تشهد، هذه الأيام، مدن ولاية أم البواقي، إقبالا للمواطنين على المحلات التجارية، ما نتج عنه اكتظاظ وتدافع، الأمر الذي دفع عديد الهيئات لإطلاق نداءات للتقيد بالتزام التدابير الوقائية، تفاديا لتوسع رقعة الإصابة بفيروس كورونا، بالمقابل، يسجل القائمون على مديرية الصحة، ارتفاعا لعدد المقبلين على تلقي اللقاحات، في مشهد يعكس الوعي الحاصل لدى عديد المواطنين.
الجولة التي قادتنا لعديد المناطق بمدن ولاية أم البواقي، تكشف عن مدى عدم تقيد فئة من المواطنين بإجراءات الوقاية، خاصة التباعد اجتماعي وارتداء الكمامات وغيرها، ويحدث ذلك وسط المحلات التجارية وخاصة المخصصة لبيع الملابس النسوية، على غرار السوق اليومي المعروف بـ»لاسيتي» المتواجد بحي الأمل وسط مدينة أم البواقي، بحيث اضطر بعض التجار لوضع أشرطة لاصقة على أرضية المحلات، وأشرطة وقائية أخرى حول صندوق دفع مستحقات السلع المقتناة.
وأمام محلات بيع المثلجات بمواقع مختلفة من وسط مدينة أم البواقي، غابت كذلك إجراءات الوقاية التي لم يلتزم بها المواطنون، وكثير منهم بات يتدافع لاقتناء المثلجات دون التقيد باحترام التباعد الاجتماعي.
وبعين البيضاء كذلك بات الإقبال على سوق النسوة بـ"رود السطايفية" كبيرا من طرف النسوة، اللاتي احترمت كثير منهن إجراء ارتداء الكمامات، دون أن يلتزمن بالتباعد الاجتماعي وغيرها من إجراءات الوقاية، وهو الملاحظ أيضا بعين مليلة كذلك، خاصة في الفضاء التجاري المفتوح وسط المدينة في محيط المركز التجاري «علي بابا».
 وطالبت عديد الهيئات من المواطنين ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية، والتقليل من التنقلات صوب المحلات التجارية وغيرها، حفاظا على الأرواح وتفاديا لتفشي فيروس كورونا، فعناصر الشرطة باتت تستعمل مكبرات الصوت بعديد المدن لدفع المواطنين إلى ملازمة سكناتهم، مع استغلال أمواج إذاعة أم البواقي الجهوية لذات الغرض، كما أن صفحات الفايسبوك للمؤسسات الصحية، تحولت إلى فضاء للتوعية والتحسيس من خطر الإصابة بالفيروس، خاصة في ظل نقص الأوكسجين عبر المؤسسات الاستشفائية.
وكثفت مديرية الحماية المدنية من خلال وحداتها المنتشرة بالولاية من حملات التوعية والتحسيس، مع إنشائها مراكز متنقلة تجوب المدن لتقديم اللقاحات ضد فيروس كورونا، كما أطلقت مؤسسة التطهير «أونا» حملة لتعقيم الشوارع بالمدن الكبرى.
وفي المقابل، يتواصل الإقبال المتزايد للمواطنين على مراكز التلقيح، أين تجاوز عدد الجرعات المقدمة عتبة 54 ألفا حسب الإحصائيات التي قدمها القائمون على قطاع الصحة. وتم إحصاء أرقام مرتفعة لامست عتبة 4 آلاف جرعة في اليوم الواحد حيث توزعت على لقاحات سينوفاك بـ 3323 جرعة وأسترازينيكا بـ 238 جرعة و»سبوتنيك» بـ 223، وهو رقم مرتفع مقارنة بما كانت عليه عملية التلقيح في بدايتها، أين كانت الأرقام تسير بوتيرة محتشمة وسط عزوف المواطنين، الذين باتوا يقتنعون بفائدة التطعيم أكثر من أي وقت مضى.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى