مستفيدون من شقق اجتماعية جديدة دون ماء و غاز  
يعاني سكّان المدينة القديمة بقسنطينة، المستفيدون من سكناتٍ اجتماعية بالمدينة الجديدة علي منجلي من انعدام الربط بالمياه والغاز رغم مرورِ أكثر من أسبوع على تسليمهم المفاتيح، حيث ما زالت أشغال التهيئة الخارجيّة مستمرّة، في حين حَرمت المشكلةُ العديد من العائلات من الانتقال إلى شُقَقهم.
وتنّقلنا أمس إلى الحي الجديد بالتوسعة الجنوبية من الوحدة الجوارية 20 والخاص بأكثر من 1700 عائلة من أحياء مدينة قسنطينة القديمة، على غرار القصبة والسويقة ورحبة الصوف تسلّموا مفاتيحهم في ليلة القدر من شهر رمضان، حيث قابلتنا فَوْر وصولنا الكتابات على جدران البناءات الخاصة بالمحولات الكهربائية بمختلف نقاط الحي، وتحمل عبارة “حظيرة سيارات”، لكن أصحابها وضعوا أسماءهم معها للتأكيد على أنها حظائر تابعة لهم. وأخبرنا أحدُ السكان بأنّ الحظائر تم احتلالها وتقسيمها من طرف شبّان من مختلف الأحياء القديمة التي جاؤوا منها، على غرار حظيرة القصبة بالجهة السفلى من الحي وحظيرة سكّان السويقة سابقا بالجهة العلوية.
وأضاف محدّثنا بأنه تم الاستيلاء على ثلاث أراجيح تم نصبها بالفضاء المخصص للعب الأطفال خلال يومي العيد، في حين أكد لنا بأن الحركيّة في المكان ما زالت ضعيفة جدا لأن الكثير من السكان لم يدخلوا مساكنهم بعدُ ولم ينتقلوا إليها. وأضاف مواطنون آخرون من الحي، بأنّ انعدام مياه الشرب والغاز هو ما منعهم من الانتقال إلى الشقق الجديدة، حيث أكدت لهم الجهات المعنية بأنه لا يمكن في الوقت الحالي ربطهم بالمياه، خَوْفًا من أن يكون العديد من القاطنين بالحي لم يقوموا بعد بتركيب الصّنابير الخاصة بهم، ما يهدد بأن تفيض المياه داخل منازلهم، كما امتنعت مصالح شركة توزيع الكهرباء والغاز عن وصلهم بالغاز لنفس السبب بحسب ما أوضحه لنا المواطنون.
أمّا بالجهة العلوية التي انتقل إليها الكثير من السكان السابقين بحي السويقة، فقد أوضح لنا مستفيدون جُدُد بأن انعدام الربط بالمياه يعود إلى كون بالوعات مياه الصرف الصحي غير فعّالة بعد، كما أنّ الكثير منها ما زالت مملوءة بالأتربة ومخلفات البناء، ومن المستحيل أن تنفذ المياه عبرها في الوقت الحالي. وتزامن وجودنا مع مجموعة من العمال يقومون بتنظيف البالوعات باستعمال آليات لرفع مخلفات البناء والأتربة منها، في حين ما زالت أشغال التهيئة جاريةً على مستوى الجهة الخلفية من العمارات المذكورة، فقد كانت فرقة من العمال تُتّم إنجاز جدار الدعم بالخرسانة، فيما يقوم آخرون بتهيئة الأرض ورفع الأتربة لرميها في مكان بعيد.
وانتقد بعض المستفيدين منحهم السكنات دون إتمام أشغال التهيئة الخارجية على مستوى الجهة العلوية، في حين أبدى آخرون غبطتهم، مشيرين إلى أن انتظارهم للسكن الاجتماعي قد استمر لسنوات طويلة، كما قالوا إن الأشغال النهائية لن تطول لكونها مجرد “لمسات أخيرة”. والتقينا بالعديد من السكان بالقرب من المكتب التابع لديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية قسنطينة، حيث تقدم بعضهم من أجل الإبلاغ عن بعض المشاكل التي صادفوها في شقتهم، في حين تقرب الآخرون منهم من أجل الحصول على اللواحق الخاصة بهم.
لكن بعض المعنيين أكدوا لنا بأن وضعية الشقق من الداخل تتطلب مزيدا من الأشغال والعمل عليها حتى يتمكنوا من السكن بها، على غرار أحد المواطنين قال “إنه تفاجأ عندما وجد بأن الجزء العلوي من لوح الغسيل بحمامه غير مثبت بالاسمنت، وإنما تم وضعه فقط”، فيما اعتبر آخرون بأن أغلبية المستفيدين سيقومون بإجراء تعديلات على الشقق، حتى وإن تسلموها في وضعية جيّدة.
سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى