قدم المخرج ساري الهواري العرض الأول لفيلم " العار المستعار " عشية الأربعاء الفارط بدار الثقافة مبارك الميلي بميلة، بحضور جمع غفير من المهتمين و المتابعين للفن السابع ، إلى جانب أعضاء طاقم العمل الذين صعدوا للركح لتحية الحضور، بعد نهاية العرض الذي دام ساعة و25 دقيقة.
 الملفت أن المتفرجين تفاعلوا مع القصة المؤثرة التي أدمعت عيون الكثيرين لما تميزت به من صدق في مشاعر الممثلين الذين أبدع كل واحد منهم في دوره بما فيهم إمام مسجد حي خزان الماء الذي تم الاستنجاد به و منح له دور شكل مسك الختام في هذا العمل الفني الذي انفرد بقوة و جرأة في الطرح لموضوع كان إلى وقت  قريب يشكل " طابو" وهو مرض السيدا.
  أبناء ميلة الذين تابعوا العرض عبروا عن فرحتهم بهذا الانجاز الفني الذي أبدعت فيه مواهب شبانية،  فأخرجهم من عالم الهواية إلى فضاء الاحتراف وصنع لهم علامة خاصة  يحمل منتوجها اسم " صنع بميلة " تأليفا، تمثيلا وموسيقى تصويرية أبدع فيها الموسيقار بوجمعة مهناوي في تحد رفعه المخرج مسري الهواري لإبراز الطاقة و المادة الخام التي تتوفر عليها الجزائر العميقة فانبهر بها، كما قال، و أراد تثمينها واستغلالها في عالم الفن السابع.
 وما زاد من إعجاب الجمهور بالتجربة السينمائية الأولى في ميلة، كما عبر الشاب أحمد نشناش، أن الموضوع الذي تمت معالجته ذكره بأطوار قصة عاشها على أرض الواقع، حيث كان لديه صديق من قسنطينة أودى بحياته الداء الخبيث عام 2009 . وقد صرح  والي الولاية  فواتيح مدني على هامش العرض أن هناك مساع لإبرام توأمة بين مدينة ميلة التي تم بها تصوير "العار المستعار" فشكل صورة ترويجية لمعالمها ومناظرها السياحية ، ومدينة وهران مسقط رأس مخرج العمل ، أما  المخرج مسري الهواري  فقد  أكد أنه من خلال هذا العمل ضرب عصافير عدة بحجر واحد، أولها التحلي بالشجاعة في طرح موضوع يعتبر من الممنوعات المضروب عليها الصمت المطبق، بسبب الطريقة الرئيسية لانتقال فيروس الداء وإخراجه للعلن و للنقاش، انطلاقا من مدينة محافظة مثل ميلة للوقوف على مخاطره وضرورة الوقاية منه. والقضية الثانية مرتبطة بزيف الدعاية الغربية التي ينبهر بها أبناؤنا و تصديقهم للأخبار الكاذبة التي منها تنطلق كبريات المشاكل حسبه. وقال المتحدث بأنه يستعد حاليا لتصوير سلسلة فكاهية من15 حلقة بميلة، تحت عنوان " مغامرات عليلو" لعرضها على التلفزيون الجزائري خلال شهر رمضان القادم".
 أما ليندة برباج كاتبة القصة و السيناريو فقالت أنها تؤمن بالحكمة القائلة بأن الإخراج هو اغتيال لصاحب النص مشيرة أن مسري الهواري عالج الموضوع بطريقة فنية وسينمائية مغايرة نوعا ما، لهدفها من كتابة القصة، لكن عمله يتميز بمستوى فني راق.

 إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى