ربات بيوت يشركن أفراد عائلاتهن في حرف بسيطة تعلمنها عبر اليوتيوب
 وجدت بعض ربات البيوت مصدرا إضافيا للدخل من خلال حرف سهلة تعلمنها بفضل فيديوهات تدريبية مجانية تابعنها صدفة عبر المواقع الاجتماعية، أو برامج الأشغال اليدوية التي تبثها بعض الفضائيات و التي منحتهن فرصة كسب بعض المال ، دون الاضطرار للخروج أو  دفع تكاليف الاستفادة من  دورات تكوينية خاصة، لكنهن لم تكتفين بالجهد الفردي بل أشركن باقي أفراد العائلة بمن فيهم الأطفال و الأزواج.
حرف إبداعية بسيطة من حيث التجسيد و اقتناء المادة الأولية، شجعت الكثير من ربات البيوت حتى العاملات على ولوج عالم الإبداع  و التسويق دون جهد يذكر، بفضل أشغال يدوية و حرف سهلة بإمكان أي كان انجازها لأنها لا تتطلب مهارة كبيرة ،بقدر ما تحتاج لصبر و سعة بال ، مثلما ذكرت الحرفية منال دعوبي من مدينة الخروب التي وجدنها بمحل لبيع الأغراض التزيينية بحي العربي بن مهيدي بقسنطينة، قالت أنها تعوّدت على بيعه منتوجها الذي جسدته بمساعدة أفراد أسرتها، و المتمثل في تحف مصنوعة من الأسلاك المعدنية المرصعة بالأحجار و التي تليق بالديكور الداخلي.
الحرفية منال التي تعمل كسكرتيرة بإحدى المراكز الصحية  و أم  لثلاث  بنات تدرسن بالطور الثانوي، ذكرت بأن جميع أفراد أسرتها يشاركنها في حرفتها التي تعلمتها عبر شبكة الإنترنت و بالضبط على موقع يوتيوب، حيث لم تكلفها تجربتها في هذا المجال سوى مبلغ2000 دج استثمرته في شراء مواد تحتاجها في عملها و هي أغراض بسيطة يمكن اقتناءها ،حسبها ، من أي محل خردوات أو سمكرة، و بعض القطع الصخرية أو المرايا أو الرصاص التي تصنع منها عموما  ركائز لتحف تحمل عادة أشكال أشجار معدنية يتراوح لونها بين النحاسي و الفضي، مرصعة بأحجار بشتى الألوان تغري كل من يراها، و يعتقد أنها مستوردة لكنها في الحقيقة من صنع محلي و تقليدي أنجز داخل المنزل و الذي أبدعت الحرفية و بناتها و حتى زوجها تشكيل أغصانها التي يصعب على كل من يراها معرفة نقطة البداية لتشابك الخيوط المعدنية المرصعة بالأحجار، و التي أكدت محدثتنا بأنها علمتها لبعض قريباتها اللائي يعانين من قلة ذات اليد، لكنهن فشلن في استغلالها في تجاوز ضائقتهن المادية عكسها.
و ذكر صاحب محل لبيع الأثاث المنزلي بوسط المدينة أنه انبهر بما عرضته عليه إحدى الحرفيات من تحف عرف في ما بعد أنها يدوية و منجزة في البيت، إشارة إلى الأشجار المعدنية التي اقتناها في البداية لتزيين محله لكن اهتمام الزبائن و الطلب المتزايد على بيعها لهم جعله ينتهز فرصة عودة الحرفية منال إلى محله لإبرام صفقة معها لشراء و إعادة بيع تحفها التي قال أنها رغم بساطتها تغري الزبائن الذين لا يترددون في شرائها لسعرها الذي لا يتجاوز عموما 700 دج.
و بمحل آخر لبيع مستلزمات الأفراح ، بحي سيدي مبروك ،أكد صاحب المتجر بأن أغلب سلعه من صنع سيدات ماكثات بالبيوت فتيات في عمر الزهور وجدن في حرفة طي المناديل و تركيب علب الحلوى و تشكيل باقات الأزهار و تزيين سلال و صينيات طقوس الحناء، حيث ذكرت إحدى الحرفيات بأن مثل هذه الأغراض المطلوبة بكثرة في مواسم الأفراح تضمن لهن مصدر رزق على مدار السنة تقريبا حسبها باعتبار أصحاب العرس باتوا يميلون أكثر للمنتوج الجاهز، مضيفة بأن زوجها و أبناءها يساعدونها في تركيب علب الحلوى دون ملل أو تذمر.
و أكد عدد من التجار بأن بعض الحرفيات المستفيدات من القروض المصغرة نجحن في فرض سلع بسيطة يزيد الطلب عليها كالقفف المخصصة للقطط و سلال المستعملة لنقلها خارج البيت..و سلع أخرى يتم إعدادها بسهولة داخل ورشات منزلية.
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى