تخرج أمس بقسنطينة، أول فوج لمتربصين من مرضى التريزوميا، تلقوا تكوينا في تخصص البستنة والعناية بالحدائق والمنتزهات، بمركز التكوين المهني و التمهين صالح لبصير بعين السمارة، حيث استفادوا من ورشة عملية ميدانية و توجيه مباشر، تمت برمجتها بالتعاون مع المركز النفسي البيداغوجي لذوي الاحتياجات بالخروب.  
ونظم المركز حفلا على شرف الدفعة المكونة من ستة متربصين بينهم خمسة من فئة المصابين بمتلازمة داون ومتربص مصاب بإعاقة ذهنية، كما أوضحه المصدق سرغمة، مدير مؤسسة التكوين المهني و التمهين صالح لبصير ببلدية عين سمارة، مشيرا، إلى أن الشهادات التأهيلية التي مُنحت للمتربصين الذين يشكلون شريحة مهمة من المجتمع  ستمسح لهم بالاندماج مهنيا، و ستتيح  أمامهم الفرصة لإنجاز مشاريع مقاولاتية، بالإضافة إلى الاندماج اجتماعيا من خلال الاحتكاك المباشر مع بقية المتربصين في المركز، كما أكد، أن الاهتمام بتكوين هذه الفئة في مجالات مختلفة سيسمح لها بالمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني من خلال تأسيس المشاريع خاصة بعد ما لمسه المشرفون على الورشات التطبيقية من تجاوب المتربصين وتفاعلهم على حد قوله، وهو ما سيساهم أيضا في تخريج أفراد مستقلين ذاتيا.
من جهتها أوضحت وريدة زيودة، الأستاذة المشرفة على تكوين المتربصين، بأن المركز وظف خبراته منذ سنة 2012 إلى غاية 2014 ، في تكوين  الكثير من المتربصين من ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال البستنة و الاهتمام بالحدائق والمنتزهات، وأعقبت بأنهم لمسوا تجاوبا كبيرا من خلال اتصالهم بالطبيعة وملامسة النباتات والتعرف على مجال البستنة، كما أن المركز ساهم في توفير الجو المناسب والوسائل الخاصة لممارسة هذا النشاط على غرار المساحات الخضراء وكراريس الرسم وأقلام التلوين، ما جعلهم يظهرون قدرات جيدة وإبداعا في زراعة مختلف النباتات الخاصة بالزينة والأشجار على غرار نبات النعناع و العطرشة والصبار.     
وأضافت، بأنها عملت على تعريف المشاركين بعملية الزرع من بداية تحضير النبتة والاهتمام بالتربة والتعرف على مختلف أجزائها إلى غاية نموها، كما أخبرتنا بأنهم كانوا يطرحون الكثير من الأسئلة حول كيفية التعامل مع النبتة.
 وفي حديثنا مع تونسي جوي، والد أحد المشاركين عبر عن استحسانه للمبادرة، و قال لنا بأن تركيز ابنه أصبح جيدا بعد المشاركة في التكوين، كما أنه كان يطبق كل ما تعلمه في المركز على نبتته الخاصة بعد عودته إلى البيت.
من جانبها، أفادت خديجة بولكحل، مستشارة في التوجيه المهني و التربية الخاصة، بأنه تم اختيار تخصص البستنة لأنه ينعكس إيجابا على سلوك المشاركين وبحسب المتحدثة، فإن المشرفين على الورشات لاحظوا تغير السلوكي والنفسي على المتربصين، كما أخبرتنا بأنهم اكتشفوا حبهم للطبيعة وشغفهم بالتعلم وإتقان ما يقومون به، لهذا خصص المركز 80 بالمائة من برنامج التكوين للأعمال التطبيقية كالغرس و عمليتي الري وتقليب التربة، و20  بالمائة للجانب النظري الذي يعلمهم الرسم، بالإضافة إلى استخدام تقنية العرض المرئي في تقديم الدروس لهم.         
إيناس كبير

الرجوع إلى الأعلى