خيم الشاي في قلب مدن الشمال تستقطب مئات الزبائن
يلجأ الكثير من أصحاب المقاهي  ببعض ولايات الوسط إلى تهيئة محلاتهم على النمط الصحراوي، بنصب خيم مهيأة وتوزيع الأرائك و الزرابي عبر هذا الفضاء الذي يعج بالأواني القديمة في ديكور متناسق يشعرك للحظات، بأنك في بيئة صحراوية .
تزايد هذا النوع من الفضاءات الصحراوية بمدن الشمال، على غرار ولاية عين الدفلى، التي باتت تحصي عددا معتبرا من المحلات المهيأة والتي اتخذت طابع الخيمة، سواء الغرداوية أو البشارية او الورقلية، نظرا لطبيعة النسيج و طرق نصبها، إلى جانب قطع الأواني الفخرية و النحاسية والأرائك و الزرابي المفروشة، التي تزيد الفضاء جمالا ومتعة وتمنح الزبائن رحلة بالمجان إلى عوالم الصحراء الجزائرية، خصوصا اذا كان الشاي محضرا بالمواصفات المطلوبة على الجمر، يقدم على ثلاث مراحل للزبائن، حيث يقدر ثمن الإبريق الواحد في حدود 200 دج،  أو 20 دج للكأس الواحد و ترتفع التكاليف في حال طلب المكسرات المعروضة  على الواجهة الزجاجية لإثارة شهية الزبائن، على غرار اللوز ، الفول السوداني «الكوكاو» و الجوز وغيرها.
الاختلاف القائم بين المقاهي العصرية وخيم الشاي، يكمن في نظافة المكان وانعدام التدخين وقلة رجع الصدى للأصوات المزعجة بفعل الزرابي و المفروشات التي تلف المكان من كل اتجاه،  مثلما هو الشأن بالنسبة لخيمة الشاي لصاحبها ابراهيم من مدينة خميس مليانة، الذي اجتهد في نقل التراث الصحراوي للولاية، كما قال، حتى يتسنى للجميع اكتشافه والإحساس بالحياة و متعتها داخل الخيم، خاصة بالنسبة للجيل الجديد المنبهر بالطراز المعماري للدول المتقدمة والأضواء وأصوات الموسيقى المزعجة التي تؤثر، مع مرور الوقت على الصحة النفسية و العقلية للفرد، لكن في هذه الفضاءات يجد المواطن نفسه في حالة استقرار و وضع نفسي مريح، دون قلق أو توتر، رغم وجود إمكانية، كما  يضيف،  أن يكون هذا الفضاء عصريا.  نفس الشعور يتقاسمه معه الزبون الشاب معمر عصمان مؤكدا «كأس تاي و تريح في راسك خير من ضجيج المقاهي «.  و تصادف وجودنا في خيمة الشاي المذكورة، مع تواجد عدد كبير من شباب المنطقة يتابعون مجريات «كان « على شاشة عملاقة في انسجام تارة، و في انفعال على لقطة كروية تارة أخرى، لكن كل واحد ملتزم بمكانه، وهي صورة مصغرة عن متابعة المقابلات الكروية بالمنزل.  و الأهم في كل ذلك أن الجميع ترك مكانه نظيفا وهو شعور نابع من احساس الفرد، كما يرى الشاب كمال في العقد الثالث من عمره، بأن هذا الفضاء أقرب إلى البيت منه من المقهى أو الفضاء العمومي، وعليه من الضروري الاستثمار في هذا النوع من الفضاءات التي تهدف إلى المحافظة على تراث أهلنا في الصحراء الكبرى .                                 
هشام ج

الرجوع إلى الأعلى