منتجــو الطماطــم الصناعيـة بالطارف يهــددون بمقاضـاة محوليـن  
 يشتكى العشرات من منتجي الطماطم الصناعية بالطارف ، بكل من بلديات شبيطة مختار ، الذرعان ، البسباس ، عصفور وزريزر  من تأخر بعض وحدات التحويل  في صرف مستحقاتهم المالية  الخاصة بمحصول الطماطم المسوق لهذه الوحدات ،  مهددين  باللجوء إلى العدالة.
وذكر  منتجو الطماطم الصناعية في إتصال مع «النصر « بأنهم قاموا بتسويق الأطنان  من الطماطم الصناعية للوحدات التحويلية و بأثمان بخسة خلافا للسعر المرجعي للتسويق المتفق عليه،  لتجنب تلف محصولهم ومن ثمة تكبدهم الخسارة ، أمام وفرة الإنتاج هذه السنة و الذي بلغ مستويات قياسية فاقت 3ملايين قنطار  في سابقة  لم تسجل ، حيث  بلغ  متوسط المردود  800قنطار إلى 1200قنطار في الهكتار ، قبل أن يصطدموا  بعد تسويق منتوجهم بما يقولون عنه عدم وفاء بعض الوحدات التحويلية  بتعهداتها بتمكينهم من مستحقاتهم  في الآجال المحددة ، وهي مشكلة يقول المزارعون أنها عادة ما تطفو للسطح  كل سنة مع انطلاق حملة الجني والتسويق ، ودفعت جل المنتجين إلى الاستدانة  من أجل مواجهة أعباء حملة الغرس الباهظة .
 مضيفين أن التماطل في تسديد أموالهم من الأسباب الرئيسية وراء عزوف  عشرات الفلاحين خلال السنوات الأخيرة عن شعبة الطماطم الصناعية ، وتعليق نشاطهم  بعد تعرضهم للإفلاس  متهمين بعض المنتجين بالنصب والتحايل ومحاولة تكسير الشعبة حسب قولهم، وذلك بتقديم مبررات وأسباب غير مقنعة ، منها التحجج بعدم توفر السيولة وتارة  عدم جودة المنتوج  و تلفه  بفعل الحرارة  جراء بقائه تحت الشمس في  الطوابير الطويلة أمام الوحدات .
وقال منتجون أن بعض الوحدات تتعمد افتعال الطوابير أمام وحداتها من أجل دفع المزارعين  لتسويق محصولهم بأسعار بخسة لا تغطي حقيقة تكاليف الإنتاج،  أو تركه عرضة للتلف تحت أشعة الشمس ،  ومن ثمة  التخلص منه برميه في المزابل وفي الوديان، في الوقت الذي لا يتوانى فيه بعض المحولين اللجوء إلى استيراد معجون الطماطم ثنائي وثلاثي التركيز من الخارج،  رغم  وفرة محصول الطماطم الصناعية لهذه السنة.
من تحدثوا إلينا ناشدوا وزارة الفلاحة ، التدخل لتمكينهم من حقوقهم وإيجاد الحلول الناجعة لمشكلة التسويق والمستحقات العالقة التي باتت ترهن مستقبل شعبة الطماطم، بدليل رفض فلاحين تسويق محصولهم  للوحدات وتسويقه طازجا ،   تجنبا للمتاعب ، فيما أتلفت كميات أخرى من المحصول بعد العزوف عن جنيها خوفا من مشكلة التسويق وصرف أموال المنتجين وكذا رفض  عدد من الوحدات استقبال المنتوج بافتعال  بعض العراقيل، ومنها تشبع المخزون للتأثير على جودته ومن ثمة دفع المنتجين لتسويقه بأثمان بخسة .
وأمام تعطل صرف مستحقات المزارعين قرر العشرات  العزوف عن  حملة غرس الطماطم الصناعية للموسم الفلاحي الجديد  وتعليق نشاطهم جراء المشاكل التي تصادفها الشعبة من جميع النواحي، وخاصة  نقص مياه السقي وارتفاع تكاليف الإنتاج  إلى جانب المنافسة غير الشريفة  للمنتوج الأجنبي من خلال الإبقاء على إستيراد معجون الطماطم المركز من الخارج.
 و أفادت مصادر من جمعية المحولين بأنه تم تسديد جميع مستحقات المنتجين في حينها ، بعد الاتفاق على السعر المرجعي للتسويق ، على خلفية الإتفاقيات المبرمة  مع المزارعين،  من أجل تمكينهم من تسويق محصولهم في ظروف حسنة، أما بخصوص عدم استقبال بعض الوحدات لمحصول الطماطم ، فيعود حسب نفس المصدر إلى وفرة الإنتاج و مشكلة  نقص التعليب التي أثرت سلبا على طاقة التحويل اليومية للوحدات ، قياسا بشحنات الطماطم المحملة في الجرارات والشاحنات القابعة في الطوابير الطويلة لساعات أمام الوحدات تنتظر  دورها لدفع  المحصول .
من جهتها أوضحت مديرية المصالح الفلاحية التدخل لدى الوحدات التحويلية لمعالجة مشكلة مستحقات المنتجين العالقة ، مضيفة أن أغلب المزارعين قاموا بإبرام اتفاقيات مع المحولين تحفظ لهم حقوقهم في التسويق والحصول على أموالهم، ـ وأردفت ذات المصالح أن المنتجين سوف يتحصلون على كامل حقوقهم المالية ريثما تنتهي حملة التحويل التي مازالت متواصلة  ببعض مناطق الولاية .
وكشفت مصالح الفلاحة عن تحقيق إنتاج قياسي من الطماطم الصناعية هذه السنة تجاوز 3.6مليون قنطار بمعدل 800قنطار في الهكتار ، وهذا على مساحة مغروسة  قاربت  4آلاف هكتار منها 1800هكتار مسقية عن طريق التقطير ، وقد ذهب 80بالمائة من محصول الطماطم للتحويل ، ما سمح بإنتاج حوالي  20ألف طن، فيما ذهبت 20المائة  المتبقية ما يعادل أكثر من 600 ألف قنطار نحو السوق  لسد الحاجيات من الإستهلاك الطازج  بالولاية والولايات المجاورة. 

  نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى