حــاول قـتـلـه بـدفـعــه عـلى قــطـــار مـتـحــرك بـقـسـنـطيـنـة
قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، أمس، بالإعدام غيابيا في حقِّ متهم فار «ب. س. ا» حاول سرقة وقتل شاب في العقد الثالث، وتبرئة ساحة آخرين لذات الجناية، مع وضع أحدهما بمصحَّة جبل الوحش العقلية للتداوي، بعدما بيَّنت الخبرات أنه ليس بكامل قواه العقلية.
حسب ما جرى  في المحاكمة التي تواصلت حتى ساعة متأخرة من أمس الأول ، فإنَّ الأحداث تعود ليوم 8 ديسمبر 2016، عندما استقبل المستشفى الجامعي شابّا يعاني من إصابة بليغة على مستوى اليد اليمنى، حيث تعرَّضت للبتر كلية، وهذا جراء مقاومته لشابين حاولا سرقة هاتفه النقال ومبلغا ماليا كان بحوزته، بطريق السكة الحديدية ما بين حي الشالي وباب القنطرة، ليقوم أحد الجناة بدفعه إلى القطار المارّ وقتها بالمكان، حيث ارتطم رأسه به، واعترض يده إحدى العجلات فبترت، على ما ذكره لمصالح الضبطية القضائية التي باشرت تحقيقا فوريا في الحادثة.
واستكمالا للتحقيقات، فقد قال الضحية «محمد رضا» أنه التقى يومها صديقا قديما له، وهو المتهم «ق. أ»، ليساعده في صدّ مجموعة  قامت بضربه، وتمَّ الأمر، وعندما همَّ بالانصراف، طلب منه الجاني الذهاب معه إلى محطة باب القنطرة، على حدّ زعمه، ولكن عبر سلك طريق آخر وهو طريق السكة الحديدية، كونه يحمل مخدرات، ففعل، وسمعه يتحدّث في الهاتف مع آخر وهو المتهم «ع. ص»، دون علمه بوجود خطة لتجريده من ممتلكاته، وحال اقترابه من شابين هما المتهم المذكور والآخر الفار «ب. س. ا»، قال له «ق. ا» أنَّ لديه أمرا مستعجلا، وعليه الانصراف حالا، ففعل، لينقضَّ عليه الآخران، وحاولا تجريده من هاتفه ومبلغ مالي قدِّر بحوالي مليون سنتيم.
الضحية قاوم «ع. ص» و»ب. س. ا»، فدفعه هذا الأخير على قطار كان مارّا أمامهم، مما أدى لبتر يده وإصابته بالرأس، وتعرَّف على بقية المتهمين بعد منحه صورة للثلاثي من طرف مصالح الأمن.
المتهم «ق. أ» لم ينف سماعه صراخا لدى انصرافه، لكنَّه أكد عدم وجود اتفاق مسبق بينه وبين الجانيين الآخرين لسرقة صديق الطفولة،  ومعرفته بـ»ع. ص» معرفة الجيران والطفولة، فيما بدا جليا عدم إدراك «ع. ص» لما يدور حوله، كونه مدمن على المخدرات والكحول، وصار في وضع سيء بعدما دخل السجن، ولم يتلفظ بكلام سوى طلبه أمه وبعض أفراد عائلته.
دفاع الضحية دعا إلى إنزال العقوبة الملائمة في حق المتهمين الثلاثة، وإدانة «ق. أ» كونه المخطط والمدبر في قضية الحال، وعدم إعفاء «ع. ص» لأنه  يتظاهر فقط بالجنون، فيما التمس دفاع المتهمين البراءة للاثنين، كون الأول لا علم مسبق له بالحادثة، والثاني أثبتت خبرات متعددة عدم أهليته.
النائب العام اعتبر الجناية واضحة والتخطيط المسبق ثابتا في حق المتهمين جميعا، والتمس الإعدام، و قال أن تمثيلية المتهم « ع. ص» لن تنطلي عليه.
ف/ خ

الرجوع إلى الأعلى