خطر الانهيار يهدد 80 عائلة في عوينة الفول بقسنطينة
أظهرت خبرة فنية أجريت مؤخرا على عدد من سكنات شارع 20 أوت 55، عوينة الفول العلوي، بوسط مدينة قسنطينة، أن 24 بناية قديمة مهددة بالسقوط، حيث تقطنها عشرات العائلات التي تطالب بالترحيل إلى شقق جديدة لإنقاذها من خطر الانهيارات الذي يزداد مع اقتراب فصل الشتاء.
الخبرة أجريت بطلب من جمعية «النداء» بالحي المذكور، و التي أكد رئيسها، زهير سياري، للنصر، بأن الخبير المعتمد الذي تمت الاستعانة به عاين المنازل المتضررة التي تقطنها 80 عائلة «يلزم ترحيلها بشكل استعجالي»، كونها تقطن بنايات متهالكة وآيلة للوقوع في أيَّة لحظة و هي نتائج سيتم استغلالها، حسب المصدر ذاته، لتكوين ملف متكامل سيودع لدى مصالح الدائرة.
و اطلعت النصر على تقارير مدعومة بالصور تخص عددا من البنايات المعنية، جاء فيها أن بعض المنازل «تفتقر لأدنى الشروط المتعلقة بالسكن» و بأن درجة الرطوبة بها عالية جدا، و تضمّنت نتائج إحدى المعاينات الميدانية أن هناك بناية «في حالة جد سيئة» و بأن «احتمال انهيار بعض أجزائها وارد جدا» كما ذكر الخبير أن أجزاء مكونة لهيكل السكن، ضعفت مقاومتها.
قرار الاستعانة بخبير تقني جاء حسب رئيس جمعية «النداء»، بعد ورود تقارير عن الحي إلى مسؤولي البلدية والدائرة، قال إنها لم تصنف بنايات عوينة الفول العلوي ضمن السكنات الهشَّة، بما يعني برمجة عمليات ترميم فقط على مستواها، بدل إحصاء العدد الرسمي للعائلات «المهدَّدة» وترحيلها، غير أنَّ الواقع يثبت العكس، يضيف السيد سياري، الذي أكد قدم التجمُّع الذي تعود بناياته إلى القرن الـ 19، وبداية القرن الـ 20، وهو ما تظهره اللافتات المعلَّقة على مداخل العمارات والمنازل الفردية.
و شهدت منطقة عوينة الفول منح حصَّة معتبرة من السكن أواخر سنة 2016، بعد إحصاء المتضررين والبناءات الهشة بالجهة السفلية، المسماة نهج قايدي عبدالله، إلى جانب أرض عميروش، في 2011، دون أن تشمل العملية العائلات المعنية بشارع 20 أوت 55 و التي كانت قد رفعت طعونا لدى مصالح الدائرة، لكن قضيتها لا تزال عالقة، يضيف سياري.
وتظهر بوضوح التشقُّقات على بنايات حي عوينة الفول العلوي، نظرا لقدمها، وهذا بالواجهات الخارجية وحتى الجدران الداخلية، فيما تنبعث رائحة الرطوبة والعفن من داخل البيوت التي تضمُّ أكثر من عائلة واحدة بكل منزل، بينما زاد تحرّك انزلاق التُّربة جرَّاء وجود المياه أسفل الحي، الأمور سوءا.  
ويدعو السكان رئيس الدائرة والوالي إلى التحرُّك وإيجاد الحلول اللازمة، قبل سقوط المزيد من المنازل ووقوع ضحايا، دون تعداد المصابين بأمراض تنفسية خطيرة جرَّاء الطفيليات المتكونة من الرطوبة وقدم الأخشاب والجصِّ المستعملة في بناء السكنات، ما أدى قبل أيام إلى سقوط سقف بيت على سيدة في العقد السابع من العمر، حيث أصيبت بجروح استدعت إسعافها من قبل مصالح الحماية المدنية.
يذكر أنَّ حادثة انهيار مفاجئ لجدار على سقف بيت بشارع 20 أوت 55، بداية شهر أكتوبر الفارط، لا تزال عالقة في الأذهان، حيث شهدت وفاة عجوز طاعنة في السنِّ، نجا زوجها وابنها، بأعجوبة. و سبق لرئيس دائرة قسنطينة، عز الدين عنتري، أن أكد في تصريح صحفي أن سنة 2019 ستكون موعدا لتصفية وضعية كامل حاملي الاستفادات المسبقة من السكن الاجتماعي، و إنهاء معاناة قاطني المدينة القديمة، والمنازل الواقعة في مناطق الانزلاق.
فاتح خرفوشي

الرجوع إلى الأعلى