نفى الممثل محمد الطاهر زاوي، أن يكون هناك جزء ثالث قيد التحضير من مسلسل « مشاعر»، وتحدث في هذا الحوار عن الأسباب التي تؤخر ظهور الممثلين الجزائريين من خارج العاصمة، كما كشف، عن العوامل التي تجعل من المخرجين الأتراك متفوقين في الدراما و السبب الذي يدفع بالمنتجين الجزائريين إلى تصوير الأعمال التليفزيونية في تونس.

حاوره: حاتم بن كحول
أمارس الفن كهواية وليس كمهنة
ـ تحمل في جعبتك شهادات هامة في تخصصات مختلفة كيف انتقلت من التخصص التقني إلى الفن؟
ـ محمد الطاهر زاري: فعلا، أملك شهادة مهندس دولة في الإعلام الآلي وتقني سامي في الحركة الجوية، أعمل حاليا في الملاحة الجوية في مطار باتنة الدولي، كما أنني ممثل مسرحي وتلفزيوني، وأمارس الفن كهواية وحبا فيه وليس كمهنة.
ـ دخلت مباشرة إلى عالم الفن من خلال أدوار البطولة، رغم أننا لم نر لك أعمالا عرفت بك مسبقا، فهل ذلك وليد الموهبة فعلا؟
ـ وجب التذكير بأني مارست التمثيل قبل 30 سنة في مدينة باتنة، مع جمعية آفاق للفنون الدرامية، وللأسف أو لسوء الحظ لم أبرز من قبل لأني ذهبت ضحية التوزيع الجغرافي خاصة وأن التمثيل في بلادنا يعتمد على المركزية وتحديدا العاصمة.
لا أعتقد فعلا أنني الوحيد هنا، فهناك العديد من الممثلين الموهوبين الذين ظلمتهم الجغرافيا والعزلة إن صح القول.
ـ هل تقصد أن المخرجين يفضلون ممثلين من العاصمة ولا يعتمدون فعلا على  تجارب الأداء؟
ـ نعم، كل الانتاجات تكون في العاصمة، والمنتج لا يكلف نفسه عناء برمجة  تجربة أداء أو « كاستينغ» للبحث عن الوجوه والمواهب، إلا القليلين منهم، وهو ما أخر ظهوري شخصيا، فلم تمنح لي الفرصة كغيري من أبناء الولايات لأظهر على الشاشة،  وأتذكر أن أول تجربة خضتها كانت سنة 2009 على خشبة المسرح الوطني. مع ذلك فقد كان أول عمل أشارك فيه دور البطولة، هو مسلسل «عيسات إيدير» للمخرج الأردني  كمال لحام، الذي أراد ممثلا يتقن الحديث باللغة العربية الفصحى، فبرمج حينها تجربة أداء وطنية و قادتني الصدفة إليه، بعد أن شاهدني شخص أتحدث باللغة العربية على خشبة المسرح، فاتصل بي ليتضح فيما بعد أنه مساعد المخرج واقترح علي أن أشارك في «الكاستينغ « ليتم اختياري مباشرة للتمثيل، وهناك تعرف علي الجمهور في التلفزيون ومنها استفدت من بعض الأدوار وحاليا اسمي معروف على الساحة الفنية وقد عرفت عند الجمهور العريض، قبل ثلاث إلى أربع سنوات ماضية، خلال مشاركتي في مسلسلات في أدوار شبه رئيسة، أهمها دور «جعفر» في مسلسل مشاعر.


