لوحة تزاوج بين الطبيعة وزرقة البحر

شاطئ  « بيكيني « بسطورة هو احدى الشواطئ التي تستقطب يوميا آلاف السياح والمصطافين توجد في طريقك اليه أمواج  بشرية تروح وتجيء من مختلف ولايات القطر ، من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ، وحتى من دول أجنبية، وهناك من يفضل التوجه اليه سيرا على الأقدام لمسافة تزيد عن 3 كلم، من أجل التمتع بالواجهة البحرية انطلاقا من الشاطئ الأخضر،  مرورا بالواجهة الخلفية للنفق، و ما يشد الانتباه وأنت تقترب من شاطئ بيكيني صخوره المتسلسلة و المترامية على جنبات الطريق الذي يشهد بدوره حركية نشطة منذ الصباح الباكر إلى ما بعد الواحدة بعد منتصف الليل، هذا ما وقفنا عليه خلال الرحلة التي قادتنا اليه.

في دردشة مع بعض السكان ذكروا بأن الشاطئ وعلى غير العادة يشهد هذا الموسم إقبالا ملفتا ، حيث يبدأ توافد المصطافين منذ الصباح الباكر ويستمر إلى غاية الرابعة صباحا، في أجواء يطبعها الهدوء والفرح والابتهاج دون أية مشاكل، ولعل ما ساعد على تزايد الاقبال، حسبهم، توفر المنطقة على كل سبل الراحة التي يحتاجها المصطاف في هذا الفصل الحار.
شمسيات و كراس للعائلات الفقيرة بالمجان
 وصلنا إلى الشاطئ وصادفنا في طريقنا مجموعة من الشباب يعرضون شمسيات وكراس للكراء، على مرتادي الشاطئ وعندما  قصدناهم رحبوا بالحديث إلينا،  فسألناهم عن الأسعار المعتمدة ، فأجابنا أحدهم بأن سعر الشمسية مرفقة بالكراسي لا يزيد عن 400 دج ، و السعر يحدد حسب طلب الزبائن، وهناك تعامل خاص مع العائلات الفقيرة والمعوزة بمنحها تلك الأغراض مجانا، كما أكد،  مضيفا» نحن قبل كل شيء من عائلات بسيطة و نراعي الظروف الاجتماعية لمثل هذه الفئات». وغير بعيد منهم يوجد  شاب آخر كلف بكراء الخيم بسعر 500 دج ليوم كامل وأبدى تخوفه من حجز الخيم، لأنه لا يحوز على رخصة لكراء هذه المستلزمات.
 قصدنا ثلاثة شباب وجدناهم يتجاذبون أطراف الحديث و يضعون الشيشة على الطاولة، فقالوا لنا بأنهم قدموا من مدينة التلاغمة بولاية ميلة، و اعتادوا على زيارة إلى هذا الشاطئ كل سنة لإعجابهم به وتميزه عن بقية الشواطيء، انطلاقا من توفر النظافة و الأمن  ، كما أنه يتوفر على دورات المياه والحمام وغيرها من متطلبات الراحة.
 وغير بعيد عنهم ، وجدنا عائلة بن العمري من قسنطينة ، فقال لنا رب الأسرة بأنه متعود على المجيء إلى هذا الشاطئ رفقة عائلته، بعد أن وجد كل سبل الراحة، باستثناء انعدام فضاءات لبيع المأكولات، حيث يضطرون إلى التنقل إلى وسط المدينة لاقتنائها.
وصنع الأطفال الصغار الفرجة بهذا الشاطئ ، من خلال حركاتهم البريئة حيث يفضل البعض السباحة والبعض الأخر البقاء قرب الشاطئ، وتشكيل مجسمات بالرمال، بينما يصر آخرون على ركوب الألعاب المائية، و وجدنا مجموعة من الأطفال ترافق أحد الشباب في رحلة لصيد الأسماك في لوحة رائعة أثارت فضول الكثير من المصطافين.
وبالقرب منهم قال أحد الشباب بأنه قدم من ولاية تبسة إلى هذا الشاطئ خصيصا، من أجل الاستجمام والسباحة، واعتبر سكيكدة جوهرة ساحلية بحق، لما تتوفر عليه من شواطئ خلابة، تدفع المرء لزيارتها مرات عديدة.
أما عمي حسين الذي وجدناه منزويا بجانب الصخور ، فقال لنا بأنه قدم من الصحراء، رفقة عائلته وبالتحديد من ورقلة،  و ظل طيلة حديثه معنا يتأمل في زرقة البحر ومياهه الصافية ورماله الذهبية،  و أكد بأنه قطع آلاف الأميال للمجيء إلى هذا الشاطئ، بعدما سمع الكثيرون يتحدثون عن جماله ومميزاته الجذابة بدءا بالهدوء، بالإضافة إلى كونه عائلي، حيث تقصده مع أفراد العائلة وأنت مطمئن لتقضي لحظات رائعة، علاوة على توفره على كل مستلزمات الراحة وبأسعار معقولة، وكذا المعاملة اللائقة، والمحترمة من طرف رواد الشاطئ، وهذا ما لا يجده المواطن  في أماكن أخرى،  غادرنا المكان وتركنا عمي حسين  يلهو مع أحفاده الصغار وكلهم عزم على إعادة زيارة المكان في الموسم القادم.
أعوان شرطة للسهر على أمن وحماية المصطافين ليلا و نهارا
ونحن نتجول في الشاطئ ، لاحظنا  حركة نشطة لأعوان الأمن، سواء في الطريق الرئيسي أو حتى داخل الشاطئ ، من بينهم شرطيات يراقبن الحركة ويسهرن على توفير الحماية للمصطافين، حيث أكد بعضهم بأن التوافد على هذا الشاطئ ليس في النهار فحسب، و إنما حتى في الليل فهناك عائلات تفضل السباحة ليلا و الاستجمام داخل الشاطئ والتمتع بنسيم البحر وقضاء سهرات ممتعة أو التسوق في المرفأ البحري، فالحركة ليلا تكاد لا تنقطع على طول الكورنيش.
وغير بعد عن الشاطئ، توجد وحدة الحماية المدنية للغطس، حيث ينتشر أعوانها على طول الشاطئ لمراقبة حركة المصطافين، تحسبا لأي طارئ.
كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى