مغارة «بني عاد» قبلة الباحثين عن الانتعاش و الاستمتاع بالنوتات الموسيقية الجليدية
يحتمي الكثير من المواطنين بمغارة بني عاد بتلمسان هروبا من أشعة الشمس، وهي من الكهوف العجيبة «الباردة «التي تجلب عددا كبيرا من الزوار خلال فترة الصيف لاكتشاف روعة وجمال المكان و الاستمتاع بصدى النوتات الموسيقية التي تنبعث من الأعمدة الجلدية.
لحظة بلوغك ولاية تلمسان خلال فترة الصيف يرشدك أبناؤها بضرورة زيارة مغارة «بني عاد» الواقعة بإقليم بلدية «عين فزة» دون سائر المناطق السياحية التي تزخر بها المنطقة على غرار موقع هضبة «لالة ستي» و «المشور «.. و غيرها لكون المغارة الباردة جدا تقع بنحو 75 متر تحت سطح الأرض،لذا يلجأ الكثير من الزوار إليها للاحتماء من أشعة ولفحات الشمس الحارقة و الاستمتاع بالمناظر الطبيعية على مسافات بعيدة جدا، إذ يصل عمق المغارة إلى أزيد من 700 متر بحرارة لا تتجاوز حدود 13 درجة مئوية على مدار السنة وبرطوبة تبدو عالية، معدل ثابت لا يمكن تحمله أو مقاومته بثياب صيفية خصوصا بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة كالروماتيزم وضيق التنفس. دخول المغارة لأول مرة و في ذلك الظلام الذي تنير معالم طريقك بعض المصابيح التزيينية قد يجعل الزائر يشعر بانقباض صدره و تأزم أنفاسه و يحس بقلة مادة الأكسجين، لكن سرعان ما يتأقلم مع الأجواء بالداخل و يستسلم لجمال و سحر المكان.
و فيما يهم البعض بالخروج، يزداد فضول و إصرار آخرين على ولوج هذه المغارة التي استوطنها قبائل الأمازيغ وكانت ملجأ للثوار و المجاهدين إبان الثورة التحريرية المباركة فيما كانت أيضا محل مزار العلامة عبد الرحمن ابن خلدون و ابن خَفَاجة الأندلسي، من أعلام الشعراء الأندلسيين في القرنين الخامس والسادس الهجريين في عصر كان نضج اللغة بلغ فيه منتهاه و المعروف عنه بوصف الطبيعة وجمالها.
وفي الدروب و الدهاليز المهيأة للراجلين لاكتشاف سحر المكان ترى الدهشة بادية على الوجوه وأسئلة الزوار التي لا تكاد تنقطع حول هذا المكسب الطبيعي الذي اكتشفه الأمازيغ في القرن الأول أو الثاني قبل الميلاد، حسب الروايات المتواترة، يقول المرشد إبراهيم مؤكدا بأن هؤلاء جعلوا منها مكانا آمنا، و اليوم تعد فضاء سياحيا بامتياز، ينبغي كما أضاف الحفاظ عليه وتدعيمه، خاصة و أن التعداد السنوي للزوار من مختلف أنحاء الوطن وخارجه يصل إلى 29 ألف سائح سنويا وهو رقم مهم في معادلة الاستثمار السياحي.
و في غمرة الحديث مع المرشد إبراهيم تتوالى طرح الأسئلة عن الترسبات الكلسية التي تحدث نتيجة تسرب مياه الأمطار المحملة بالكلس وبثاني أكسيد الكربون وهو ما يطلق عليه بالصواعد و النوازل الصخرية، التي تقدر فترة تشكل كل سنتيمتر منها، نحو مئة سنة على الأقل.
و تشبه النوازل الصخرية أو الكلسية الموجودة في أسفل المغارة السيوف العربية المصقولة والصاعدة على شكل شجر النخيل، و لكل زائر خياله و حرية تشكيل اللوحات في ذهنه التي تزيدها عذوبة تلك النوتات الموسيقية المنبعثة من الأعمدة الكلسية أو الجلدية إلهاما.
