الحكواتي صديق ماحي يعيد بعث الحكاية الشعبية بالساحات العمومية

أعاد مؤخرا الحكواتي صديق ماحي، تقليد سرد الحكايات الشعبية بالساحات العمومية بمسقط رأسه سيدي بلعباس ، معتبرا مبادرته بالخطوة الضرورية لاستعادة المكانة الأصلية للحكواتي أو "القوال"ببلادنا. صديق ماحي الذي شارك في العديد من المهرجانات الوطنية و الدولية للفنون و الحكاية الشعبية من بينها حفل الإنسانية بباريس ومهرجان ريو لوكو بتولوز بفرنسا و مهرجان الكونغو للحكاية  و مهرجان فنون الحكاية بالأهقار بتمنراست وغيرها من التظاهرات السردية  التي احتضنتها  تونس و إفريقيا الوسطى، قال للنصر، بأن عناصر العرض تكتمل أكثر بالساحات العمومية، حيث يشّكل المارة الذين يتحوّلون إلى جمهور حقيقي بمجرّد انطلاق السرد، الحلقة الأساسية في مشهد الحكاية. و أضاف محدثنا بأن المبادرة ليست بالجديدة بل هي تقليد قديم بمجتمعنا، و جذوره ضاربة في عمق تراثنا الشعبي، حيث كانت الأسواق الشعبية، فضاء أساسيا بالنسبة لمحترفي فن الحكاية، الذين ساهموا في الحفاظ على هذا التراث طيلة قرون. و علّق بأن دولا كثيرة سبقتنا في إعادة بعث عروض الشارع و الساحات العمومية،  قائلا :"حان الوقت لنقوم نحن أيضا بإحياء هذا التراث المهم في مكانه الأصلي، لمنح فرصة للجمهور للاطلاع على التراث و محاولة نقله بنفس طريقة الأجداد".     و ذكر بأنه كان قد خاض التجربة في بداياته و لم يتخل عنها، حتى خلال العشرية السوداء، لما وجده من تشجيع و رضا الجمهور الذي زاده حماسا للمواصلة، آسرا بأن بداياته كانت بالحي الذي يقطن به بسيدي بلعباس.
و أضاف بأن أصدقاءه كانوا يحضرون كل يوم، تقريبا في نفس الموعد في حوالي الساعة الخامسة مساء، و يلتفون حوله في شكل حلقة، فوجد نفسه يمارس طريقة الأجداد في سرد الحكايات الصالحة لكل زمان و مكان، مثلما قال.
مريم.ب

الرجوع إلى الأعلى