاني، كما أن مختلف المهرجانات الوطنية المقامة هنا وهناك، تسدد أقساطا لمرور الأغاني المصنفة فيها، فضلا عن القنوات الفضائية التي تقوم بنفس الإجراء.
كما تطرق إلى لقاء تبسة الذي يندرج في الإطار التحسيسي والتعريفي بهذه المؤسسة وكيفية التسجيل فيها، والحقوق المترتبة عن كل ذلك، أين اعتبر أن مؤسسته عريقة وليست وليدة اليوم، فقد تأسست سنة 1973، غير أن نشاطها يمتد قبل ذلك بنحو 40 عاما، حين كانت مؤسستان عالميتان ترعيان حقوق التأليف للفرنسيين والجزائريين على حد سواء، وحاليا يعد الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة من بين المؤسسات الرائدة عربيا وإفريقيا في حماية المصنفات، ونظرا لعراقة هذه المؤسسة ، فإن أغلب الدول الإفريقية ترسل ممثليها للديوان من أجل التكوين والإطلاع على التجربة الجزائرية في مجال حماية المصنفات الفنية والأدبية.
ويضم الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة حاليا أكثر من 21 ألف منتسب مستفيد من الحماية القانونية و الاجتماعية، أكبرهم سنه فوق  65 عاما وأصغرهم في ربيعه 14 من ولاية تيزي وزو، واللافت للانتباه ، أن من بين هؤلاء المنتسبين من تولوا مناصب قيادية في الدولة، و من بينهم  بعض الوزراء السابقين الذين يستفيدون من الديوان نتيجة عرض مصنفاتهم الإبداعية والموسيقية.
في حين يستفيد حاليا 300 فنان من منحة التقاعد التي يوفرها الديوان بمبلغ 135 ألف دينار كل 03 أشهر، كما تقدم المصالح ذاتها مساعدات اجتماعية أخرى للمنتسب إليها، كالتكفل التام أو الجزئي بمصاريف استشفائه وتخصيص منحة تقاعد إضافية أو منحة الشيخوخة وغيرها.
وشدد المتحدث على أن مصالحه قد خففت على طالبي الانتساب الإجراءات الإدارية بقرار جديد سيصدر خلال هذه الأيام، إذ يسمح للراغب بتقديم تصريح شرفي ونسخة من المصنف، على أن يتولى الديوان متابعة باقي الإجراءات، كما ذكر في السياق ذاته، بأن مصالحه تلقتا أكثر من 100 نزاع بين مؤلفين وناشرين للنظر فيها، وإيجاد حلول لهذه  المعضلات التي كثيرا ما تطرح و  بإلحاح.
الاعتداء على الموروث الثقافي المشترك بين البلدان المغاربية يحتاج للقاءات على أعلى مستوى
كما عرج على المصنفات التاريخية والتراثية بين بلدان المغرب العربي الثلاثة، أين أقر بصعوبة المأمورية وأن القضية تتطلب اجتماعات على أعلى مستوى بين الجزائر وتونس والمغرب، لإيجاد حلول لهذا التراث المشترك، خاصة على مستوى المناطق الحدودية، وطمأن المتحدث بأن العديد من المصنفات الجزائرية مسجلة بالرقم العالمي، ولا خوف على التراث الذي يسطو عليه البعض، أو يعيد استنساخه أو ينسبه له، مثلما حدث مع الشباب حسني وكمال مسعودي و مصنفات فنية عديدة، بالرغم من أن البعض يرى ان إعادة أداء التراث الجزائري، بمثابة عملية إشهار مجانية للمصنفات الجزائرية ،حتى وإن كانت بأصوات وأياد غير جزائرية.
للتذكير كان لقاء تبسة أول أمس محطة لتبادل الأفكار والاستماع لانشغالات الفنانين والمبدعين، أين تم التطرق لحصيلة نشاطات الديوان السنوية والهدف من هذه اللقاءات، وحقوق المؤلف التي أخذت حصة الأسد من النقاشات، أين ذكر المدير العام لديوان التأليف والحقوق المجاورة، أن كل مصنف يستفيد  صاحبه  من عدة امتيازات، منها ما هو مادي ومنها ما هو معنوي.
   الجموعي ساكر

الرجوع إلى الأعلى