مجمع عموري يطلق مشروع مركب الإسمنت الكبير و مصنعا لتركيب الحافلات و الشاحنات ببسكرة  
دخل مجمع عموري العملاق مرحلة جديدة من الاستثمارات الكبرى في تحول غير مسبوق قد يجعل بسكرة قطبا صناعيا وطنيا هاما يضاف للأقطاب الوطنية الأخرى المتواجدة بعدة مناطق من البلاد، و قال عموري لعروسي رئيس المجمع الفتي في لقاء مع النصر بأنه قرر التوسع نحو صناعات و نشاطات جديدة تدعم الاقتصاد الوطني و توفر الآلاف من مناصب العمل الجديدة و تخفف من عمليات الاستيراد المكثف من الخارج.  

مبعوث النصر إلى بسكرة: فريد.غ

و من بين النشاطات الجديدة التي أصبحت بالفعل حقيقة ثابتة على الأرض مصنع الاسمنت الكبير الذي زارته النصر بمنطقة حجر بلحرش ببلدية البرانيس على بعد 15 كلم شمال بسكرة، و هو أول مصنع اسمنت جزائري خاص لا توجد فيه شراكة أجنبية.  
انطلق المشروع الصناعي الواعد في جانفي 2103 و يوجد حاليا في مرحلة متقدمة تفوق 80 بالمائة سواء في مجال الهندسة المدنية أو في مجال تركيب المعدات تحت إشراف مهندسين و تقنيين من الصين و الجزائر.   و يتوقع مدير المشروع السيد محمد غريب دخول المركب مرحلة التجارب الأولية قبل نهاية السنة الجارية، و في ماي 2016 ستبدأ عملية الإنتاج التي ستبلغ بعد ذالك مرحلة قصوى لتصل إلى 4 ملايين طن من الإسمنت في السنة. و سيوظف المركب أكثر من 450 منصب عمل دائم و نحو 800 منصب غير مباشر.  و لضمان السير الجيد للمركب بعد مغادرة الصينيين أطلق مجمع عموري عملية تكوين مكثف للمهندسين و التقنيين و العمال المهنيين داخل المركب و في مصانع الاسمنت بحامة بوزيان و عين توتة و غيرها من المصانع النشطة بشرق البلاد.  و حسب المشرفين على المشروع فإن الجزائر ستحقق الاكتفاء من الاسمنت نهاية 2016 و تتوجه بقوة نحو التصدير إلى الخارج كما في قطاع الحديد بعد انجاز المركب الضخم بجيجل.   كما قام المجمع أيضا بإنجاز مصنع لتركيب الشاحنات و الحافلات بولاية بسكرة سيدخل مرحلة الإنتاج قريبا بمعدل 7 شاحنات و حافلات في اليوم الواحد، و قال رئيس المجمع بأن المشروع بدأ سنة 2008 لكنه أجبر على التوقف بأمر من الحكومة لحماية المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية من المنافسة المتوقعة قبل أن ترخص الحكومة من جديد ببناء المصنع الخاص الذي سيفتح آفاقا جديدة لتطوير صناعة السيارات الصناعية بالجزائر.   و أوضح عموري لعروسي بأن منتجات جزائرية كثيرة ستستفيد من مصنع بسكرة للشاحنات و الحافلات حيث تقرر تركيب لواحق منتجة محليا كالكراسي و غيرها، مضيفا بأن تركيب الشاحنات و الحافلات بالجزائر سيخفف من عمليات الاستيراد التي تستنزف القدرات المالية للبلاد.  و فتح المجمع العملاق أول مصنع بالجزائر لإنتاج كوابل و أحزمة الفيار الموجهة لتلبية الحاجيات الوطنية في مجال التوظيب و ربط مواد البناء كالآجر و البلاط و الاسمنت و غيرها من المنتجات التي تحتاج إلى كوابل خاصة لتجميعها و نقلها. و يملك المجمع 4 خطوط إنتاج بولاية باتنة يمكنها تلبية جزء كبير من الاحتياجات الوطنية و تقليص عمليات الاستيراد من الخارج.
و في مجال مواد البناء فتح المجمع مصنعا جديدا للبلاط الممتاز ذو الطبقة الواحدة بمنطقة الحظائر قرب بلدية شتمة شرق بسكرة. و حسب نور الدين جودي مدير المصنع الجديد فإن مرحلة الإنتاج بدأت في جانفي 2014 بقدرة تفوق 1000 متر مربع من بلاط «المونو كوش» الموجه لتلبية الحاجيات الوطنية المتزايدة حيث أصبح هذا النوع من البلاط مستعملا بكثرة في مشاريع السكن و التجهيزات العمومية و الخاصة.  
و يغطي المصنع حاليا احتياجات ولايات الجنوب و يعتزم المشرفون عليه التوجه نحو الشمال لفتح أسواق جديدة بالشرق و الغرب و الوسط معولين في ذلك على جودة المنتوج و مرونة في التسويق و تلبية الطلبات.

