دعت الحماية المدنية بقسنطينة، المواطنين ومختلف الفاعلين إلى الشروع في اتخاذ إجراءات الوقاية من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، حيث أكدت على ضرورة إنجاز شرائط وقائية لا يقل طولها عن 5 أمتار في محيطات السكك الحديدية وخطوط نقل الكهرباء، فضلا عن الطرقات والأراضي الزراعية، مشددة على الفلاحين بالتوقف عن الحصاد في ساعات ذروة ارتفاع درجة الحرارة.
وانطلقت أمس، القافلة التحسيسية للوقاية من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية من مشتة ذراع بني وقاد  بديدوش مراد و ذلك من تنظيم الحماية المدنية ومشاركة محافظة الغابات والمصالح الفلاحية، بالإضافة إلى ممثلين عن الشركاء والفاعلين ومنظمات المجتمع المدني، و رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية ديدوش مراد .
وأوضح رئيس مصلحة الوقاية بالمديرية الولائية للحماية المدنية، النقيب لقرع عبد الرحمان، أنه تم توزيع مطويات تتضمن التدابير الأمنية للوقاية من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية على الفلاحين، وحثهم على الالتزام بها حفاظا على محاصيلهم الزراعية والثورات الطبيعية.
 وتم في  العملية التي ستستمر إلى غاية 22 من الشهر وتمس مختلف بلديات وأرياف وغابات الولاية، بحسب المتحدث،  تقديم شروحات عن كيفية استعمال المطفأة في بداية نشوب الحريق، وذلك لأجل غرس ثقافة وقائية للحفاظ على أمننا الغذائي والثروة الغابية.
ومن بين التدابير الوقائية المتخذة، أبرز النقيب لقرع، أن مديرية السكك الحديدية وباعتبار أن خطوطها تمر عبر الأراضي الفلاحية، ستعمل على إنجاز شرائط وقائية من خلال حرث 5 أمتار على الأقل بمحيط السكك ما يمنع تطاير شرارات اللهب، وهو ما ستقوم به أيضا مؤسسات سونلغاز، عبر خطوط ومحيطات نقل التيار الكهربائي.
ويشمل هذا الإجراء، وفق محدثنا، حواف الطرقات المحاذية للغابات والمحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة، وكذا وسط الأراضي الفلاحية ذات المساحة الواسعة، إذ سيتم إنجاز شرائط وقائية في الحقول حتى لا تمتد ألسنة اللهب والنيران إلى كل المواقع، علما أن الكثير من المساحات المزروعة قد قضت عليها الحرائق بسبب عدم اتخاذ هذا الإجراء في حين أن الفلاحين الملتزمين به سرعان ما يسيطرون عليها.
ويتمثل دور البلديات والمجالس المنتخبة، وفق رئيس مصلحة الوقاية بالمديرية الولائية للحماية المدينة، في تنظيم أماكن رمي النفايات ومنع الرمي العشوائي بها وحرقها مع اتخاذ إجراءات صارمة ومنع إنشاء أي مفارغ عشوائية بمحيطات الغابات أو الأراضي الزراعية، إذ سجل في الكثير من الحوادث حالات حريق بسبب هذه المشكلة، ولعل أكبر كارثة تسببت فيها مفرغة بلدية ديدوش مراد ممثلة في حريق كبير أتى على مساحات واسعة من غابة جبل الوحش قبل سنوات.
وقدم ضباط وأعوان الحماية المدنية، نصائح للفلاحين تتعلق بصيانة عتاد الحصاد قبل استعماله مع توفير مطفأتين وخزان مائي يجره جرار من أجل ضمان تدخل آني وسريع فور اشتعال النيران، كما ذكر الضابط لقرع، أن تزويد الآلات الحاصدة بأجهزة مضادة للهب يعد أمرا ضروريا جدا.
وشددت الحماية المدنية، على ضرورة توقف الفلاحين عن الحصاد في ساعات ذروة ارتفاع درجة الحرارة، والتي تكون عادة في فصل الصيف ما بين العاشرة صباحا والرابعة بعد الزوال، كما ذكر لقرع أن الحصاد ممنوع في حال قاربت الحرارة معدل 40 درجة، مشيرا إلى أن الحملة التحسيسية، شملت حتى المواطنين القاطنين بمحاذاة الغابات وذلك لدورهم الإيجابي في الوقاية أو للجانب السلبي الذي قد يتسببون به في حالة الإهمال. وقد سجلت ولاية قسنطينة، خلال العام الماضي خسائر معتبرة في المحاصيل الفلاحية ما تطلب تعويض العشرات من الفلاحين عن الأشجار المثمرة وبيوت النحل، فيما أحصت محافظة الغابات، وفق المكلف بالإعلام زقرور علي، احتراق 83.3 هكتارا من المساحات الغابية ببلديات الخروب وقسنطينة وابن باديس. وسُجل احتراق أزيد من 651 هكتارا من الأحراش، ليصل العدد الإجمالي للمساحات المحروقة بالولاية إلى 734.5 هكتارا.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى