الاســـتـــعــانــــة بـالأئــمـــة لـمـــحـــاربــة تــبــذيـــر الـمــيــــاه
دعا أئمة المساجد بولاية قسنطينة، أمس، إلى جانب مسيري مؤسسات توزيع الماء والتطهير، ووكالة الحوض الهيدروغرافي قسنطينة- سيبوس- ملاق، إلى تجريم تبذير المياه والاعتداء على الشبكات، و ذلك خلال يوم تحسيسي حول ترشيد استهلاك هذه المادة، عرف توزيع 132 حنفية اقتصادية لتركيبها بمائضة مسجد الأمير عبد القادر.
وطالب مدير وكالة الحوض الهيدروغرافي، بوشجة عبدالله، باحترام الكميات المستعملة في الاستحمام والشرب والغسل، نظرا لغلاء سعر المتر المربع الواحد من الماء، الذي يضخُّ في شكل خدمة مدعمة من قبل الدولة للمواطن، بقيمة تناهز ثلاثة أضعاف السعر الحقيقي، حيث يدفع الجزائري مبلغ 20 دج نظير المتر المكعب الواحد، في حين أنَّ السعر باحتساب خدمة التصفية والضخ وصولا إلى حنفية المنزل، يصل إلى 60 دج، وبإضافة التسربات الناجمة عن سوء الاستعمال والاعتداء على الشبكة، فإن الفاتورة "تبدو جدُّ باهظة لضياع آلاف الأمتار المكعبة".
وقال مدير الوكالة، بمعية مساعدته بلقاضي ليلى، والمكلفة بالإعلام توامي، بأنه تمت برمجة حملات تحسيسية مماثلة سيقودها أئمة المساجد من على المنابر، بدءا من هذا الجمعة، خاصة لارتفاع فاتورة الماء المهدر نتيجة التبذير، وعوامل أخرى، بإيعاز من وزارة الموارد المائية وكذا وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، على أن تستمر طيلة فصل الصيف.
وذهب بعض الأئمة الحاضرين باللقاء المنظم من طرف وكالة الحوض الهيدروغرافي بجامعة الأمير عبد القادر، إلى درجة تجريم التبذير، للدلالة الواضحة بالقرآن الكريم والحديث عن المبذِّر ومقارنته بالشيطان، فيما كانت وصايا خاتم الرسل واضحة وهي عدم تبذير الماء ولو حتى على نهر جار، كما اعتبر آخرون البدء بالتحسيس ومحاربة تبذير الماء وترشيد استهلاكه من المساجد، نقطة إيجابية، كون المصلي وبدل التوضؤ بلتر من الماء، يفتح الحنفية ويستهلك 10 أضعاف ما يحتاجه حقيقة.
وضرب أحد الأساتذة الحاضرين من بلدية عين اسمارة، مثالا عن إدخال التكنولوجيا في مجال الموارد المائية وتدوير المياه المستعملة، وهذا بالجامع الأعظم بالعاصمة، حيث تمَّ تركيب نظام خاص لتخزين ورسكلة مياه الوضوء وإعادة تنقيتها وتحويلها إلى السقي وتنظيف باحات المسجد، مقترحا مراقبة فواتير الماء لدى العائلات القسنطينية، وتكريم الأقل تبذيرا واستهلاكا من قبل مؤسسة توزيع الماء والتطهير "سياكو" لتشجيع وتحفيز أرباب الأسر وأولادهم على تبنِّي قيم مماثلة.
كما شدَّد الحاضرون على ضرورة تجسيد تدخلات ميدانية سريعة من قبل مؤسسة "سياكو" لتصليح الأعطاب والتسربات، وإشراك المواطن في الاتصال بمصلحة التدخلات التابعة لهذه المؤسسة العمومية، حتى لا يضيع الماء، بعد تقدير خسائر بـ 1000 مليار سنتيم، سنويا، بسبب التسربات والتوصيلات العشوائية للماء والاعتداء على الشبكة.
ممثل مؤسسة توزيع الماء والتطهير، بوالسعل محمد، المكلف بتطوير الماء الشروب والأشغال، صرَّح للنصر أن "سياكو" تبذل جهودا كبيرة لتطوير إيصال الماء دون خسائر، بعد تغيير 170 كيلومترا من الشبكة خلال العام 2015/ 2016، لتحسين الخدمة والقضاء على التسربات، غير أن الاعتداء على الشبكة والتوصيل العشوائي يؤرقان المؤسسة، ويكبدانها خسائر مالية فادحة، إلى جانب الانقطاعات وعدم وصول الماء لزبائن، طالبا من المواطنين التبليغ على الاعتداءات، والتصرفات السلبية.
واختتم بوالعسل حديثه بالردِّ على أحد الأئمة الذي اعتبر قطع الماء عن العائلات تعديًّا على حق من الحقوق الدستورية، بأن جملة إجراءات وتسهيلات تضعها "سياكو" بين يدي الزبائن لدفع الفواتير المتخلفة عن السداد، على أقساط.                  فاتح خرفوشي

الرجوع إلى الأعلى