لا زالت الحمى المالطية تسجل حضورها بشكل كبير في الوسط الإنساني، بالرغم من حملات التحسيس و التوعوية بخطورة و مسببات هذا المرض، بحيث يتجاهل الكثيرون تلك التحذيرات، مما يرفع من حجم الإصابات سنويا و خاصة بالمناطق الجنوبية و الجنوبية الغربية للولاية.
استنادا لمديرية الصحة و السكان، فإن عام 2018 قد شهد تسجيل أزيد من 1173 إصابة بالحمى المالطية، توزعت على البلديات الـ 28، غير أن البلديات الواقعة جنوب تبسة، قد نالت حصة الأسد و تأتي في مقدمة هذه المناطق بئر العاتر بـ 325 حالة، متبوعة بالشريعة بـ 178إصابة، فبئر مقدم و تبسة بـ 99 لكل منهما، فالعقلة بنحو 73 إصابة، فيما وزعت الحصة المتبقية على البلديات الأخرى بنسب متفاوتة.
و يرجع المختصون و المتابعون للشأن الصحي الارتفاع في عدد الإصابات، إلى  تجاهل المواطنين لتحذيرات الأطباء، بحيث يرفض الكثيرون استهلاك حليب الماعز و الأبقار بعد غليه، كما لا يخشى آخرون من الحليب مجهول المصدر و استهلاك الحليب غير المبستر، مما يتسبب في إصابتهم بهذا الداء – البريسيلوز -، وتتسبب العادات الغذائية السيئة في استهلاك الحليب في زيادة عدد الإصابات، مع العلم أن الحمى المالطية تنتقل من الحيوان إلى الإنسان عن طريق استهلاك حليب الحيوانات المصابة، ويتسبب هذا الداء في عدة صعوبات صحية للإنسان، كما يكلف الدولة أموالا باهظة في فترة العلاج.
تجدر الإشارة، إلى أن مديرية الفلاحة كانت قد أكدت على أن مصالحها قد قامت بحملة تحسيس في أوساط المربين و المواطنين بخصوص هذا المرض الذي يصطلح عليه محليا بمرض الحليب، كما تم تشخيص المرض عند 2143 رأسا من الأبقار بالولاية و ثبت الداء على مستوى 27 رأسا خلال عام 2018، أين تكفل الطاقم البيطري و المصالح المعنية بذبح تلك الرؤوس المصابة، كما تم تلقيح 80 ألف رأس ضد الحمى المالطية و ذلك في الأشهر الأخيرة من سنة 2017 وبداية 2018.
الجموعي ساكر

الرجوع إلى الأعلى