تعرف مخابر التحاليل الطبية التابعة للخواص بقسنطينة، إقبالا كبيرا من طرف الحالات المشتبه بها لإجراء اختبارات الإصابة بفيروس كورونا، حيث يؤكد مسيروها أنهم سجلوا الكثير من الحالات التي أصيبت بالعدوى لثلاث مرات فيما سجل تراجع بقرابة 70 بالمئة في أسعار اختبارات فحص «أنتيجينيك».

و وقفت النصر أمس، في جولة ميدانية شملت العديد من المخابر، على وجود عدد كبير من الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس من مختلف الفئات العمرية، حيث كانت تصطف في طوابير من أجل إجراء اختبارات الفحص، في حين كان البعض ينتظر دوره خارج قاعات التحاليل إذ منعت بعض المخابر الحالات المشتبه بها من الدخول من خلال تخصيص غرفة لأخذ العينة والانتظار خارجا حتى ظهور النتائج بعد ساعة أو أقل.
 ومما يلاحظ في الموجة الرابعة، أن غالبية الحالات التي قصدت المخابر من الفئة التي تتراوح أعمارها ما بين 20 إلى 30 عاما، حيث وجدنا بعضهم يسأل عن كيفية إجراء التحاليل كما بدت علامات المرض والتعب بادية عليهم، مقابل تراجع في عدد الحالات من الفئة الكبيرة للسن.
والتقينا بشاب يبدو في العشرينيات من العمر، حيث قال  إن أعراض المرض ظهرت لدى شقيقه قبل ثلاثة أيام قبل أن تظهر لديه لكنها، مثلما قال، «أنفلونزا خفيفة» غير أنه آثر أن يجري التحاليل حتى  يتأكد  من إصابته، في حين كان شباب متجمعين خارج المخبر ينتظرون النتائج قبل أن تظهر بأنها إيجابية ويغادروا باتجاه الترامواي.
وذكر لنا مخبريون، بمخبر وسط المدينة، أن عدد الحالات الإيجابية مرتفع بشكل كبير في هذه المرة، حيث أنها تشكل ما يفوق 70 بالمئة من بين  عدد التحاليل المجراة خلال 3 أيام الأخيرة، مؤكدين أن منحى الإصابات في هذه الموجة مرتفع بشكل كبير مقارنة بالموجة السابقة.   
وذكر محدثونا، أن غالبية الحالات التي تقصد المخابر تصرح بأنها تعرضت لنزلة برد قبل أن تكتشف بأنها مصابة بالفيروس، في حين ذكروا أنهم سجلوا العديد من الحالات التي أصيبت لثلاث مرات، كما سجل إصابة عدد كبير من الأشخاص الذين مرضوا في  الصيف الماضي، ثم أصيبوا مرة أخرى بمتحور أوميكرون الجديد.  
وأفاد مدير مخبر آخر، أنه لاحظ بأن عدد الإصابات قد ارتفع بشكل كبير قبل 12 يوما على الأقل من خلال عدد الفحوصات التي كانت تجرى على مستوى المخبر، حيث سرعان ما تنفد كل الاختبارات التي يتم جلبها، لكنه أشار إلى وجود وفرة كبيرة من مختلف الجهات التي تمون المخابر والمستشفيات بمختلف الوسائل والتحاليل، خلافا للموجات السابقة أين سجلت ندرة في بعض الاختبارات.
وأكد محدثنا، أن المخبر يجري يوميا 300 فحص، 60 بالمئة منها إيجابية، في حين أن الكثيرين تشخص لهم سلبية بسبب إجرائهم لاختبارات دون أن تظهر لديهم أعراض، حيث أوضح بأن اختبار «أنتيجنيك» يكشف العدوى بعد ظهور الأعراض وليس قبلها، خلافا لفحص «بي سي آر»، الذي يكشف عنها بدقة حتى ولو لم تلاحَظ الأعراض.
وتابع محدثنا، أن ما يلاحظ خلال هذه الموجة هو أن الكثير من الحالات الوافدة، قد أصيبت بالفيروس في شهر أوت الماضي، ثم أصيبت مرة أخرى في هذه الأيام، وهو وضع مخالف تماما للموجات السابقة، أين كانت تسجل حالات قليلة لأشخاص مرضوا لمرتين، كما أشار إلى إصابة أشخاص ملقحين لكن عددهم قليل جدا.
اختبار «أنتيجينيك»
 بـ 2000 دينار
وأضاف مدير المخبر، أن الفحوصات لدى الخواص ساهمت بشكل كبير في التخفيف من الضغط عن المؤسسات العمومية والتحكم نسبيا في الوضع، إذ أن الكثيرين وفور تأكيد إصابتهم يقتنون الدواء من الصيدلية المجاورة ويغادرون دون التوجه إلى المستشفيات، وهو تصرف خاطئ جدا إذ يجب بحسبه، التوجه إلى المؤسسات الصحية فور ظهور النتائج.
و وقفنا بمخبر خاص آخر، على عرضه لاختبار «أنتجينيك»  بمبلغ ألفي دينار في حين أن ثمنه كان بـ 3500 دينار قبل أشهر قليلة فقط، في حين انخفضت تحاليل المضادات الجينية «سيرولوجي» إلى 2500 دينار، حيث أشار مسيره إلى أن أسعارها تراجعت بشكل كبير في الأسواق العالمية وهو ما انعكس على السوق الوطنية، مؤكدا أن هامش ربحه محترم وكل الأسعار المتداولة خارج هذا الإطار مبالغ فيها.
وأكد لنا المتحدث، أن سعر الفحص أنتيجينيك يكلف في الدول الأوربية، مبلغ 2 أورو على الأكثر، إذ أنه وفي حال التخفيض من تكاليف الشحن وغيرها من المصاريف الأخرى، فإن سعر الاختبار لن يتجاوز ألف دينار وفق تأكيده، لكن وقفنا في عدد من المخابر، على أن فحوصات «الأنتيجينيك» التي تقتنى من ممون واحد على المستوى الوطني، تجرى بـ 2500 دينار في حين أن التحاليل السيرولوجية تجرى بـ 2800 دينار، أما أسعار « بي سي أر» فقد ظلت على حالها محددة بـ 8500 دينار إذ أن الإقبال عليه كبير جدا.                         
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى