تثبيت أرضية المستشفى الجامعي الثاني و إدخال تغييرات على المخططات
لا يزال مشروع إنجاز مستشفى جامعي جديد على مستوى ولاية قسنطينة مجمدا، رغم تثبيت الأرضية الخاصة به و انتهاء الدراسات في وقت سابق، و كذلك الحاجة الماسة إلى هذا المرفق الطبي، الذي من شأنه القضاء على مشاكل الضغط المسجلة بمصالح مستشفى ابن باديس، و كذا وضع حد لعراقيل التكوين، حيث يطالب المختصون بالإسراع في تجسيد هذا المشروع، الذي كان يفترض دخوله حيز الخدمة قبل حوالي سنتين.
و يعود الإعلان عن إنجاز مستشفى جامعي ثان بقسنطينة، إلى سنوات سابقة، حيث اختيرت أرضية لاحتضانه تقابل جامعة قسنطينة 3 بالمدينة الجديدة علي منجلي، و تمتد على مساحة 40 هكتارا، و تم إعداد الدراسات الخاصة بالمشروع، و كذا اختيار مجمع فرنسي نمساوي لتجسيده، كما تم تقديم عرض مفصل حوله، خلال زيارة لوزير الصحة الأسبق عبد المالك بوضياف، و قد قدمت عدة ملاحظات حينها تتعلق بمراعاة الحركة السكانية للمنطقة، و كذا الأخذ بعين الاعتبار أهمية بناء بعض المصالح، غير أن المشروع عرف عراقيل بعد ذلك، تمثلت في إشكالية تعويض الملاك، ثم تأثير البناء على المجال الجوي للمطار، قبل أن يجمد لأسباب مالية.
بالمقابل، أبقت الحاجة الماسة لتجسيد هذا المشروع على أرض الواقع، الحديث عنه متواصلا في أوساط سكان الولاية، و كذا بين الناشطين في المجال الطبي و الطلبة و شبه الطبيين، فالمستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس لم يعد يستوعب الكم الهائل من الضغط المسجل بمختلف مصالحه، بالنظر إلى التوافد الهائل للمرضى من قسنطينة و حوالي 15 ولاية بشرق البلاد.
و تعقد الآمال على أن يفتح تجسيد هذا المرفق، آفاقا جديدة للاستشفاء على مستوى ولاية قسنطينة، و بالمدينة الجديدة علي منجلي التي رقيت إلى مقاطعة إدارية، كما أنها تضم كثافة سكانية عالية تقارب 500 ألف نسمة، وهي مدينة لا تزال مفتوحة على توسع عمراني و ديموغرافي، و بالتالي فهي في أمس الحاجة إلى مؤسسة صحية من هذه النوعية.
من جهة أخرى فإن المستشفى الجامعي الجديد سيسمح بتحسين التكوين، خاصة أن قسنطينة تضم أحد أفضل كليات الطب على المستوى الجزائري، غير أن مستشفى ابن باديس و كذلك بعض المؤسسات الصحية بالولاية، لم تعد توفر الفضاء العلمي و الأكاديمي للأطباء الداخليين و المقيمين، و هو ما تحدث عنه البروفيسور قيطوني ياسين مدير النشاطات الطبية و الشبه طبية بالمؤسسة الاستشفائية المذكورة، حيث تساءل عن سبب عدم انطلاق المشروع، الذي كان يفترض أن يستلم حسبه، خلال شهر مارس من سنة 2017، مؤكدا بأنه الحل الوحيد لتخفيف الضغط على مستشفى ابن باديس، الذي يشهد تدهورا في مختلف مرافقه، و هو نفس ما ذهب إليه عميد كلية الطب بجامعة قسنطينة 3 البروفيسور محجوب بوزيتونة، الذي يرى بأنه الأمل الوحيد في تحسين مناخ التكوين الطبي.
بالمقابل فسيكون تجسيد هذا المشروع ذا فائدة بالنسبة لطلبة الطب، خاصة بعد أن تم تحويل الكلية إلى جامعة صالح بوبنيدر، منذ حوالي 3 سنوات، ما سيقرب المسافة بين الجامعة و الكلية، و بالتالي القضاء على مشكل التنقل لأكثر من 20 كيلومترا بين المرفقين، كما هو عليه الحال في الوقت الراهن بالنسبة لبعض السنوات.
و قد أكد مدير الصحة لولاية قسنطينة السيد بن خديم العيد عبد الغني، في تصريح للنصر، بأن الدراسة الخاصة بالمستشفى الجامعي الجديد جاهزة، كما تم الحفاظ على نفس الأرضية التي اختيرت سابقا، مع تغيير المخطط الهندسي من خلال التقليص من عدد الطوابق، و بالتالي إزالة التحفظ المسجل سابقا فيما يتعلق بالتأثير على المجال الجوي للمطار، مضيفا بأن مصالحه تنتظر فقط الضوء الأخضر من السلطات المعنية، من خلال رفع التجميد عن هذا المشروع الذي وصفه بالهام.              عبد الرزاق.م

الرجوع إلى الأعلى