تلاميذ يواجهون الموت يوميا بالطريق الوطني 27 بقسنطينة
يضطر عشرات التلاميذ من قرية غمريان الواقعة ببلدية حامة بوزيان بقسنطينة، لقطع عدة كيلومترات مشيا على الأقدام يوميا ، من أجل الوصول إلى متوسطة منطقة الجلولية و العودة منها، و هو ما يشكل خطرا حقيقيا عليهم خصوصا و أنهم يجتازون الطريق الوطني رقم 27 المعروف بكثافته المرورية الكبيرة.
و قد لاحظنا أمس الخطر الكبير الذي يتهدد تلاميذ متوسطة مدني رابح المتجهين نحو قرية غمريان، فزيادة على صعوبة اجتياز الطريق المار على حي الجلولية، يسير الأطفال بجنب المركبات التي يعبر الكثير منها بسرعة كبيرة، دون احترام الإشارات العمودية التي تبين وجود ممر للراجلين و رغم وجود ممهلات ساهمت في تقليل البعض من السرعة.
و لا تتوقف معاناة تلاميذ غمريان عند مشكلة اجتياز الطريق، فقد رافقت “النصر” بعضا منهم في رحلة العودة إلى المنزل منتصف النهار، و وقفت على حجم الخطر الذي يتهددهم على مسافة تفوق كيلومترين، إذ و أمام الحركة المرورية الكثيفة بهذا المحور، يسير التلاميذ بالقرب من مركبات و حافلات تمر بسرعة فائقة و لا يفصلهم عنها سوى سنتيمترات قليلة نظرا لغياب الأرصفة و ضيق حافة الطريق، و هو ما كان سببا في تعرض بعض الأطفال لإصابات قال لنا التلاميذ أن آخرها، كان كسر يد أحد زملائهم بعد أن صدمته مركبة و هو متجه للدراسة.
و قد اشتكى التلاميذ الذين رافقناهم في رحلة العودة، من المتاعب التي يلقونها في فصل الشتاء عندما تتهاطل الأمطار و الثلوج بغزارة و يجبرون على قطع كل هذه المسافة منذ الساعة السابعة صباحا، من أجل الوصول إلى بوابة المتوسطة، خصوصا و أن الإدارة تمنعهم من الدخول في حال التأخر، رغم أنها تعلم بظروف هؤلاء التلاميذ و بأنهم غير مستفيدين من النقل المدرسي، و يضطرون في كثير من الأحيان لركوب سيارات “الفرود».
و أكد التلاميذ أن الكثير من الأسر أوقفت بناتها عن الدراسة  بالمتوسطة، بسبب مشكلة النقل و خوفا عليهن من التعرض للتحرش، خصوصا و أن الظاهرة مسجلة و سببها أصحاب السيارات المارة على الطريق الوطني رقم 27 و الذين لا يتوانون عن إزعاج التلميذات لدى دخولهن و خروجهن من المؤسسة التربوية، و هي ظاهرة طالت حتى الذكور، حيث قال لنا التلميذ عبد السلام أن رجلا “غريب الأطوار” كان على متن سيارة تحمل ترقيم ولاية شرقية، حاول مؤخرا إقناعه بالركوب معه، من أجل إيصاله للمنزل لكنه رفض خوفا من التعرض لمكروه.
رئيس بلدية حامة بوزيان أوضح بأن مصالحه وفرت حافلات النقل المدرسي لتلاميذ القرى البعيدة عن المؤسسات التربوية، وفق “الأولويات و الإمكانيات المتوفرة و القليلة»، بحيث يرى بأن هناك قرى يقطع تلاميذها مسافات أطول للوصول إلى المدارس و معاناتهم تفوق ما يعيشه تلاميذ غمريان، لكنه أوضح بأنه و في حال توفر الإمكانيات يمكن تزويدهم بحافلة نقل مدرسي، و فيما يخص مشكلة اجتياز الطريق أوضح “المير” أنه قد تم وضع ممهلات بالمكان، فيما قدمت مصالحه مقترحا لإنجاز
معبر للمارة.            ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى