يحتل الخبز التقليدي المصنوع من أنواع مختلفة من الأعشاب و النباتات العطرية كالنعناع و الزعتر، إلى جانب البصل، مكانة  هامة  ضمن  المأكولات  التقليدية الموسمية بولايتي بجاية و تيزي وزو،  و تحضره  النساء  يوميا، خاصة  خلال  فصل الخريف، لأنه مغذي ومفيد للصحة، و يحتوي على مكونات تقوي المناعة و تحمي من نزلات البرد التي تنتشر بكثرة خلال هذا الموسم.
يطلق على هذا الخبز التقليدي عدة تسميات، حسب كل منطقة، منها «أغروم أقوران» أو «أغروم لحوال» و»أغروم لحشاوش» و معناه باللغة العربية «خبز الأعشاب»، يتصدر مختلف أنواع الخبز التقليدي الذي تعده ربات البيوت، مثل المطلوع ، و تم الحفاظ على هذه الوصفة التقليدية منذ القدم و ورثتها الأمهات عن الجدات، و علمنها لبناتهن،  فجميع الشابات و الفتيات يتقنّ تحضير هذا النوع من الخبز الذي لا تستغني عنه العائلات، خصوصا في فصل الخريف و كذا الشتاء، نظرا لمنافعه الصحية، فضلا عن مذاقه الذي لا يقاوم،  فمكوناته تعطي له نكهة خاصة طبيعية و شهية، و هي متوفرة في كل البيوت القبائلية وفي الحقول، وذات خصائص علاجية، حسب المختصين في التغذية.
من أجل تحضير خبز الأعشاب، تقشر النساء البصل و تقمن بغسله و طحنه، و يضفن إليه حفنة من النعناع الأخضر و الزعتر، و كمية معتبرة من الدقيق العادي أو دقيق الشعير و يضفن إلى هذه المكونات القليل من الملح و زيت الزيتون التي تُعتبر أساسية في إعداد مثل هذا النوع من الخبز التقليدي، ثم يقمن بجمع العجين بالماء ليصبح طريا، ثم يقسمنه إلى كريات متوسطة الحجم، تقطع إلى مثلثات صغيرة، وتطهى على طاجين من الفخار فوق نار هادئة، لتحافظ على مذاقها، ويمكن لأفراد العائلة تناول هذا الخبز بزيت الزيتون كوجبة كاملة، لأنه مغذي.
السيدة نصيرة من منطقة رجاونة، أكدت للنصر، أن هذا النوع من الخبز التقليدي، لا يفارق مطبخها طيلة فصل الخريف والشتاء و حتى في فصل الربيع، عندما تتوفر و تتكاثر مختلف أنواع الأعشاب العطرية و النباتات التي تستغلها في الطبخ، فهي مفيدة للصحة و تمنح الطاقة للجسم.
 وأضافت المتحدثة،  أنها تحضره منذ سنوات طويلة وتعتبره جزءا من أعمالها اليومية في المطبخ، مشيرة إلى أن هذه النباتات التي يُحضر منها الخبز التقليدي القبائلي، على غرار البصل والنعناع والزعتر، تقوي المناعة وتحمي من نزلات البرد، خاصة عندما يضاف إليها زيت الزيتون، فلها فوائد صحية ومنافع أخرى لا تحصى.
و تابعت بأن الجدات كن يعتمدن كثيرا على هذه النباتات للتداوي و إعداد الخبز ومنهنّ تعلمت وصفات مختلفة، منها «أغروم لحوال»، مشيرة إلى إمكانية تناول هذا الخبز في وقت الغداء أو العشاء، كوجبة كاملة، فهو يسرع الشعور بالشبع، خاصة عند تناوله مع زيت الزيتون، مشيرة إلى أن المرأة القبائلية تحرص كثيرا على تلقين هذه الوصفة لبناتها، حتى لا تزول، سيما و أن مكوناتها يمكن الحصول عليها بسهولة.
حسب المختصين التغذية، فإنّ النعناع،  يستخدم في الطب البديل و يعالج مشاكل الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي ، و يعتبر فاتح للشهية و مهدئ للمغص و تقلصات المعدة ويساعد في التغلب على الحموضة وانتفاخ البطن، وله دور فعال في علاج القولون العصبي و نزلات البرد و الزكام.  
بينما البصل، يقوي جهاز المناعة و يُحفز وظائفه، وهو غني بالألياف الغذائية وفيتامين «سي»  و الأحماض الأمينية والكالسيوم ويحتوي على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة وغيرها من المعادن والفيتامينات الأخرى.
أما الزعتر، فهو من الأعشاب التي تتميز بمذاق خاص، وأثبتت العديد من الدراسات الطبية الحديثة، أنه إذا أعد على شكل منقوع يساهم بشكل كبير  في ضبط نسبة الكوليسترول ،  هو فعال لعلاج نزلات البرد، و يساهم بشكل كبير في علاج الكحة و تنظيف الصدر من تراكم البلغم.
ومن أبرز فوائد الزعتر أيضا، أنه يعمل علي تقوية الجهاز المناعي، و يحتوي علي فيتامين سي،  و الألياف الهامة والحديد وغيره، كما يضفي مذاقا شهيا للخبز.
 سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى