تتنافس 57 قرية في ولاية تيزي وزو، على الفوز بلقب أنظف قرية في المسابقة الإيكولوجية التي استحدثها المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو والتي تحمل اسم مؤسسها الراحل عيسات رابح، الرئيس السابق لذات المجلس المغتال خلال العشرية السوداء في مسقط رأسه بعين الزاوية.
أودعت القرى التي أبدت رغبتها في المشاركة وخوض غمار المنافسة، ملفات ترشحها على مستوى اللجنة المكلفة بتنظيم المسابقة، على أمل نيل المركز الأول و الحصول على المكافأة المالية الكبرى المقدرة ب 900 مليون سنتيم خلال النتائج التي سيعلن عنها يوم 13 أكتوبر المقبل، المتزامن مع تاريخ اغتيال رابح عيسات ، تكريما له.
وتراجع عدد القرى المشاركة في طبعة 2019 ، مقارنة بطبعة الموسم الماضي التي وصل عددها إلى 101 قرية،  وتربعت  قرية «أزمور أومريم» في بلدية تيرميتين، غرب تيزي وزو، على عرش النظافة بفوزها باللقب، وأصبحت مثالا يحتذى به في النظافة و الجمال، بفضل سواعد أبنائها وجهودهم الذاتية.مثلما هو معتاد،، ستمنح جوائز مالية للقرى العشر الأوائل التي ستفوز في المسابقة، كمكافأة على عملها و لتحفيز السكان على الحفاظ على نظافة المحيط والبيئة و رونق قراهم وحمايتها من انتشار الأوساخ التي تشوهها ، وتتراوح هذه الأغلفة المالية بين 900 إلى 200 مليون سنتيم.
حسب رئيس لجنة البيئة والنظافة والصحة بالمجلس الشعبي الولائي يوسف سيد علي، فإن جديد طبعة هذه السنة، يتمثل في إضافة مسابقة أخرى ضمن مسابقة «عيسات رابح» لأنظف قرية، أين ستتنافس القرى الفائزة خلال الطبعات الماضية، البالغ عددها زهاء 23 قرية، على الفوز بلقب القرية التي التزمت بالنظافة بعد فوزها باللقب سابقا، لكي تفتك المركز الأول وتتحصل على غلاف مالي تشجيعا لها.
كما يتمثل جديد الطبعة السابعة للموسم الحالي بقيام لجنة البيئة والنظافة والصحة التي ستتفقد القرى ال 57 التي ستشارك لأول مرة في المسابقة، برفع انشغالات السكان وتسجيل النقائص التي يعانون منها إلى السلطات المعنية، حتى تتم دراستها و اقتراح الحلول الممكنة لرفع الغبن عن القرويين وكذا عناء التنقل إلى مقر الولاية، لطرح مشاكلهم لاسيما سكان القرى البعيدة عن مقر عاصمة الولاية.  
ويشتد خلال هذه الأيام التنافس بين القرى المشاركة في مسابقة  عيسات رابح  بإرادة كبيرة للسكان وعزيمة للمحافظة على الوجه الجمالي لها، حيث يحرص أعضاؤها على رفع القمامة من جميع أزقة القرى وشوارعها الرئيسية، كما يسهرون على انتقاء النفايات وفرزها و يسعى الجميع من أجل إعطاء وجه جديد لمختلف المواقع التي تضمها القرية، مع المحافظة على البيوت التقليدية القبائلية بترميمها حتى لا تندثر و لتبدو في أحسن حلة، حيث يشارك الكبير والصغير ليلا ونهارا في العمل التطوعي ضمن تقليد «التويزة» الذي يحافظ عليه سكان منطقة القبائل، لإنجاز مشاريع تتطلب جهودا كبيرة لا يقوى عليها الفرد الواحد.
ويكون تقييم اللجنة للقرى المشاركة في المسابقة إضافة إلى النظافة، على مدى توفرها على بعض المنشآت الهامة التي ينجزها السكان بأموالهم الخاصة وتبرعاتهم، مثل إنجاز الفضاءات الثقافية أو أماكن الترفيه الخاصة بالأطفال وغيرها، وتشترط اللجنة أن يتم تخصيص نسبة من الغلاف المالي الذي ستفوز به إحدى القرى عند الإعلان عن النتائج يوم 13 أكتوبر القادم،  لإنشاء مشاريع خاصة بالبيئة وذلك للمحافظة على نظافة المحيط وتشجيع السكان على انتقاء و رسكلة النفايات، أما الأموال المتبقية والتي تصل نسبتها إلى 75 بالمئة فستخصصها لجنة القرية بإنجاز مشاريع أخرى يكون السكان بأمس الحاجة إليها.  ويتوقف الزائر عند زيارته لقرى منطقة القبائل على مدى نظافتها ومستوى الوعي الذي وصل إليه القرويون و حرصهم  الشديد على جمال ونقاء محيطهم، وهو ما لاحظته النصر عند زيارتها لقرية «أبران» في بلدية تيرميتين، الواقعة غرب عاصمة جرجرة، إضافة إلى قرية «قمودة» في بلدية تيزي وزو ومختلف القرى الأخرى.
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى