على بعد 20 كيلومترا من وسط مدينة بومرداس، تقع مدينة رأس جنات الساحلية التي تشهد توافدا هاما للمصطافين الباحثين عن الراحة وسط أحضان الطبيعة العذراء و في أجواء هادئة تنسيهم صخب الحياة و رتابتها.

هي مدينة رأس جنات الساحرة و شواطئها الفريدة من نوعها، تمكنت خلال السنوات الأخيرة من استرجاع مجدها الضائع في العشرية السوداء، لتستعيد حيويتها و نشاطها السابق، و هي تستقبل آلاف المصطافين القادمين من كل حدب و صوب، بحثا عن الراحة بين أحضان مدينة و بحر هادئ و طبيعة خلابة.
يشكل شاطئ كاب جنات أهم قبلة للمصطافين، حيث يستقبل عائلات و شباب من مختلف ولايات الوطن، حقيقة تعكسها ألواح ترقيم مختلف أنواع المركبات المصطفة بحظيرة الشاطئ و التي قد تقضي عدة ليال في مكان لا يتخذه المصطافون مجرد شاطئ يسبحون فيه نهارا ليغادروا مساء، بل يبيتون فيه ليال عدة دون إزعاج، خاصة فئة الشباب الذين غالبا ما يفضلون جو التخييم على الشاطئ.
شاطئ رأس جنات و إضافة لنظافة مياهه و هدوئه، يعرف إقبالا كبيرا من طرف محبي الاستكشاف، حيث يقصده الكثيرون لاكتشاف حقيقة الباخرة التي لا تزال بقاياها عالقة وسط البحر و تصنع ديكورا فريدا من نوعه، بعد أن غرقت إبان الحرب العالمية الثانية، نتيجة رداءة الأحوال الجوية، حسب روايات البحارين القدامى بالمنطقة.إلى جانب الهدوء و النظافة اللذين يميزان الشاطئ، ساهم عامل الاستقرار الأمني في إنعاشه، كما أكدت بعض الأسر للنصر، مشيرة إلى أنها انقطعت عن زيارته لفترة بسبب سوء الأوضاع الأمنية، إلا أنها عادت في السنوات الأخيرة للاستمتاع بروعة المكان في ظل استتباب الأمن و الأمان بالمنطقة ككل.شاطئ رأس جنات، لا يشكل مقصدا للعائلات فقط، بل يشكل أحد أهم المناطق الساحلية التي تشهد تنظيم مخيمات صيفية لأطفال الجنوب،و  ما زاد من انتعاش المكان ، تسجيل حركية تجارية ساهمت في توفير كل ما يحتاجه المصطاف للبقاء هناك لمدة أسبوع أو أكثر.                         إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى