نحو اعتماد حلول واقعية للقضاء على الأتربة المتصاعدة من منجم الونزة
التزمت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، بالقضاء تدريجيا على الأتربة المتصاعدة من منجم الونزة، وهي الأتربة التي كثيرا ما تضايق منها السكان وخاصة أثناء مرور الشاحنات ببعض المسارات.
و أوضحت المسؤولة لدى معاينتها للمنجم، أول أمس الخميس، بأن دائرتها الوزارية تسعى لجعل هذا الاستثمار صديقا للبيئة، وخلال اليوم الأول من زيارتها، قدمت الوزيرة عدة توجيهات للمسؤولين المحليين بالولاية، كما كشفت عن حزمة التسهيلات و الإعفاءات التي تقدمها وزارتها للمستثمرين في هذا المجال.
الوزيرة كانت قد صرحت في ختام زيارتها لتبسة، بأن وزارتها ملتزمة بتزفيت ممر الشاحنات، بدلا من الرش الذي أنهك منجم الحديد بالونزة، بحيث على ضوء هذا الإجراء سيتم تزفيت الطريق بين محطة الاستغلال ومحطة النقل، للقضاء على الغبار المتطاير من الشاحنات، كما سيتم  إصلاح عطل القاطرة المخصصة لنقل المادة الأولية حسب الوزيرة، مما سيقلص كذلك من الأتربة والغبار المتطاير أثناء نقله لعربات السكة الحديدية.
مضيفة في الإطار نفسه، بأن قطاعها لا يراقب المشاكل فقط، بل يسعى كذلك إلى مرافقة المؤسسات بمختلف الوسائل لجعل هذه الاستثمارات صديقة للبيئة، و تماشيا مع توجيهات رئيس الجمهورية وحرصا على حق المواطن في بيئة سليمة، و نوهت في هذا الإطار بجهود المنجم للقضاء على التلوث.
للتذكير، فقد انطلق منجم الونزة للحديد في الإنتاج بداية من عام 1927، ومنذ ذلك الحال مر بعدة ظروف، وفي السادس ماي 1966، قررت الجزائر تأميم المناجم ومنها منجمي الونزة وبوخضرة، ويعد المنجم من أعمدة الاقتصاد الوطني في إنتاج الحديد، وفي شهر أكتوبر 2015، أعلن الشريك الأجنبي أرسيلور ميتال التنازل عن أسهمه في 3 مصانع بالجزائر ومنها هذا المصنع، ليعاد المنجم لحظيرة المؤسسات العمومية، ويستأنف نشاطه منذ عام تقريبا بطاقة 125 ألف طن في الشهر.
و يشتكي المواطن بالونزة من مخلفات ما يطرحه المنجم من أتربة وغبار وتأثير ذلك على صحة السكان، وقد نقل هذا الانشغال لوزيرة البيئة أثناء اللقاء الذي جمعها بممثلي المجتمع المدني بالولاية، أين حذر العديد منهم من تأثيرات هذا النشاط على صحة ساكني المدينة، وطالبوا بالاستثمار في الجانب البيئي للقضاء على المعضلات البيئية.
و لمعالجة هذا الإشكال، تقول إدارة المنجم، بأنها برمجت 6 دورات لرش الطرق والمسالك يوميا، وهو ما يكلف الشركة مليون دينار جزائري شهريا، غير أن هذا الجهد حسب المواطن لم يقض على الغبار المتصاعد الذي تزايدت حدته بسبب عامل الجفاف الذي يضرب المنطقة لسنوات.
و كانت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، قد قامت بزيارة عمل وتفقد لولاية تبسة، وذلك للوقوف على واقع قطاع البيئة بها والإطلاع على المعضلات البيئية، وإعطاء دفع في مجال الاستثمارات الصديقة للبيئة، حيث عاينت في اليوم الأول محطة تصفية النفايات التي استفادت منها تبسة، على غرار 33 محطة أخرى عبر الوطن، وتعول الوزارة على هذه المحطة في إعطاء دفع قوي للتكفل بجمع النفايات، والانتقال التدريجي من مرحلة الفرز الحالية إلى مرحلة الرسكلة والاسترجاع، وفي الوقت نفسه تثمين هذه المواد الأولية التي أصبح لها قيمة اقتصادية في خلق مناصب الشغل وامتصاص البطالة.
و بمركز الردم التقني، جددت زرواطي دعم مصالحها الوزارية ومرافقة المستثمرين في مجال الرسكلة واسترجاع مواد التغليف والمواد المطاطية والكهرومنزلية، مع العلم أن مركز الردم التقني والمفرغة العمومية بتبسة، يتبعهما مركزين للردم و7 مفارغ بعدد من البلديات، وأسندت لهذا المرفق مهمة رفع ونقل النفايات المنزلية من الشوارع الرئيسة والأحياء المجاورة لها، بطاقة تصل إلى 40 طنا يوميا.
ويأمل سكان مدينة تبسة مضاعفة الجهود الموجهة لرفع القمامة المنزلية، خاصة بعد دخول عمال النظافة في إضراب لعدة أيام، و بالمركز العائلي للترفيه و التسلية بخنقة بكارية ثمنت الوزيرة استغلال مثل هذه المواقع التابعة للأملاك الغابية، ودعت إلى تطوير العمل بهذا الفضاء المفتوح الذي يضم مركزا لتربية الطيور و بعض المساحات الخاصة بالترفيه و التسلية، و عند وقوفها بمشروع إنجاز و استغلال محطة الصرف الصحي بعين شبرو، دعت الوزيرة القائمين على هذا المشروع إلى استشراف المستقبل وتحديد حجم المياه المطلوبة وذلك للتكفل الأمثل بالإطار المعيش للمواطنين، والعمل على توسيع استعمالات هذه المياه لأغراض أخرى ومنها الغرض الفلاحي، مع العلم أن المشروع حاليا في مرحلته الثانية و هو تابع للديوان الوطني للتطهير، وتصل طاقات التصفية إلى حدود 3200 متر مكعب في الساعة.
أما بدار البيئة، فدعت الوزيرة إلى استعمال مواد البناء الصديقة للبيئة، كما دعت لاحترام المقاييس البيئية أثناء إعداد و إنجاز المشاريع، و بمركز المراقبة البيئية الذي يقوم بمراقبة كل الأوساط الطبيعية بتبسة، شددت على ضرورة أن يلعب المخبر دوره في المتابعة المستمرة والعمل على تدعيمه بالأجهزة و الوسائل و التكوينات ليكون أكثر نجاعة.
الجموعي ساكر
 

الرجوع إلى الأعلى