قوراية.. مدينة ارتبط اسمها بإله القمر
يتعقب زوار مدينة قوراية  (ايوراين ) الأمكنة الهادئة الخالية من ضجيج المصطافين ، يستغلون الظلال الوافرة على الشواطئ الناعمة في رحلة استرخاء الى غاية غروب الشمس وترقب لنور القمر الذي يزيد المكان بهاء .
قليل من المصطافين العابرين للطريق الوطني الساحلي رقم 11 من يكتشف سر وجمال مدينة قوراية الهادئة ، نظرا لصغر مساحتها التي يتم تجاوزها بحكم السرعة المفرطة لزوارها باتجاه العاصمة أو وهران ، فقلة منهم من يظفر بمساحة من الترفيه و التسلية عبر شواطئها الناعمة من بينها شاطئ سيدي ابراهيم ، الشاطئ المركزي بالمدينة الى جانب شاطئ الميناء الصغير ، إلا من تخمرت لديه بعض المعلومات الكافية عن شواطئها الجميلة خصوصا المصطافين  القادمين من عدة ولايات مجاورة كعين الدفلى ، الشلف ، تيبازة والبليدة ، كما يحمل سكان المنطقة بعض الخصوصيات حسن المعاملة و التصرف وتوجيه الزوار بكلمات ممزوجة بين اللهجة الشلحية و العربية ، ويضفي تجار المدينة التي تقع بنحو 60 كلم غرب عاصمة الولاية تيبازة لمسة استقبال من شأنها تدعيم المسار السياحي بالمنطقة ومحاولة إخراجها من عزلتها ، لأن منطقة قوراية رغم الرصيد التاريخي و المعرفي و السياحي يقول أحد البقالين  ، لم يشفع لها ذلك، مشيرا الى ان قوراية مدينة قديمة تعود الى العهد الفينيقي باسم اوراين ، لتعرب مع مجيء الفاتحين ،  تظهر بعض الشواهد القائمة على مستوى ميناء قوراية ، كما سميت ب»برشك « و « عدالة « كما استقر بها المورسيكيون .
 أهم ما يميز هذه الشواطئ اتساعها الى جانب الظلال التي توفرها أشجار الصنوبر الحلبي او ما يسمى «الزقوقو « التي يصل ارتفاع بعضها الى 20 مترا ، أغلب الأشجار المتواجدة هناك معمرة عارية من الأسفل يميل لونها ألى الأحمر مع تقدم العمر ، وتسعى بعض  العائلات  إلى جمع أكبر عدد من حبات أو مخروطات الصنوبر لاستعمالات متعددة للزينة أو زيادة رائحة الشاي فيما تستعمل كعصيدة الزقوقو ، و يفضل البعض تناول بذورها ذات الذوق الشهي التي تشعرك  بالشبع لفترة طويلة ، ويستخدم «بذور زقوقو « في إعداد بعض الاطباق و الحلويات كالبقلاوة ، وتزين طبق الأرز و الدجاج وغيرها من الفوائد العلاجية لبعض الأمراض مثل الامساك ، تقوية المناعة ، تقليل نسبة الكولسترول الضار في الدم وفق محدثنا ( محمد ) القادم من ولاية البليدة الذي أكد على أهمية استخدام مثل هذه الأعشاب في علاج بعض الأمراض ، فالطبيعة غنية بموادها العلاجية يكفي كما قال حسن استغلالها و استخدامها كما ينبغي حسب صديقه (علي ) في الخمسينات من العمر الحفاظ عليها من ألسنة اللهب والقطع العشوائي للأشجار و النباتات فضلا عن عدم رمي الاوساخ و الفضلات من قبل مرتاديها ، مشيرا الى ان شاطئ سيدي ابراهيم وغيره من شواطئ قوراية مازالت تحافظ على جمالها ونسقها الطبيعي .  
  شواطئ قوراية أو «اوراين « كما كان يطلق عليها في الفترة الفينيقية أتباع إله القمر ، يتعقب زوارها  الأمكنة الهادئة الخالية من ضجيج المصطافين ، في رحلة استرخاء إلى غاية غروب الشمس وترقب لنور القمر الذي يزيد المكان بهاءا ، خصوصا بعد عودة الأمن و الطمأنينة فضلا على الإجراءات الأمنية الخاصة لإنجاح موسم الاصطياف يفضل البعض مغادرة شاطئ مع غروب الشمس في اتجاهات متعددة مثلما توضحه لوحات ترقيم المركبات و السيارات على أمل العودة مجددا الى قوراية في أفضل حال مستفيدة من مرافق للاستقبال وتحسين الخدمات على مستوى شواطئها .
هشام ج

الرجوع إلى الأعلى