ـ انسجمت مع هذا الدور و أديت الشخصية الشريرة بكل إتقان فهل هذا راجع لتشابه تلك الشخصية مع شخصيتك الحقيقية؟
ـ لا لا (يضحك)، شخصيتي مختلفة تماما، وبالعكس هما شخصيتان متضادتان، مهم جدا في أي عمل سينمائي أو تلفزيوني أن يكون السيناريو قويا، برعت في دور جعفر في مسلسل مشاعر، لأن السيناريو مكتوب جيدا و الكاستينغ قوي وساعد على اختيار ممثلين جيدين لتجسيد الشخصيات
كما لعب المخرج المبدع والتقنيات القوية دورا في رفع قيمة العمل والأداء والصورة والإخراج وغير ذلك، ولعل  هذا هو ما جعلني أحب تجربة المسلسل، و أرفع التحدي لأقدم شخصية تختلف عني، والسحر في التمثيل هو أن تغير من شخصيتك وتتقمص شخصيات أخرى، وشخصية جعفر، كانت مكتوبة بشكل جميل جدا لذلك أحببتها ومنحتها كل شيء، وأتذكر أني كنت أتدرب على تأدية الدور بمفردي وتخيلته كيف يتكلم ويمشي ويتعامل حتى وإن كانت شخصية شريرة و متجبرة ومتسلطة إلا أنها شخصية تعاني من الحرمان من عاطفة الأبوة، حتى أن «جعفر» سقط في الفخ بسبب غبنه الذي كان عبارة عن نقطة ضعفه.
ـ هل تحضرون لجزء ثالث من مسلسل مشاعر؟  
ـ للأسف لا يوجد جزء ثالث، كان هناك حديث عن احتمال تصوير جزء آخر مع انتهاء تصوير الجزء الثاني، ولكن لأسباب ومشاكل إنتاجية مادية بحتة تم التخلي عنه، وجب التذكير، بأنه صُوّر في تونس وبطاقم تركي وسيناريو تركي وبإنتاج مشترك بين قناتين، وميزانيته كبيرة جدا، وقد  تعمدوا حقيقة ترك النهاية شبه مفتوحة على أساس أن هناك أملا في أن يكون هناك جزء ثالث، ولكن حسب علمي فقد تم التخلي عن الفكرة.
ـ  هل تميز هذا الفيلم له علاقة بالمخرج التركي ؟
ـ  بصمة المخرج التركي كانت واضحة وبعض المتتبعين ظنوا أنه مسلسل تركي بفضل جودة الصورة وطريقة الإخراج وحتى الديكور، الأتراك لهم بصمتهم في الأعمال الفنية، المخرج كان متطلبا في الديكور والأزياء والإخراج ونسبة معتبرة من نجاح المسلسل تعود له ولطاقمه.
ـ يبدو أنك فخور جدا بهذا العمل ؟
 نعم كنت أحب كثيرا دوري في هذا العمل، ولكن وجبت الإشارة إلى أن المخرج التركي وضع في شخصي كامل الثقة ولم يكن يوجهني أحيانا، كنت أمثل بأريحية سواء في التحرك أو في الأداء وهذه الثقة منحتني راحة أكبر، ولما يمنحك مخرج هذه الثقة تؤدي دورك أفضل وترتاح أكثر أشير أيضا إلى أن الممثلين المتميزين الذين شاركوني في العمل رفعوا من المستوى وساهموا في نجاح المسلسل على غرار حسان كشاش ونبيل عسلي.
ـ لماذا هذا التوجه نحو إنتاج و تصوير الدراما في تونس؟
ـ  أنا أتحدث عن مسلسل مشاعر لأني شاركت فيه، أظن أن سبب اختيار هذا البلد، هو أن القصة مبنية وكتبت على أساس أن تدور الأحداث في تونس بعد تنقل جزائريين من بلدهم إلى هناك، أما الأسباب الأخرى فتتمثل ربما في توفر الديكورات و سهولة الحيازة على رخص التمثيل، أظن أن الحصول على ترخيص بالتصوير في الجزائر، يتطلب وقتا وهو ما قد يعطل الإنتاج وبالتالي إنفاق أموال أكثر.

ـ هل كان صعبا عليك الانتقال من الشخصية القوية الشريرة في هذا العمل إلى الشخصية الهادئة البسيطة في « يما»؟
ـ مسلسل «يما» مختلف، فدوري فيه كان أقل بروزا وأقل تأثيرا من مسلسل «مشاعر»، لأن الشخصية كانت مكتوبة بتلك الطريقة واتصلوا بي في الجزء الثاني وكنت مرتبطا بالتمثيل في مسلسل مشاعر، ومثلت الجزء ولم أحب جدا شخصية أشرف، لأنها بعيدة كل البعد عن شخصية جعفر من حيث القوة والقصة، أظن أنه لا مجال للمقارنة بين الدورين ولكني لست نادما على التجربة.

الرجوع إلى الأعلى