لبست ساحة أول نوفمبر المعروفة بساحة التوت بمدينة البليدة، حلة جديدة بعد ترميمها و إعادة تهيئتها، و تعد هذه الساحة إحدى أهم المعالم السياحية و التاريخية للمنطقة و رمزا من رموز مدينة الورود، و مقصدا للسياح الذين يزورون الولاية.
و تستقطب الساحة بعد إعادة ترميمها منذ أيام، عشرات العائلات البليدية و الزوار، ولا تتوقف الحركة بهذا المعلم إلا في موعد الحجر الجزئي المعدل، أي الثامنة ليلا، بالرغم من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، و تتوسطها بنايات قديمة يعود تاريخها إلى العهد الاستعماري، كما يتوسطها معلم أثري بأقواسه الستة، و نافورته التي تقذف المياه من كل الجوانب، إلى جانب النخلة التي تتوسط المعلم الأثري، ويعود تاريخها إلى ثمانينيات القرن الماضي.
وكان الموقع خلال الفترة الاستعمارية تسمى ب»بلا ص دي تو»، بمعنى ساحة كل المجمعات الإدارية الاستعمارية التي كانت تتواجد بالمباني المجاورة، كما كان محيطها مركزا للجيش الاستعماري، و لا تزال شاهدة على جرائم الجيش الفرنسي ضد الشعب الجزائري، حيث كان يقوم برمي جثث الشهداء بعد تعذيبهم وقتلهم بهذه الساحة، من أجل زرع الرعب في أوساط المواطنين، و نظر للتاريخ الأسود للجيش الاستعماري الذي تركه في هذه الساحة، غيرت تسميتها بعد الاستقلال إلى ساحة أول نوفمبر.
و تحولت ساحة التوت بمعالمها المختلفة إلى رمز تاريخي و معلم سياحي بعد الاستقلال، و احتضنت عددا من الأعمال السينمائية حول ثورة التحرير، كما كانت تحتضن مختلف الأنشطة الثقافية و الفنية.
و في السنوات الأخيرة،  زاد الاهتمام بها ، فرممت مرتين في أقل من 4 سنوات، وتزينت بأضواء بألوان الراية الوطنية فأضفت عليها مشهدا جميلا في الليل.
و تحيط بالمكان مقاهي و محلات لبيع المثلجات تستغل أطرافه لاستقبال الزبائن الذين يجدون في الجلوس هناك لتناول المشروبات أو المثلجات الراحة، وسط مناظر بهيجة زاد  في جمالها الحمام الذي يقصد الساحة بحثا عن الطعام، بعد أن تعود على إطعامه من طرف بعض المواطنين.
 و تحولت الساحة إلى مقصد للعائلات و الأطفال للتنفيس عن أنفسهم، حيث تعج في ساعات المساء إلى غاية الثامنة ليلا، توقيت الحجر المنزلي الجزئي الذي تم تعديله منذ أيام، و يختار الأطفال الألعاب التي يؤجرها بعض الشباب لرواد الساحة للترفيه عن أنفسهم، و وجدوا في هذا الفضاء السياحي مصدرا للاسترزاق، كما يختار كبار السن من الرجال و النساء التجول في محيط الساحة وسط المناظر الجميلة و  التقاط الصور أمام المعلم التاريخي الذي يتوسط الساحة.
 و بالرغم من الارتفاع الرهيب في الإصابات بفيروس كورونا خلال هذه الأيام، إلا أن ساحة التوت بقيت تستقبل زوراها بأعداد كبيرة، دون احترام  إجراءات الوقاية، خاصة التباعد الجسدي و استعمال القناع الواقي.
و كان مواطنون قد وجهوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نداء للسلطات المحلية لغلقها، خوفا من أن يساهم الإقبال الكبير على هذه الساحة من طرف العائلات في زيادة حالات الإصابة بالوباء.
نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى