عرفت نهاية الأسبوع، مختلف الأحياء والشوارع المعروفة بحركيتها التجارية في ولاية قسنطينة، توافدا كبيرا من طرف العائلات بعد الإفطار، وذلك تحضيرا لعيد الفطر، ما خلف اكتظاظا وازدحاما مروريا كبيرين، فرغم ارتفاع عدد إصابات كورونا إلا أن المتسوقين لا زالوا يتعاملون مع البروتوكول الصحي بتهاون.
وخرجت العائلات القسنطينية بقوة خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان، حيث اختارت توقيت ما بعد الإفطار لتكون المراكز التجارية المقصد الأول لها، من أجل  اقتناء لباس العيد ومستلزمات صناعة الحلويات، ففي المقاطعة الإدارية علي منجلي عرفت الشوارع حركية كبيرة منذ 3 أيام، بعد أن كانت شبه خالية في أول 20 يوما من رمضان، حيث عرفت الطرقات والمحاور الحيوية ازدحاما مروريا خانقا بداية من الساعة الثامنة والنصف ليلا، مع تعطل في حركة المركبات عند المداخل الأربعة المؤدية إلى وسط المدينة، ليتواصل الازدحام إلى غاية دقائق قليلة قبل منتصف الليل، توقيت بداية الحجر المنزلي.
ركن عشوائي يعقد وضعية المرور
ويزيد الازدحام المروي عند الاقتراب أكثر من وسط المدينة وتحديدا بالطرق المؤدية للمراكز التجارية وتلك القريبة منها، على غرار ما هو مسجل في المحور الرابط بين حي كوسيدار وفضاءات التسوق، فيما يقوم بعض المواطنين بركن مركباتهم بصورة عشوائية ما يزيد من حدة الاختناق، بينما يسير بعض المارة في الطريق عوض استعمال الأرصفة وسط حالة من الفوضى.
ويتواصل الازدحام المروري بالطريق المؤدي إلى المركز التجاري «رتاج مول»، حيث يستغرق الراغب في التسوق وقتا من أجل عبور 50 مترا، كما كانت كل الحظائر المحيطة بهذا المرفق ممتلئة عن آخرها، ليضطر السائق للقيام بعدة وجولات بالوحدات القريبة من وسط المدينة بحثا عن مكان للركن.
كما انتشر الباعة الفوضويون بشكل كبير بالمكان، فقد اتخذوا من الأرصفة وحواف الطرقات مكانا من أجل عرض سلعهم المتمثلة أساسا في ألبسة رجالية ونسائية وخاصة بالأطفال، و ذلك وسط إقبال كبير من طرف الزبائن. و تحدى هؤلاء المتسوقين الظلام الذي يخيم على وسط مدينة علي منجلي، حيث تبقى الإنارة العمومية ضعيفة جدا.
محلات تختنق بالزبائن
وبالوحدات 5 و 6 و7 أين تكثر المحلات والمراكز التجارية، لاحظنا أن جل المتسوقين لم يحترموا البروتوكول الصحي الذي يحول دون إصابتهم بالفيروس، حيث ظهر جل من وقعت أعيننا عليهم دون كمامات سواء داخل الأماكن المفتوحة أو المغلقة، كما ضرب التجار تعليمة التباعد الاجتماعي عرض الحائط، فقد كانت أجساد الزبائن متلاصقة، في وقت كان جميع التجار يضعون ملصقات تحسيسية على واجهات المحلات تدعو لارتداء الكمامة واحترام مسافة التباعد.
وتكررت نفس المشاهد التي بينت التهاون الكبير في تطبيق البروتوكول الصحي سواء من طرف التجار أو المتسوقين، وذلك في المحلات المحاذية للمركز التجاري الواقع بالوحدة الجوارية 2، أما في «رتاج مول» فقد تم تجنيد أعوان أمن يسهرون على مراقبة الزبائن ودفعهم على ارتداء الكمامات قبل الدخول، كما يسمح تجار بدخول عدد معين فقط للمحلات.
ولم تختلف الأجواء كثيرا بوسط مدينة قسنطينة، حيث عادت الحركة لتدب بالمدينة القديمة بعد أن عاشت جمودا خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل وحتى السنة الماضية بسبب إجراءات الحجر المنزلي، فقد امتلأت الشوارع بالعائلات لأول مرة منذ سنوات، وعرفت حيوية كبيرة، ويتعلق الأمر بالمسالك المؤدية من وإلى شوارع بلوزداد و عبّان رمضان و بن مليك، وكذلك بشارعي العربي بن مهيدي «طريق جديدة» و شارع ديدوش مراد «رو دو فرانس» مرورا على ساحة أول نوفمبر «لابريش».
و رافق الازدحام المروري، تواجد مكثف للمارة على جوانب الطرقات وعلى الأرصفة، كما كانت حديقة بن ناصر مكتظة بالعائلات، فيما استغل بعض الشبان هذا الوضع، من أجل السيطرة على حظائر غير قانونية للسيارات، على غرار الحظيرة الواقعة في محيط دار النقابة والتي كانت شاغرة خلال أول 20 يوما من شهر رمضان.
وبشارع «رو دو فراس»، الأكثر جذبا للمتسوقين، انتشر الباعة الفوضويون إلى غاية مدخل شارع سوق العصر، وكانت السلع المعروضة للبيع عبارة عن ألبسة وأفرشة ومستلزمات منزلية وأدوات تستعمل في صنع الحلويات التقليدية، والتي تفضل العائلات اقتناءها بعد الإفطار لتجنب التسوق وسط مشقة الصيام و لعدم تمكن أفرادها من القيام بذلك نهارا بسبب العمل.
كما تكررت نفس مظاهر التهاون، حيث لم يكن جل المتسوقين يضعون كمامات، أما من ارتدوها فقرروا خفضها إلى الأسفل نحو الرقبة، ولم يكن هناك احترام لمسافة التباعد الاجتماعي، سواء بوسائل النقل أو بالأماكن العامة أو بالمراكز والمحلات التجارية.
وارتفع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا بقسنطينة كثيرا في الأيام القليلة الماضية، حيث سجلت الولاية 18 إصابة في ظرف 24 ساعة أول أمس، وقد أعادت السلطات تطبيق الحجر المنزلي بداية من منتصف الليل، بينما أطلقت مصالح مديرية الصحة حملة لتحسيس المواطنين بضرورة الالتزام بالبروتوكول الوقائي ضد فيروس كوورنا، لتشمل الأسواق والمساحات العامة و وسائل النقل، وذلك نظرا لحالة التراخي المسجلة.
حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى