أزمة  سيولة ببنك بدر تثير مخاوف منتجي القمح بقالمة
لم يتمكن العشرات من منتجي القمح بقالمة من الحصول على مستحقاتهم المالية أمس الأربعاء، بفرعي بنك الفلاحة و التنمية الريفية بوادي الزناتي و عين مخلوف بقالمة، بسبب نقص السيولة المالية.  
و قال زبائن بدر بنك الذين قصدوا وادي الزناتي و عين مخلوف، الواقعتين بأحد أشهر السهول المنتجة للقمح بالجزائر، بأنهم عادوا إلى منازلهم دون أن يتمكنوا من الحصول على أموالهم، مؤكدين بأن المشرفين على فرعي بدر بنك طلبوا منهم الانتظار إلى اليوم الخميس أو الأحد المقبل، ريثما تصل السيولة المالية الكافية لتسديد المستحقات التي تنتظر منذ عدة أيام.   
و يتخوف منتجو القمح بالمنطقة أن تستمر الأزمة لأيام أخرى، و ربما قد يتحول الوضع إلى أزمة متعبة عشية انطلاق موسم الحرث و البذر الجديد، الذي يستهلك أموالا كبيرة في عمليات الحرث، و شراء البذور و الأسمدة العضوية، إلى جانب ديون حملة الحصاد و الدرس التي عرفت تكاليفها ارتفاعا كبيرا هذا الموسم.  و يتجمع المزارعون كل صباح أمام بوابات بدر بنك بوادي الزناتي و عين مخلوف أملا في انفراج الوضع، و عندما يدخلون إلى الشبابيك يصطدمون بصناديق دفع فارغة تنتظر قدوم الإمدادات.   
و يرى بعض المهتمين بشؤون الزراعة بالمنطقة بان الإنتاج القوي من القمح هذه السنة قد شكل ضغطا كبيرا على وحدات بدر بنك المتواجدة بكل من قالمة، بوشقوف، عين مخلوف و وادي الزناتي، و هي تتعرض لما يشبه الاستنزاف اليومي بسبب عمليات السحب المكثفة التي يقوم بها المزارعون الذين دفعوا منتوجهم إلى مخازن الحبوب العمومية المنتشرة عبر مختلف مناطق الولاية.
و عرفت ولاية قالمة هذا الموسم إنتاجا قياسيا من القمح، بدعم من برامج التكثيف، و تطور المسارات التقنية، و الأمطار الغزيرة التي سقطت في فترات مهمة من مراحل نمو حقول القمح.     
و يسعى بدر بنك بقالمة إلى البحث عن بدائل جديدة لمواجهة الضغط الذي يتعرض له في كل حملة حصاد و درسن و ذالك من خلال تشجيع المزارعين على الاندماج في نظام الادخار الجديد الذي ينظم العلاقة المالية بينهم و بين البنك، و يسمح لهم بإجراء عمليات التحويل و السحب و الدفع.
و يعتمد نظام الادخار الجديد على «دفتر توفير الفلاح» مع أو بدون فائدة، و قد يسمح هذا الإجراء بالتخفيف من مشاكل منتجي القمح التي تتكرر كل سنة.     
 فريد.غ 

الرجوع إلى الأعلى