ترحيل 48 عائلة من حي باردو بقسنطينة
استفادت، أمس الأربعاء، 48 عائلة بحي رحماني عاشور المعروف باسم «باردو»، بوسط مدينة قسنطينة، من عملية ترحيل نحو سكنات جديدة تقع بمدينة علي منجلي، في إطار برنامج القضاء على السَّكن الهشّ والتجمُّعات القديمة المهدَّدة بالانهيار، وهذا بإشراف ممثلين عن الدائرة وبلدية قسنطينة وكذا ديوان الترقية والتسيير العقاري.
وباشرت المصالح المذكورة عملية الترحيل في الصباح الباكر، من خلال شحن أثاث منازل العائلات المرحلة بهذا القرار، والواقعة ضمن التجمعات السكنية رقم 5، 17، 21، 41 و46، أسفل مسجد الشنتلي، عقب حصول المعنيين على وصولات الاستفادة المسبقة من سكنات اجتماعية ضمن برنامج السكن الهشّ، العام 2011، حيث تمَّ إعلام مجموع الأسر يوم الاثنين بمباشرة العملية صبيحة الأربعاء، حتى تحضِّر مستلزماتها للرَّحيل نحو المدينة الجديدة علي منجلي، وتحديدا بالوحدة الجوارية رقم 20، بالتوسعة رقم 1، وهو ما جرى في ظروف عادية، عبر تسخير عمال شركة «بروبكو» التابعة لمؤسسة النظافة بالبلدية.
وشملت العملية قاطني منازل هشة و جزءا كبيرًا من قاطني أكواخ قصديرية مهدّدة بالسقوط على رؤوس ساكينها في أيَّة لحظة، والذِّين ناشدوا سلطات الدائرة والبلدية، مرارا، بترحيلهم، خاصَّة بعد سقوط سيدة العام 2013، من إحدى البنايات الهشَّة، و تعرضها لكسور مختلفة بالجسم، بعدما تدحرجت لعشرات الأمتار بين الأشجار في منحدر يؤدي إلى الطريق المارِّ أسفل التجمع السكني، المكوَّن أساسا من بنايات تعود للعهد الاستعماري.
من جهة أخرى، دعت 15 عائلة بذات الحي، وخاصَّة بالتجمعين السكنيين 41 و17، والي الولاية ورئيس الدائرة، إلى إعادة النَّظر في قرار الترحيل دون احتساب وضعية المتزوِّجين الجدد ضمن العائلة الكبيرة، حيث لم يتمّ، كما قالوا، إحصاؤهم بالعملية التي أجريت منذ حوالي ثلاثة أسابيع، وطالبتهم السلطات بمغادرة المنازل قصد هدمها أو تشميعها، إذ لم يشملهم القرار وأخرج أثاثهم بالقُوة، حسبهم.
وأكَّد الشباب المتزوجون حديثا في تصريح للنصر، أنَّهم غير مستعدين للعيش بشقة لا يتجاوز عدد غرفها ثلاث، مع ذويهم، مفضلين البقاء بمنازلهم القديمة إلى حين إيجاد حلٍّ من طرف الوالي عبدالسميع سعيدون أو رئيس الدائرة، خصوصا وأنَّ اللجنة التي قامت بإعادة إحصاء المعنيين منذ مدَّة، استفسرتهم عن مدى قبلوهم ترك المنازل القديمة، والاستفادة من شقق بالمدينة الجديدة، فردُّوا بالقبول، في حين «أقصيت» عائلة لتواجد ربِّ الأسرة بإحدى المؤسسات العقابية.
هذا وقدَّم مسؤول المندوبية البلدية سيدي راشد، مزيود صلاح الدين، رفقة ممثلي الدائرة و ديوان «أوبيجيي»، تعليمات ميدانية بهدم المنازل الشاغرة فورا، حتى لا يعود غرباء ليحتلُّوها في جنح الظَّلام، و ذلك عبر تسخير عمال مؤسسة النظافة «بروبكو» لتجسيد الهدم، رغم صعوبة المهمة.
للإشارة فقد باشرت السلطات الولائية عملية ترحيل واسعة بالحي الشعبي «باردو» سنة 2008، مسَّت مئات العائلات فيما رفضت أخرى مغادرة ملكياتها، على أن تُبرمج أخرى مستقبلا للقضاء على السكنات الهشة بذات المنطقة.
فاتح خرفوشي

الرجوع إلى الأعلى