رئيس المجمع عموري لعروسي  للنصر
نحتل الريادة في عدة مجالات و حان الوقت لرد الجميل للوطن
يقول عموري لعروسي متحدثا للنصر بأن مجمعه الصناعي العملاق يوظف أكثر من 5 آلاف عامل و يحتل الريادة في عدة مجالات حيث يعد أول قطاع خاص بالجزائر ينجز مصنعا للاسمنت و مصنعا لتركيب الشاحنات و الحافلات و آخر لإنتاج مادة «الفيار» (خيوط الرزم البلاستيكية).
 و يحتل المجمع المرتبة الثانية في مجال النقل الجامعي بعد مؤسسة طحكوت و نفس المرتبة أيضا في مجال استيراد السيارات و الشاحنات بعد مجمع معزوز و هو نشاط ثانوي للمجمع الذي يمتلك أيضا أكثر من 20 مصنعا لإنتاج الآجر الأحمر عبر مختلف مناطق الوطن، إلى جانب شركات بناء رائدة، و يعتزم المجمع مواصلة العمل الجاد و الانفتاح على نشاطات أخرى داعمة للاقتصاد الوطني معتمدا في ذلك على خبرة طويلة في مجال الاستثمارات الناجحة.  
و يرى المتحدث بأن ولاية بسكرة تملك مقومات اقتصادية كبرى ستجعل منها قطبا وطنيا هاما في مجال الصناعة و الزراعة و السياحة و هو ما دفع بالحكومة إلى التركيز على المنطقة و اختيارها لاحتضان الثلاثية اعترافا بالجهود الكبيرة التي يبذلها رجال بسكرة لتطوير الاقتصاد الوطني و الخروج من التبعية المطلقة للنفط، مضيفا بأن مجمعه حقق الكثير من الإنجازات الضخمة.
 و قال لعروسي عموري أن الوقت قد حان لرد الجميل للوطن بالعمل و خلق الثروة و مناصب العمل و تعزيز روح التضامن و مساعدة الفقراء و المساهمة في بناء المشاريع ذات المنفعة العامة بدون مقابل حيث قرر المجمع بناء طريق مزدوج بين بسكرة و بلدية أوماش على مسافة 20 كلم تقريبا و 10 جسور و هذا لفك العزلة عن السكان و التخفيف من حوادث السير على الطرق الوطني 3 المؤدي إلى عمق الجنوب الجزائري.  
و تعهد عموري لعروسي في لقائه مع النصر ببناء طريق آخر باتجاه بلدية البرانيس نزولا عند رغبة السكان الذين طالبوه بفك العزلة عنهم كما فعل مع أهالي أوماش الذين كانوا يعولون على وزارة الأشغال العمومية لكنها جمدت المشروع في إطار مخطط ترشيد النفقات لمواجهة أزمة انهيار أسعار النفط بالأسواق الدولية.
و حسب رئيس مجمع عموري فإن طريق أوماش دخل مرحلة متقدمة من الإنجاز و سيسلم بعد 6 أشهر، موضحا بان مكاتب دراسات من المنطقة تقوم بعملية المتابعة مجانا لتعزيز روح التضامن السائدة
 بالمنطقة.                             