و رغم روعة وسحر المكان إلا أن بعض الزوار ينتابهم الخوف من الصدى غير المتوقع لهديل الحمام و ترسم مخيلتهم مشاهد رعب كتدفق أسراب الخفافيش التي تستوطن عادة مثل هذه الأمكنة الرطبة و المظلمة على طريقة الأفلام الأمريكية حول «مصاصي الدماء»مما يزيد الموقف رعبا وخوفا خصوصا عندما يندفع الكبار و الصغار على حد سواء في تخويف بعضهم البعض، فيضطر البعض إلى الانسحاب و توقيف الزيارة قبل نزولهم إلى القاعدة السفلية.
هشام/ج
سكنها الأمازيغ و ألهمت بسحرها الكتاب و الشعراء
- التفاصيل
-
ابتكار لطالبتين من جامعة قسنطينة: نظارات الواقع الافتراضي لعلاج إدمان المخدرات
نجحت طالبتان من كلية التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال بجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 02، في...
جمع بين الحساب الذهني وتقنيات الذاكرة: طالب الإعلام الآلي وليد هني يبهر العالم بروسيا
تمكن الطالب الجامعي في الإعلام الآلي، الجزائري وليد هني، من التفوّق على 60 مشاركا من مختلف أنحاء...
جهزت بمستوى عالمي لتصبح وجهة جهوية للتسلية: ألعاب حديثة وقرية مائية قريبا في حديقة جبل الوحش
ينتظر سكان قسنطينة والولايات المجاورة عموما، دخول حديقة التسلية بجبل الوحش، حيز الخدمة، و يتزايد...
تعكس كفاءة الشباب في عالم الملتيميديا: صناعة المحتوى الرقمي.. بوابة تعليمية جديدة
تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي صفحات رسمية مختصة في نشر الثقافة الرقمية، لمختصين في مجال...
صانعة المحتوى السياحي نورة مهرية للنصر: الترويـــج للتـراث ينعــش الاقتصـــاد السيـاحــي
حولت صانعة المحتوى ابنة الجنوب الجزائري، نورة مهرية، حسابها على «الآنستغرام» إلى ألبوم سياحي...
درس في مناهضة الاستعمار: فيلم “ معركة الجزائر” حاضر في اعتصام طلبة جامعة ستانفورد
اختار الطلبة المعتصمون لأجل غزة، بحرم جامعة ستانفورد بأمريكا فيلم معركة الجزائر لشحن طاقة الصمود والتحدي...
طلبة يتحركون لمواجهة محاولات السطو: التراث الفلسطيني يزين بهو قصر الحاج أحمد الباي
اكتسى أمس، بهو متحف الفنون والتعبير الثقافية قصر الحاج أحمد باي بقسنطينة حلة فلسطينية، تنوعت بين...
توجيهات عن بعد لتعزيز ثقافة المتابعة: مختصون يكسرون النظرة التقليدية للعلاج النفسي
استطاع أخصائيون نفسانيون من الجزائر، أن يصنعوا محتوى متخصصا مطلوبا على مواقع التواصل الاجتماعي يحظى بالمتابعة...
2500 سائح من 5 قـارات زاروها في شهرين: قسنطينة تعيش ربيعها السياحي
تستعيد قسنطينة بريقها و تستقطب السياح بشكل مكثف في السنوات الأخيرة، ما يضعها في مقدمة الوجهات الثقافية...
عناية بحيوانات منزلية وتطوّع لعلاج أخرى مشرّدة: الرعاية الصحية للقطط ضرورة لتجنّب الأوبئة
يعرف الاهتمام بالرعاية الصحية للحيوانات تزايدا منذ الجائحة كما يؤكده بياطرة، قالوا إن المربين صاروا...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)