مقابر تتحول إلى سكنات فوضوية لعشرات  العائلات بالبليدة
تحولت بعض المقابر بولاية البليدة إلى سكنات للعائلات، يزاحم الأحياء فيها الأموات، حيث شيدت عشرات العائلات سكنات فوضوية بمداخل المقابر، أو على أطرافها وداست على حرمتها.
 بوسط مدينة البليدة تقيم 10 عائلات داخل مقبرة سيدي عبد القادر ،منذ ما يزيد عن 20 سنة، والغريب في الأمر أن هذه السكنات الفوضوية، لم تبن  على أطراف المقبرة، بل تتواجد وسط القبور و يضطر قاطنوها إلى العبور وسط القبور للوصول إليها ، كما أن أطفال هذه العائلات يلعبون وسط القبور دون وازع أو رادع . حسب المكلفة بالإعلام بالمجلس الشعبي الولائي أمينة حريش، فإن أعضاء المجلس عاينوا هذه العائلات بعد أن تقدموا بشكوى لرئيس المجلس، ورفع  هذا الأخير الانشغال لمصالح الولاية و الدائرة وتنقلت لجنة السكن بدائرة البليدة إلى هذه العائلات ،و قامت بإحصائها ، إلا أن ترحيلها لم يتم بعد.
 كما تم إحصاء عائلات أخرى تقيم بمقبرة مفتاح، و لم يجد حارس مقبرة بن دريس
ببوفاريك من مأوى سوى بمدخل المقبرة وبمحاذاة الأموات،حيث بنى مسكنا لعدم تمكنه من الحصول على سكن اجتماعي، كما لم يجد أبناؤه بهذه المقبرة من فضاء للعب سوى بعض المساحات الصغيرة المحاذية للقبور.
 و لم تسلم من الظاهرة مقبرة بن خليل،حيث بنت عدة عائلات منذ عقود مساكن فوضوية و تطالب بالترحيل إلى سكنات جديدة، وكانت قد نظمت عدة حركات احتجاجية أمام مقر الولاية للمطالبة بالترحيل، بعد أن زاحم أفرادها الأموات في قبورهم.  في هذا السياق نذكر أن لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس الشعبي الولائي ، عاينت منذ أسابيع كل المقابر بالولاية، و وقفت على وضعيتها ، و سجلت  تحول عدد من المقابر إلى سكنات فوضوية للأحياء، وطالبت ذات اللجنة من مصالح الولاية بضرروة ترحيل هذه العائلات، وإعادة للمقابر حرمتها،كما وقفت اللجنة على الإهمال الكبير الذي تعانيه المقابر، حيث تم إحصاء 188 مقبرة ،بكل بلديات الولاية، منها 42 مقبرة مهجورة.
و تتوزع هذه المقابر على 179 مقبرة عمومية، و09 مقابر خاصة، لا يسمح فيها بالدفن إلا لبعض العائلات فقط، وفي نفس الوقت سجلت نفس اللجنة الإهمال الذي تعانيه هذه المقابر، حيث أن 70 بالمائة منها ،غير محروسة ،وهي عرضة للتخريب،كما أن أغلبها غير مسيجة وليس لها جدارا يحيط بها، وتعاني من انعدام التهيئة والنظافة، وتنعدم بها الإنارة وتحول بعضها إلى وكر للمتاجرة بالمخدرات و استهلاكهان و الأفعال المخلة بالحياء ، وتعاطي الخمور، دون أن يضع هؤلاء المنحرفين أي اعتبار للأموات، وحرمة المقابر.
اللجنة رصدت أيضا انعدام الممرات داخل المقابر،حيث يدوس الزوار على القبور،و تغيب يبعضها وسائل الدفن، بالإضافة إلى ذلك أصبح الاكتظاظ، ونقص العقار لا يخص الأحياء فقط، بل حتى الأموات ضاقت بهم الأرض.
وتعاني بعض البلديات من نقص فادح في المقابر، وتضطر إلى الدفن ببلديات أخرى، مثلما هو عليه الحال، بالنسبة لأغلب سكان مركز بن شعبان ،وعين عائشة ببن خليل، الذين يضطرون لدفن موتاهم بمقبرة بن دريس ببوفاريك، بسبب غياب مقبرة بالمنطقة، وفي نفس الوقت هناك عدة مقابر أخرى امتلأت ببعض البلديات ،و هذه البلديات في حاجة لتخصيص قطع أرضية ليستفيد منها الأموات، لا الأحياء.
نورالدين -ع

الرجوع إلى الأعلى