فريد.غ             

تكنولوجيا ألمانية متطورة في سريانة بولاية بسكرة
مجمع للدواجن ينتج 2.4 مليون دجاجة لاحمة سنويا
يعد مجمع سالم للدواجن بسريانة شرق بسكرة واحدا من أهم المركبات بالجزائر يتربع على مساحة 100 هكتار و يعمل بتكنولوجيا ألمانية متطورة، و يضم العديد من الوحدات و الأقسام و ينتج نحو 2.4 مليون دجاجة لاحمة في السنة بالإضافة إلى كميات هائلة من البيض المنتج للصيصان و أغذية الدواجن، فهو مركب متكامل يغطي احتياجات ولاية بسكرة بالكامل و يصدر الفائض من إنتاجه إلى الولايات المجاورة.  
مدير المركب عبد الله سالم في لقاء مع النصر التي دخلت عملاق الدواجن ببسكرة قال بأن عملية الإنتاج بدأت فعليا سنة 2013 تحت إشراف 6 مهندسين سودانيين، بينهم حائز على شهادة دكتوراه في علم الطيور النادرة كان يدرس بالجامعات الليبية قبل الإطاحة بالزعيم معمر القذافي و بداية مرحلة الفوضى المدمرة.  
و قد قام السودانيون بتشغيل المركب و إدخاله مرحلة الإنتاج و كونوا عددا معتبرا من التقنيين و المهندسين الجزائريين الذين استلموا المهمة بعد مغادرة السودانيين و الألمان الذين ركبوا تجهيزات متطورة و وضعوا برنامج العمل الدوري الدقيق.    
و قدم لنا عبد الله سالم عرضا يبين طريقة عمل المركب الضخم بداية من إنتاج بيض التفريخ في بطاريات دجاج البيض و نقله إلى الحاضنة للتفريخ ثم إلى وحدات إنتاج الدجاج اللاحم و منها إلى المذبح ثم التعليب و النقل إلى محلات بيع اللحوم واحدة منها وسط مدينة بسكرة تابعة للمجمع.  
و يعمل المركب بتكنولوجيا متطورة عبر كل مراحل الإنتاج و يفرض النظام الآلي تعليماته الصارمة على الموظفين الذين يتم عزلهم بمواقع العمل و لا يسمح لهم بالدخول إلى مختلف الأقسام إلا بعد المرور على المرشات المتواجدة عند مدخل كل قسم و لا يسمح للمجموعة العاملة بالقسم «أ» مثلا بلقاء المجموعة التي تعمل بالقسم «ب».  
كما أن مجال تنقل سيارات و شاحنات الخدمة محدد أيضا و لكل قسم مركباته الخاصة التي تأخذ هي الأخرى حماما قبل الدخول و الخروج، و يبقى عمال قسم التفريخ محبوسين داخل المبنى المكيف شهرا كاملا، تقدم لهم الوجبات الغذائية بواسطة سيارة خاصة و توفر كل شروط الإقامة الجبرية إلى غاية الإفراج عنهم، و كل هذا تفاديا لمخاطر صحية مدمرة قد تعصف بالمركب في حال دخول فيروسات فتاكة من المحيط الخارجي.  
و يتكون المركب من قسم إنتاج بيض التفريخ و مفرخة بها 12 حاضنة آلية و 3 مواقع لإنتاج الدجاج اللاحم و مصنع لإنتاج الأعلاف و مخابر و مركز مراقبة و تحكم عن بعد يشرف عليه الحاج عبد الله سالم البالغ من العمر نحو 70 سنة لكنه مازال يتمتع بجسد قوي و ذكاء خارق مكنه من ترويض التكنولوجيا الألمانية و اكتساب خبرة في تربية الدواجن بالنظام الآلي الدقيق.  
و يوجد بالمركب أيضا مخبر التحاليل فيه أدوية و معدات الرش و التلقيح ضد الأمراض التي تصيب الدواجن. و تنتشر المطاعم و المصليات و الحمامات و الفضاءات الخضراء عند مداخل كل الأقسام و حولها حتى يخيل إليك بأنك في منتجع سياحي و ليس في مركب دواجن.  
و لا تنبعث أية روائح من أقسام الإنتاج و هذا بفضل أنظمة التكييف الآلية التي تعدل درجات الحرارة و الرطوبة و تجدد الهواء  و تنقيه باستمرار و تمنع خروج و دخول الروائح و الغبار من و إلى الأقسام المنتشرة على نطاق واسع.
و يتوقع توسيع المركب خلال السنوات القليلة القادمة لرفع قدرات الإنتاج و تلبية الطلب المتزايد بالسوق المحلية و الوطنية.   
و يواجه مركب سريانة للدواجن ببسكرة نقصا في اليد العاملة البسيطة و الكفاءات القادرة على العمل الجاد و التحكم في الأنظمة الآلية رغم التحفيزات، كالأجور المحترمة و النقل و الإطعام و الإيواء و هو نفس المشكل الذي تعاني منه قطاعات الصناعة و الزراعة و السياحة و البناء بولاية بسكرة، التي أصبحت في حاجة ماسة إلى جيش من العمال لمواكبة الطفرة الاقتصادية المفاجئة.  
فريد.غ            

                                           

الرجوع إلى الأعلى